TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > المضايف والدواوين تتحول إلى بوابات انتخابية في واسط

المضايف والدواوين تتحول إلى بوابات انتخابية في واسط

 نشاط متصاعد للمرشحين بين فتح الأبواب وتبادل الأدوار ورفض بعض الشيوخ استقبالهم

نشر في: 26 أكتوبر, 2025: 12:02 ص

 واسط / جبار بچاي

مع بدء العد التنازلي لانتخابات الحادي عشر من تشرين الثاني المقبل، اتسع نشاط المضايف والدواوين في محافظة واسط وهي تستقبل المرشحين لطرح برامجهم الانتخابية، في مشهد يبدو جزء منه غريباً للغاية. فبعض المضايف شرعت أبوابها لاستقبال أكثر من مرشح في الوقت نفسه ضمن ما يشبه عملية تبادل الأدوار بين المرشحين، في حين أغلقت مضايف أخرى أبوابها تماماً أمام الجميع وامتنعت عن استقبال أي مرشح.
ويركز أغلب المرشحين في دعايتهم الانتخابية على زيارة الشيوخ والوجهاء، وعقد لقاءات في الدواوين والمضايف على وقع الشاي المهيل والقهوة العربية، فيما يرى البعض أن ما يُطرح من قبل المرشحين في هذه التجمعات لا يعدو كونه سلسلة من الأفكار المستنسخة والمكررة التي تُقدَّم على أنها برامج إنتاجية أو خدمية.
يقول أحد الوجهاء في حي المرتضى عند أطراف مدينة الكوت إن «ما نشهده هذه الأيام من تكرار زيارات المرشحين أوقعنا في حرج شديد وبلغنا حالة من الملل نتيجة تردد المرشحين علينا باستمرار، في وقت يغلب علينا الخجل من رفض استقبالهم».
وأضاف في حديثه لـ(المدى)، أن «الغريب في التجمعات التي نحضرها مرغمين، تلافياً للحرج، هو غياب البرامج الحقيقية، فكل ما نسمعه مجرد تكرار للكلام والوعود التي يطلقها كل مرشح، وتتلخص في محاربة الفساد، وخدمة المنطقة، وحل مشكلات العاطلين والعقود، وتحسين رواتب المتقاعدين، والاهتمام بالزراعة، والعمل على تطوير مفردات البطاقة التموينية». وبيّن أن «هذه الحالة باتت شبه يومية، ونحن نقبل بها مرغمين تحت وطأة العرف الاجتماعي، فلا نرد طلب أي مرشح لأنهم جميعاً أبناء مدينتنا وعشائرنا، وبالتالي نرحب بهم، لكن يبقى قرار الاختيار خاصاً بكل فرد».
وأشار إلى أن «جميع البرامج الانتخابية التي نسمعها سطحية ونسخ مكررة، وهناك من يسخر منها. ونحن كمشايخ لا نلزم أحداً بانتخاب مرشح معين، بل نترك الخيار للمواطن وحده».
ويضيف الشيخ أبو ماهر من مدينة الكوت أن «كل شخص حر باختياراته وقناعاته، وخاصة الشباب، إذ من الصعب أن يؤثر فيهم مرشح خالٍ من المنهجية والبرنامج الحقيقي».
وأضاف أن «هناك قسماً من الشيوخ رفضوا هذه الحالة بشكل قاطع، وقرارهم واضح بعدم استقبال أي مرشح وعدم الترويج لأي طرف، وترك الأمور والخيارات بيد الناس ومدى قناعتهم بالشخص المناسب».
ويرى أبو ماهر أن «إنفاق المال السياسي في هذه الانتخابات بلغ مستويات غير مسبوقة من خلال الدعاية الانتخابية لبعض المرشحين التي وصلت إلى مديات واسعة، فضلاً عن توزيع الأموال والهدايا المختلفة للنساء والرجال بهدف كسب الأصوات»، مبيناً أن «اللجوء إلى مثل هذه الوسائل سينتج برلماناً هزيلاً وشخصيات ضعيفة تبحث عن المنافع الشخصية دون الاكتراث بالمواطن».
أما الناشط المدني والإعلامي جلال الشاطئ، فيقول إن «ما نشهده اليوم من تجمعات جماهيرية انتخابية يثير السخرية، فالكثير من الأشخاص، بمختلف المستويات، يتنقلون بين تجمعات المرشحين الواحد تلو الآخر، وهذه طامة كبرى». وأضاف «شخصياً لم ولن أحضر أي تجمع انتخابي لعدم قناعتي بما يُطرح من قبل المرشحين، وفي الوقت نفسه أحيّي مواقف الشيوخ والوجهاء الذين أغلقوا أبوابهم بوجه المرشحين ورفضوا المشاركة في هذا الدور الهزيل».
وأكد أن «بعض المرشحين يعتقدون أن المضايف والدواوين هي البوابة المضمونة للوصول إلى البرلمان، لذلك يركّزون عليها بشكل مفرط، لكن هذا التصور غير صحيح». وقال «كم تمنيت أن أستمع إلى رؤية انتخابية حقيقية وبرنامج ناضج، لكن ما نراه لا يتجاوز الضجيج والتكرار لأفكار بسيطة للغاية، يظن بعض المرشحين أنها كفيلة بكسب الأصوات، في حين أن بعض هذه البرامج تجعل الناخب ينفر منهم».
يُذكر أن عدد المرشحين خلال الدورة الانتخابية الحالية في محافظة واسط يبلغ 246 مرشحاً، بينهم 178 رجلاً و68 امرأة، موزعين بين ثمانية تحالفات وتسعة أحزاب وتسعة مرشحين منفردين، يتنافسون على 11 مقعداً مخصصة للمحافظة إضافة إلى مقعد كوتا الكورد الفيلية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram