المدى/ محمد علي
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في محافظة الأنبار، لم تعد الحملات الدعائية تقتصر على اللافتات والبرامج، إذ برزت ظاهرة «المواكب الطويلة» التي يجوب بها بعض المرشحين شوارع المدينة بسيارات فارهة وحمايات مسلحة، حتى باتت تثير موجة انتقادات شعبية لكونها تعطل حركة السير وتضايق المواطنين، بينما يرى مراقبون أنها تمثل استعراضاً للمال والنفوذ أكثر مما تعبّر عن برامج انتخابية حقيقية.
ويقول الباحث في الشأن السياسي مهند الراوي، خلال حديث لـ«المدى»، إن «الظاهرة باتت مقلقة بعد أن بدأ بعض المرشحين، وهم في الأساس تجار وأصحاب أموال، باستعراض مواكب مسلحة وكأنهم مسؤولون رسميون، رغم أنهم لا يمتلكون أي صفة حكومية»، مشيراً إلى أن «بعض هذه المواكب تضم أسلحة ثقيلة مثل البيكيسيات والأحاديات، وهذا أمر لا ينسجم مع بلد ديمقراطي مستقر أمنياً».
ويؤكد الراوي أن «بعض المرشحين يستعينون بعناصر من الحشد العشائري أو يمنحون حماية من جهات أمنية، وهو ما يعدّ مخالفة واضحة للقانون، إذ تمثل هذه التصرفات الصبيانية إساءة للعملية الديمقراطية، وعلى المفوضية العليا للانتخابات أن تتعامل معها بجدية باعتبارها خرقاً واضحاً للقانون».
ويلفت الراوي إلى أن «المرشح الحقيقي يجب أن يكون قريباً من الناس، لا أن يعزل نفسه بمواكب ضخمة تسبب اختناقات مرورية وتضايق المواطنين»، مبيناً أن «هذه المظاهر ليست سوى دليل على قصور فكري وسياسي، وتتناقض مع أبسط معايير التنافس الانتخابي».
من جهته، يرى الناشط المدني نور الدين الحمداني، خلال حديث لـ«المدى»، أن «المواكب الطويلة للمرشحين لا تعكس برنامجاً انتخابياً أو خدمة حقيقية للمواطن بقدر ما هي استعراض للمال والنفوذ، ومحاولة للتباهي وإظهار القوة بين المرشحين».
ويؤكد أن «هذه المواكب تسبب إرباكاً في حركة السير وتضايق المواطنين في حياتهم اليومية، فيما ينتظر الناس رؤية برامج انتخابية واقعية بدلاً من الاستعراض بالمركبات».
ويختم الحمداني حديثه بالقول: «المطلوب من السياسيين أن يكونوا أكثر تواضعاً وأن يقتربوا من الشارع بخطاب واضح ووعود قابلة للتنفيذ، لا أن يختبئوا خلف أسطول من السيارات».
إلى ذلك، يقول المواطن مهيمن الفهداوي، خلال حديث لـ«المدى»، إن «ظاهرة المواكب الكبيرة التي ترافق بعض المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة أصبحت مصدر إزعاج واضح للمواطنين، إذ تصل أحياناً إلى أكثر من خمس سيارات، مسببة ازدحامات واختناقات مرورية في أوقات الذروة صباحاً وعند انتهاء الدوام».
ويضيف أن «هذه الظاهرة تمثل سلوكاً سلبياً ومعيباً بحق المرشحين، لأنها تعكس مظهراً من مظاهر التفاخر بدلاً من خدمة الناس»، مؤكداً أن «مثل هذه المظاهر لا تُرى في الدول المتقدمة التي تضع خدمة المواطن فوق أي اعتبار».
ويشير الفهداوي إلى أن «المرشح الحقيقي يجب أن يكون قريباً من المواطنين، لا أن يفصل نفسه عنهم بمواكب الحمايات والاستعراضات».
تتزايد الانتقادات لظاهرة المواكب الطويلة التي ترافق بعض المرشحين، وسط دعوات للحد من هذه الممارسات التي يرى فيها المواطنون ابتعاداً عن روح الديمقراطية. ويأمل كثيرون أن تعكس الحملات الانتخابية سلوكاً أكثر تواضعاً والتزاماً بالقانون، وأن يكون التنافس بين المرشحين قائماً على البرامج والخدمات لا على المظاهر والاستعراضات التي تثقل كاهل المواطنين وتشوه صورة العمل السياسي.
مرشحو الأنبار من التنافس على البرامج إلى التنافس على «المواكب»

نشر في: 22 أكتوبر, 2025: 12:59 ص









