TOP

جريدة المدى > عام > الروائي لاباتوت يفكك العبقرية في روايته التجريبية

الروائي لاباتوت يفكك العبقرية في روايته التجريبية

نشر في: 29 أكتوبر, 2025: 12:03 ص

ادْ سايمون*
ترجمة: لطفية الدليمي
تزعم مصادر العصور الوسطى أنّ هناك آلة تعمل بمزيج من المبادئ الميكانيكية والسحرية وكانت قادرة على الإجابة عن الأسئلة المطروحة عليها، وهي قادرة على التفكير!!.
اقترن المخلوق الميكانيكي المُصنّع قبل مئات السنين ( شبيه الروبوت – المترجمة ) بعدد من الشخصيات، من ألبرتوس ماغنوس Albertus Magnus إلى يوهان فاوست Johann Faust، وكان يُذكَرُ غالبًا على أنّه جهاز بناه الفيلسوف الفرنسيسكاني الإنكليزي روجر بيكون Roger Bacon في القرن الثالث عشر، وهو عالم موسوعي متعدّد القدرات Polymath تُنسَبُ إليه -غالبًا- اختراعاتٌ تتراوح من النظّارات إلى البارود. كان بيكون نوعًا غير عادي من السّحَرَة على الرغم من أنّه لم يحسب نفسه يومًا ساحرًا على الإطلاق. كتب في كتابه المكتوب باللاتينية (العمل الثالث Opus Tertium) (1267): «العلم التجريبي هو ملكة العلوم، وهدف كل التكهّنات». كان بيكون في واقع الحال محتقرًا للسحر (على الرغم من كونه خيميائيًا Alchemist)، وكان من أوائل التجريبيين في الغرب. مع ذلك كانت تجاربه تبدو معجزة حدّ أنّ صورته الراسخة في الذاكرة الجماعية هي صورةُ ساحر، أو في الأقلّ رجل قادر على إتيان السحر. إحدى شخصيات مسرحية الكاتب الإليزابيثي روبرت غرين Robert Green الشهيرة «الراهب بيكون والراهب بنغاي Friar Bacon and Friar Bungay" عام ١٥٨٩ تُصوّرُ بحماسة كيف أن آلة الراهب «رأسٌ نحاسيٌّ بالفن / سيكشف شكوكًا وحِكَمًا غريبة / وسيُلقي محاضرة في الفلسفة!!»، وهي آلة تحليلية موجودة داخل «شبكات غنية»، تُنبئ بالإنترنت بكيفية مخيفة. هناك جانبٌ جديدٌ ذو صلةٍ بآلية بيكون؛ فآلته المُفكّرة هي تنبؤٌ واضحٌ بآلةٍ آلية، أو روبوت، أو إنسانٍ آلي، أو حاسوب، أو ذكاءٌ اصطناعي. قبل أليكسا Alexa، أو سيري Siri ، أو تشات جي بي تي ChatGPT، كان هناك الرأس النحاسي لبيكون. كانت البشرية مهجوسةبإمكانية الذكاء الإصطناعي حتى قبل وجوده.
لم يُذكَرْ بيكون إلّا في رواية الكاتب التشيلي بنجامين لاباتوت Benjamin Labatut الأولى المكتوبة باللغة الإنكليزية، وعنوانها "العبقري Maniac"** (2023)، من خلال اقتباس مُحكم ومستلّ من مسرحية غرين؛ إلا أن الهالة الخيالية للرأس النحاسي لمخلوق بيكون الميكانيكي تُغلّفُ قصة لاباتوت الرمزية التي تتناولُ الطرق التي يُمكن بها للعقل، إذا ما دُفِعَ إلى أقصى حدوده، أن يُصبح نقيضه، وكيف يُمكن لطغيان المنطق الجامد أن يُمهّد الطريق لنهاية سريعة للعالم. عنوان رواية لاباتوت، في نهاية المطاف، يُشيرُ إلى اختصار للمسمّى التوصيفي للحاسوب العملاق الذي يزن ألف رطل والذي كان يشغل بضعة طوابق في مختبر لوس ألاموس الوطني في خمسينيات القرن الماضي. الرواية في ظاهرها رواية تاريخية تتناول الفيزيائي اليهودي-المجري (الهنغاري) وأب الحوسبة الحديثة، جون فون نيومان John von Neumann ؛ لكنّ العبقري المهووس في الواقع عملٌ أندر وأكثر غرابة. رواية لاباتوت تجريبية أصيلة، تحوي أفكارًا انبثقت من بيئة نشرٍ غالبًا ما تُكافئ الخيال الأدبي الجاف أو الخيال الأدبي ذا القواسم المشتركة الدنيا. يصعب تصنيف «العبقري» بشكل كامل كعملٍ خيالي، بل حتى كعملٍ تاريخي. يُفهَمُ نوع «العبقري» الأدبي بشكل أفضل على أنه عملٌ تاريخي إبداعي غير روائي، أو جدالٌ فلسفي، أو مزيجٌ من الإثنين.
