السماوة / كريم ستار
يعاني أكثر من 60 ألف نسمة في قضاء السوير من ضعف الخدمات الصحية وقلة الكوادر الطبية، إذ تقتصر الرعاية على مراكز صحية محدودة الإمكانات لا تقدم سوى إسعافات أولية بسيطة. ويضطر الأهالي في حالات الطوارئ إلى نقل المرضى بسيارات خاصة أو شاحنات إلى مستشفيات السماوة.
ويقول المواطن حسين كاظم: «إذا مرض أحد أفراد العائلة ليلاً، ننتظر حتى الصباح أو ننقل المريض بسيارة خاصة إلى السماوة، لأن سيارة الإسعاف الوحيدة تعمل في الدوام الصباحي فقط». ويضيف: «أحياناً نضطر لاستخدام سيارات الحمل لنقل المرضى في الحالات الطارئة».
ويشير عبد الأمير عبيد إلى أن «المراكز الصحية في السوير تفتقر إلى أجهزة التصوير والمختبرات، ولا يمكنها التعامل مع الحالات الحرجة»، مؤكداً أن الأهالي يطالبون منذ سنوات ببناء مستشفى حقيقي دون أن تتحقق الوعود.
قائمقام القضاء سعد ناهي أوضح في حديثه لـ«المدى» أن مشروع إنشاء مستشفى جديد «مطروح منذ سنوات»، مشيراً إلى تخصيص أرض بمساحة 8 دونمات له سابقاً، لكنه لم يُنفذ بسبب قلة التخصيصات المالية. وأضاف أن إدارة القضاء أعادت طرح الموضوع بالتنسيق مع النائب باسم خشان، وأن «رئيس الوزراء ووزير الصحة أبديا موافقتهما المبدئية على المشروع»، كما جرى التنسيق مع مدير صحة المثنى لإجراء كشف على الموقع المقترح.
وأشار ناهي إلى أنه تم اقتراح رفع مساحة الأرض إلى 15 دونمًا بدلاً من 8 لاستيعاب مستشفى بسعة 100 سرير، مضيفًا أن الموقع الجديد على الطريق الرئيس يجعل المشروع أكثر ملاءمة وقابلاً للتوسعة. وأكد أن مدير عام صحة المثنى وعد بدراسة المقترح ومخاطبة الوزارة لاستكمال الإجراءات، وأن «الأمل قائم رغم بطء الخطوات الإدارية».
ويعتمد قضاء السوير حاليًا على مركز صحي رئيسي وخمسة مراكز فرعية موزعة على مناطق آل بوجراد، والبركات، وآل غانم، وآل عبس، والإصلاح، إضافة إلى مركز صحي نموذجي جديد «جاهز للافتتاح خلال الأيام المقبلة»، وثلاثة بيوت صحية في جرف البركات وآل بو وحيد وآل يونس آل عبس.
لكن الأهالي يؤكدون أن هذه المراكز «تفتقر إلى أطباء اختصاص»، إذ يقول المواطن عبد الله جابر إن «الكوادر تتكوّن في الغالب من ممرضين ومضمدين، ولا يوجد طبيب طوارئ ليلاً». فيما يقرّ القائمقام بوجود «نقص واضح في الكوادر الطبية والمختبرية، مع محدودية الأجهزة والمستلزمات».
وأضاف أن «المركز الرئيسي في السوير يحتوي على وحدة أسنان واحدة فقط»، مشيراً إلى أمله بإضافة وحدة ثانية بعد افتتاح المركز النموذجي الجديد.
وفي ما يتعلق بالأدوية، بيّن ناهي أن «توفرها جيد ولا نقص فيها»، لكنه أوضح أن «بعض المواطنين يعتقدون أن وصفات العيادات الخاصة يجب أن تُصرف من المراكز الحكومية، وهذا غير صحيح لأنها مخصصة للرعاية الأولية فقط». وأشار إلى استمرار الدوام المسائي حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً، إلا أن انقطاع الكهرباء ونقص الوقود يؤثران أحياناً في استمرار العمل.
ورغم الوعود المتكررة، ما زالت معاناة الأهالي قائمة. يقول الشاب سيف علي: «شهدنا حالات وفاة بسبب تأخر نقل المرضى إلى السماوة، والمستشفى القريب أصبح ضرورة لا يمكن تأجيلها».
وحاولت «المدى» الحصول على رد من دائرة صحة المثنى بشأن تأخر تنفيذ المشروع، إلا أن مدير إعلام الدائرة رفض التعليق بسبب «انشغاله في اجتماعات متواصلة».
وبين غياب المستشفى واستمرار الانتظار، يترقب سكان السوير اليوم الذي يشهد وضع حجر الأساس لمستشفى يخفف عنهم مشقة الطريق الطويل ويضمن لهم حقهم في الرعاية الصحية.










