 ذي قار / حسين العامل

تستعد محكمة جنايات ذي قار غداً الثلاثاء لإعادة محاكمة المتهمين باختطاف الناشط سجاد العراقي، بعد صدور حكم غيابي بالإعدام بحقهما قبل أكثر من عامين، في وقت أعربت أسرته عن قلقها من احتمال تعرض القضية لتدخلات سياسية وميليشياوية قد تسهم في تبرئة المدانين أو شمولهم بالعفو العام.
وكشفت أسرة الناشط المختطف سجاد العراقي عن إجراءات قضائية لإعادة محاكمة المتورطين باختطافه، مشيرة إلى أن المحكمة حددت يوم غد الثلاثاء (28 تشرين الأول 2025) موعداً لإعادة المحاكمة. وأعربت الأسرة عن خشيتها من تدخلات سياسية وميليشياوية لتبرئة المدانين الذين صدرت بحقهم أحكام غيابية بالإعدام قبل أكثر من عامين.
وكانت محكمة جنايات ذي قار قد أصدرت في 16 آذار 2023، وبعد نحو عامين ونصف من المداولات، حكماً غيابياً بالإعدام بحق المدانين دريس كردي حمدان وأحمد محمد عبود عبد الله، لتورطهما في اختطاف الناشط. وكانت قيادة شرطة محافظة ذي قار قد أعلنت في 19 أيلول 2020 اختطاف سجاد العراقي وإصابة زميله باسم فليح بجروح على يد مسلحين مجهولين يستقلون سيارتين رباعيتي الدفع.
وقالت والدة سجاد العراقي في تصريح لـ«المدى» إن «المحكمة المختصة في ذي قار حددت يوم غد موعداً لإعادة محاكمة المدانين باختطاف وتغييب ولدي»، مشيرة إلى أن «المدانين نفذوا جريمة الخطف منذ أكثر من خمس سنوات وما زلنا نجهل مصيره».
وأعربت عن خشيتها من تبرئة المتهمين أو شمولهم بالعفو العام كما حدث في قضايا أخرى، مؤكدة أن «الضغوط السياسية والتهديدات من المليشيات قد تؤثر على القضاء أو على شهود الإثبات لتغيير أقوالهم». وأضافت «أضع ثقتي بالقضاء العراقي لإنصافنا وكشف مصير ولدي عبر محاكمة عادلة تكشف دوافع الجريمة والجهات التي تقف وراءها».
من جانبه، قال عباس العراقي، شقيق الناشط المغيّب، إن «المتهمين الفارين عن وجه العدالة سلّموا أنفسهم مؤخراً إلى وزارة الداخلية بعد صدور أوامر قبض دولية بحقهم من الإنتربول»، مضيفاً أن «عودتهم جاءت بعد تعهدات من جهات حزبية ينتمون إليها بتأمين حمايتهم والعمل على تبرئتهم».
وأوضح أن «الأحزاب مارست ضغطاً لنقل الدعوى إلى محاكم بغداد، لكننا طالبنا بإعادتها إلى ذي قار، حيث ارتكبت الجريمة، وقد تحدد يوم غد موعداً لإعادة المحاكمة بحضور المتهمين الموقوفين حالياً في بغداد».
وبيّن العراقي أن «القضية موثقة بالأدلة وشهادات الإثبات منذ خمسة أعوام»، محذراً من محاولات التلاعب بها كما حدث في قضايا مشابهة. وقال «إن حصل ذلك، فلن نعوّل إلا على عدالة السماء لأن عدالة الأرض ستكون قد غابت». وفي الذكرى الخامسة لاختطاف سجاد العراقي في 19 أيلول 2025، جددت أسرته دعوتها إلى كشف مصيره وإنهاء ما وصفته بتسويف الأجهزة الحكومية، مطالبة الجهات الخاطفة بالإرشاد إلى مكانه إن تمت تصفيته. وتزامناً مع اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري في 30 آب الماضي، دعا ناشطون مدنيون وأسرة سجاد العراقي إلى الكشف عن مصير المغيبين والمختطفين في العراق، محذرين من استمرار عمليات التغييب التي تنفذها جماعات مسلحة مرتبطة بجهات سياسية، واصفين إياها بأنها «أخطر وسائل القمع ضد أصحاب الرأي».
وفي السياق ذاته، دعا ناشطون وأسر المغيبين في 15 آب 2023 إلى استحداث مركز وطني للمغيبين وتشريع قانون خاص بالمختفين قسراً، مؤكدين خلال وقفات في بغداد والموصل والناصرية والنجف وكركوك أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري، اللذين يصفان الاختفاء القسري بأنه جريمة ضد الإنسانية ويكفلان لذوي الضحايا حق المطالبة بالتعويض وكشف الحقيقة.