***
تستحوذ المادة المتعلقة بفون نيومان على الجزء الأكبر من اهتمام لاباتوت، وتشمل الجزء الأوسط الطويل من رواية «العبقري» حيث تُدلي عدة شخصيات مختلفة، من زوجات العالِم وابنته إلى الفيزيائيين يوجين فيغنر Eugene Wigner وريتشارد فاينمان Richard Feynman بشهاداتهم الشخصية بترتيب زمني (كما لو كانوا يُجرون مقابلة لفيلم وثائقي، دون تقديم أي تصور تأطيري !!). في الوقت نفسه تُختَتَمُ رواية فون نيومان بمقدمة مهمة تُلخّص سيرة الفيزيائي النمساوي المهمّش بول إهرنفيست Paul Ehrenfest الذي طاردته اللاعقلانية وصعودُ النازية في آنٍ واحد؛ الأمر الذي دفعه لقتل ابنه المصاب بمتلازمة داون ثم انتحر عام ١٩٣٣. وتماشيًا مع تناسق السرد تنتهي رواية "العبقري» بعد عقود، في عام ٢٠١٦، عندما خسر لاعب لعبة ألغو ALGO الكوري لي سيدول أربعًا من أصل خمس مباريات في البطولة أمام برنامج الحاسوب ألفاغو AlphaGo في فندق Four Seasons في العاصمة الكورية الجنوبية سيول. إن موافقة محرري دار نشر بنغوين على خاتمة رواية لاباتوت بملخصٍ شيقٍ من 84 صفحة للإستراتيجيات التي تُشكّل أساس لعبة صينية معقدة عمرها 3000 عام يُشير إلى مفهومٍ رائعٍ لِما يُمكن أن تُقدّمه الروايات، وكيف يُمكن دفعُها، وبالتالي الإرتقاء بفهمنا للعالم. يبدو أنّ نيّة لاباتوت الأصلية من كتابة هذه الرواية ليست سوى تفسيرٍ لكوابيسنا العقلية، هذا المحرّك الذي يُحرّك «دافعًا مُتهوّرًا نحو الموت وتدمير الذات» ويُجسّد «طيفًا غير مادي، روحًا غير مقدسة». في الثالوث الجهنّمي من الأسلحة النووية، وتغيّر المناخ، والذكاء الإصطناعي، هناك شخصية واحدة تسكن هذا الثلاثي الخطير. إنّه جون فون نيومان، الساحر الذي تكفّل حاسوبه العملاق بحساب قوة القنابل الهيدروجينية الأولى، والذي دعا إلى استخدام تلك الأسلحة كوسيلة للتحكّم في الطقس في حرب عالمية ثالثة محتملة، والذي ربما قدّم لنا الآلية التي سيتمُّ من خلالها إخمادُ هذا الحريق الهائل من خلال الثورة الرقمية.
