متابعة / المدى
أقام نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق جلسة للاحتفاء برواية «مخطوطة فيصل الثالث» للروائي محمد غازي الأخرس، بحضور عدد من الأدباء والمثقفين، ضمن نشاطاته الدورية لتسليط الضوء على المنجز السردي العراقي المعاصر.
وقال مدير الجلسة الروائي خضير فليح الزيدي في مستهل الفعالية إن الرواية تُعد من الأعمال المهمة في السردية العراقية الحديثة، مشيراً إلى أن الأخرس يمتلك تجربة سردية متنوعة تتوزع بين الأجناس الأدبية المختلفة، واصفاً إياه بـ«الحائك الحريف» الذي ينسج نصوصه بدقة ووعي فني عالٍ.
وبيّن الأخرس أنه استغرق نحو أربعة أعوام في كتابة الرواية، حتى بلغ به الأمر إلى التفكير بعدم نشرها ظناً منه أنها غير مكتملة، موضحاً أنها تقوم على بنية المخطوطات وتتألف من أحد عشر نصاً يشكّل مجموعها نسيج العمل الروائي.
وأشار إلى أن شخصية «الملا صبر» في الرواية تُعد ثانوية لكنها مثّلت تحدياً في الكتابة، بسبب طبيعتها التاريخية وما تتطلبه من دقة في توصيف المكان وأزياء الشخصيات والظروف الاجتماعية والسياسية التي تحيط بها، مؤكداً أن العمل يمثل محاولة لإعادة بناء التاريخ برؤية تخيلية معاصرة. وأوضح الأخرس أن الرواية تتيح للقارئ قراءة جديدة للتاريخ، رغم هيمنة العناصر الرمزية على فصولها وتحولاتها السياسية والاجتماعية والثقافية.
وتناول النقاد في أوراقهم النقدية ومداخلاتهم دلالات العنوان الذي وصفوه بالغموض والإيحاء، لافتين إلى أن الأخرس اختار «ملك الكوابيس السعيدة» كعتبة نصية تنذر القارئ بأن الرواية لا تنتمي إلى الواقعية التقليدية، بل تمزج بين الواقع والتاريخ والأسطورة في بناء سردي متشابك. ورأى المتحدثون أن الأخرس يواصل في هذا العمل مشروعه في تفكيك التاريخ الرسمي وإعادة تأويله أدبياً عبر شخصيات تنتقل بين الأزمنة وتطرح أسئلة عن الهوية والذاكرة والسلطة، مقدمين قراءات نقدية عدّته نصاً يعيد صياغة التاريخ العراقي الحديث بمنظور مغاير.
واختُتمت الجلسة بمداخلات أكدت أن الأخرس قدّم عملاً يجمع بين العمق التاريخي والابتكار السردي، مضيفاً لبنة جديدة إلى مسار الرواية العراقية المعاصرة.










