بغداد / آكانيوزتباينت آراء الإعلاميين والصحفيين العراقيين بعد ثماني سنوات من سقوط النظام السابق في العراق، والتغيير السياسي الذي حصل فيه.وهناك آراء من يرى ان نظام صدام لم يسقط إلا بعملية عسكرية لكونه نظاماً مستبداً، بينما يرى آخرون ان ما حصل في العراق في ربيع عام 2003 عاد بالفائدة على المنطقة العربية التي تشهد ثورات للتغيير الآن.
ويقول الصحفي راضي المترفي مدير تحرير صحيفة "المستشار" لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) إن "ثماني سنوات قد انجلت على سقوط نظام صدام، لكن من الذي أتى مكانه وما الذي تغير؟".وأضاف المترفي إن "هذه السنوات الثماني شهدت عودة أغلب أعمدة النظام السابق الذين جلبوا المحاصصة إلى الدولة والتكالب على السلطة"، مبيناً "رأينا الحرية المقيدة بقوة السلاح بعد سقوط صدام".وقادت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً لاجتياح العراق في 19 من آذار/مارس 2003 بحجة امتلاك نظام صدام أسلحة الدمار الشمال ودعمه للإرهاب الدولي وانتهت بسقوطه بعد 22 يوماً.في حين، قال الإعلامي والصحفي عبد الحق اللامي رئيس تحرير جريدة "البينة" لـ(آكانيوز) إن "كثرة الشعارات بلا عمل قد أوصلت الحالة إلى التقاطع ما بين الجمهور والسلطة"، على حد قوله.وأوضح أن "هناك تغييراً ديمقراطياً وحرية يمكن ان يعبر فيها الإنسان عما يريده ولكنها ممزوجة بالطائفية والمحسوبية"، مشدداً على أن "المؤسسات الحكومية تراوح في مكانها ولا تنفيذ للقوانين والقرارات".وتابع اللامي بالقول إن "المواطن الذي كان يحلم بالأفضل خلال تغيير عام 2003، اصطدم بالواقع وهو الصراع على الكراسي والمناصب بدلا من التحول إلى الديمقراطية".من جانبه، ذكر الإعلامي علي جواد من فضائية السومرية لـ(آكانيوز) "كنا نمني النفس ان يكون التغيير في العراق متناغما مع ما يحدث الآن في الدول العربية من خلال ما غيرته الشعوب لحكامها".وأسفرت ثورتان قادها شباب عن الإطاحة برئيسي تونس ومصر ولا تزال تهدد حكومات ليبيا واليمن والبحرين.وأشار جواد إلى أن "نظام صدام كان الأكثر استبدادية من الحكام العرب الآخرين، وعليه اقتضى إزاحته عن السلطة بتدخل عسكري رافقه دخول قوات التحالف للبلاد، ثم تبعته مآسٍ كثيرة"، بحسب تعبيره. وأضاف أن "هناك أملاً في المستقبل عكس ما كان في النظام السابق"، لافتاً إلى أن "بعض السلبيات قد رافقت عملية التغيير بعد عام 2003 في العراق، وستزاح من خلال الشعب نفسه وليس بالتدخلات الأجنبية".في حين، كشفت الإعلامية والناشطة في مجال حرية الرأي والتعبير ماجدة سلمان، لـ(آكانيوز) عن أن "إزالة نظام ديكتاتوري استمر لعقود طويلة، ترتب عليه (احتلال) حيث أطلق هذا المصطلح بقرار دولي".وأكدت سلمان أن "العراق شهد بعد عام 2003 تزايد أعداد الأرامل والأيتام وبالتالي كان ثمن الحرية باهظاً"، مبينة أن "ثمن التغيير عندما يكون باهظاً يذهب فرحة الانتصار".ونوهت إلى أن "ما شهده العراق قبل ثماني سنوات قد انعكس الآن على شعوب الدولة العربية التي بدأت تبحث عن الحرية والديمقراطية وتفكر بالتغيير بنفسها بدلا من ان تجلب قوات أجنبية لبلدانها"."رغم مرارة التجربة العراقية لكن انعكاساته على المنطقة العربية ايجابية ومنها مصر وتونس واليمن وليبيا والبحرين وسوريا ولبنان"، بحسب سلمان. وتمثلت أولى معالم التغيير في الأنظمة العربية الانتفاضة الشعبية في تونس والتي بدأت منتصف كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، عندما أحرق الشاب محمد بوعزيزي نفسه في سيدي بوزيد.واجتاح عدد من المحافظات العراقية في 25 شباط/فبراير الماضي، تظاهرات غاضبة احتجاجاً على تفشي ظاهرة الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة وتفاقم مشكلة البطالة بين الشباب ونقص مفردات التموينية.ويعاني العراق من بنية تحتية متهالكة في مجمل القطاعات نتيجة سنوات طويلة من الحصار والحروب خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي.ورغم مرور ثماني سنوات على الإطاحة بالنظام العراقي السابق، لم تستطع الحكومات العراقية توفير الخدمات الأساسية العامة للمواطنين، والتي غالباً ما يحتجون على نقصها.
إعلاميون وصحفيون:العراق عادبالفائدة على المنطقة العربية لتشهد"ثورات"التغير
نشر في: 20 مارس, 2011: 05:49 م