 بغداد / علي الدليمي

أقامت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في بغداد محاضرة بعنوان «العلاقة وتبادل الاستعارات بين الفن التشكيلي والفلسفة، نصب الحرية تطبيقًا»، قدمها الدكتور رشيد هارون وأدارها الناقد مؤيد البصام، تناولت التفاعل بين الفلسفة والفن التشكيلي من خلال دراسة نصب الحرية للفنان جواد سليم.

وتأتي هذه المحاضرة بوصفها أولى نشاطات إدارة الجمعية الجديدة، ضمن خطة لاستئناف برامجها الثقافية والفنية.
تحدث د. هارون عن العلاقة الزمانية والمكانية بين الفن التشكيلي والفلسفة، مركزًا في محاضرته على نصب الحرية. وقد تطرق في البداية إلى العلاقة بين الفن التشكيلي والفلسفة، والعلاقة العلوية الشرفية، والعلاقة بالحرية، معتبرًا نصب الحرية الذي أبدعه ونفذه الفنان الرائد جواد سليم محورًا لتطبيق هذه الأفكار.
وأشار د. هارون إلى أن ارتباط الفن التشكيلي بالفلسفة هو ارتباط زماني ممتد، وقد استلهم الفنان جواد سليم فكرة التأثير من الفلسفة، حيث اعتبر التأثير وسيلة للتغيير وأداة للتمتع بالحرية. الحرية التي تمثل محورًا رئيسيًا في العلاقة بين الفن والفلسفة، والتي لم تكن في البداية ضرورة ملحة في نشأة الفن.
وأكد د. هارون أن الفنان جواد سليم استعار بلاغة عقل الإنسان الأول في أعماله، رغم أن بلاغة الابتداء في الفن التشكيلي غالبًا ما تكون نابعة من الحاجة والصدفة. وأشار إلى أن هذه الاستعارات يمكن أن تُستمد من الحقل الفني نفسه أو من حقول أخرى، مما يوسع نطاق الدراسات الإنسانية. وأضاف أن هذه العملية تشبه التناص، لكنها غالبًا ما تنطوي على نقل الأفكار من حقل اشتغال إلى آخر.
أوضح د. هارون أن نصب الحرية يقوم على سردية أفقية مستوحاة من فكرة الفن للحياة، حيث استخدم الفنان جواد سليم عناصر الحياة ممثلة في الإنسان وما يتصل به. وقد جسد النصب هذه العناصر من خلال 14 كتلة تمثل رجال الثورة، الطفل الباكي، الشهيد، الأم والطفل، المفكر، السجين، الجندي، الحصان، الحرية، السلام، دجلة والفرات، الزراعة، الثور، والصناعة. وأشار إلى أن السردية الأفقية للنصب تنفذ بشكل عمودي باستثناء كتلة واحدة دائرية الشكل تمثل الأم والطفل، مما يعكس توازيًا في الاستعارات بين السلب والإيجاب، القيد والحرية، وأن هذا الشكل الدائري مستوحى من البعد الفلسفي.
في ختام الجلسة، فُتح باب النقاشات النقدية بين الجمهور والمحاضر، حيث دارت نقاشات فكرية وفنية متنوعة ومتبادلة، أثمرت عن رؤى متعددة وثرية.