متابعة / المدى
أبلغت طهران وفداً أمنياً عراقياً برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، أن ردّها على أي هجوم جديد سيكون أشدّ من العمليات التي شهدها النزاع الأخير مع إسرائيل والولايات المتحدة، فيما بحث الجانبان في طهران العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.
وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد باكبور، خلال لقائه مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في طهران، أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا تعوّلان على منظومتيهما الدفاعيتين، غير أن الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافها بدقة.
وقال باكبور إن «أي اعتداء جديد سيقابَل بردّ أقوى من حرب الـ12 يوماً»، مضيفاً أن «إيران ستجعل حياة أعدائها جحيماً».
كما التقى الوفد العراقي رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، حيث جرى استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك، خصوصاً في الجوانب الأمنية والاقتصادية والثقافية. وأكد الجانبان أهمية تنفيذ بنود الاتفاق الأمني المشترك، والتنسيق بشأن إدارة الحدود.
وناقش الطرفان مجمل الأوضاع في الشرق الأوسط والتهديدات المحتملة، وشددا على أهمية تجنب الصراعات واعتماد الحوار الدبلوماسي لحل الخلافات. وأكد قاليباف على عمق العلاقات بين الشعبين العراقي والإيراني، وما يجمعهما من روابط اجتماعية وتاريخية وثقافية. من جانبه، شدد الأعرجي على موقف الحكومة العراقية القائم على «التعاطي مع الإشكالات الدولية عبر الحوار الدبلوماسي»، مبيناً أن «العراق يسعى إلى خلق أجواء من التهدئة والاستقرار في المنطقة من خلال التواصل مع جميع الأطراف».
وتأتي زيارة الأعرجي إلى طهران، التي بدأت الاثنين بدعوة من نظيره أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني، في وقت تتزامن فيه مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية، ووقف إطلاق النار في غزة، وتطورات الأوضاع في سوريا. وكانت إسرائيل قد شنت في 13 حزيران/يونيو الماضي عملية عسكرية ضد إيران متهمة إياها بالسعي إلى تطوير برنامج نووي عسكري، واستهدفت الغارات منشآت نووية وقادة عسكريين وقواعد جوية. وتبادلت إيران وإسرائيل الضربات لمدة 12 يوماً، قبل أن تتدخل الولايات المتحدة في اليوم العاشر بشنّ هجمات على منشآت إيرانية.
وردّت طهران في 23 حزيران/يونيو بهجمات صاروخية على قاعدة «العديد» الأميركية في قطر، معلنة أنها لا تسعى إلى مزيد من التصعيد. وبعد أيام، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن «إسرائيل وإيران اتفقتا على وقف إطلاق النار»، الذي أنهى الحرب القصيرة بين الجانبين.