يقول لاباتوت (الذي لا يُخفي ميله لفون نيومان): «كان أذكى إنسان في القرن العشرين»، ويجعل كتاب «العبقري» هذا الإدّعاء يبدو بعيدًا كل البعد عن المبالغة. أحدَثَ فون نيومان ثورة في العديد من المجالات المتباينة، من ميكانيك الكم والفيزياء النووية إلى الإقتصاد وعلوم الحاسوب، وكان أبا نظرية المجموعات الرياضياتيّة، ونظرية الألعاب، وجبر المشغلات، وديناميات السوائل، وأبًا للحاسوب. ألّف فون نيومان كتبًا مميّزة عديدة، منها كتاب «الأسس الرياضياتيّة لميكانيك الكم»(1) (1932)، و»نظرية الألعاب والسلوك الإقتصادي»(2) (1944)، و»نظرية الأتمتة ذاتية التكاثر»(3) (التي نُشِرَت عام 1966 بعد تسع سنوات من وفاته عام 1957). يكتب لاباتوت: «لقد حفّز هَوَسُ رجل واحد الكثير من عالم التقنية الفائقة الذي نعيش فيه اليوم، من غزو للفضاء وحتى التقدم الإستثنائي في علم الأحياء والطب وثورة الحاسوب الكمومي». كان فون نيومان يوازن بين النظري والتجريبي؛ إذ تمكّن من إنجاز براهين رياضياتية معقّدة حيّرت العلماء لعقود وهو لا يزال تلميذًا في المدرسة، كما كانت يداه الممتلئتان تتحسّسان لوحات الدوائر الكهربائية والأنابيب المفرّغة بمهارة ساحر ألمعي. إذا صحّ القولُ أنّ فون نيومان كان ألمع إنسان في القرن الماضي فقد اندثر، وعلى نحوٍ مثير للسخرية، في غياهب النسيان (وهو ما شكّل خوفًا عليه طوال حياته)، ربما لأنّه كان، كشخصية، يفتقرُ إلى رومانسية ج. روبرت أوبنهايمر المشؤومة، أو جنون صديقه وخصمه كورت غودل Kurt Godel، أو حتى إلى ملامح أنبياء العهد القديم التي تميّز بها ألبرت أينشتاين. لم يكن فون نيومان ناسكًا من عالم آخر؛ بل كان زير نساء ومعاقرًا للكحول، مقامرًا وعاشقًا للسيارات الفارهة، وأقرب إلى كبار القادة العسكريين الذين منحوه عشرات التصاريح الأمنية المختلفة للعمل في هيئة الطاقة الذرية الأمريكية، ومكتب البحث والتطوير العلمي، ومشروع الأسلحة الخاصة للقوات المسلحة، وغيرها. كان بالتأكيد شخصية متمايزة نوعيًا عن شخصيات علماء الفيزياء المهذّبين في شبابه النمساوي المجري. ومع ذلك، وكما يوضح كتاب «العبقري»، كان فون نيومان الروح المُلهمة لعصرنا التقني الحالي، وشخصا جعلت أخلاقيات عمله الدؤوبة وذكاؤه الخارق للطبيعة لحظتنا الحالية ممكنة.
***
كانت طفولة فون نيومان راقية وذات لمسة أرستقراطية (أضاف إمبراطور هابسبورغ لقب "فون" الأرستقراطي لعائلة فون نيومان تكريمًا للخدمات التي قدمها والد فون نيومان، الذي عمل في القطاع المصرفي خلال الحرب العالمية الأولى)؛ ومع ذلك فقد «أحبّ جوني أمريكا». هذا الولع، والإنتقال من نيومان يانوس لاجوس الذي نشأ في شقة من 18 غرفة في شارع باتوري الراقي إلى جوني فون نيومان، الوطنيّ الأمريكي، يُفسّرُ -إلى حد ما- ميول العالِم الفاوستية. يُفصّل لاباتوت كلام كلارا فون نيومان (زوجة فون نيومان، المترجمة) مُوضّحًا أنّ أمريكا «أثّرت عليه سلبًا. كل ذلك التفاؤل المُحبط وغير المُتعمّد، وكل تلك السذاجة المُبهجة التي أخفت قسوتها، أخرجت أسوأ ما فيه. شيطان نائم، رغبة خفية همس بها الكابوس الذي لم يُبُحْ به لأحد». ومع ذلك، سيكون من الخطأ قراءةُ «العبقري» على أنه مجرد اتهام من الروائي التشيلي للمجمّع العسكري- الصناعي الأمريكي، كما يجسّده فون نيومان. لم يكن سقوط فون نيومان ناجمًا عن تحوله إلى أمريكي، بل بالأحرى بسبب موت إيمانه بالعقل بينما كان لا يزال الأكثر مهارة في استخدام هذا العقل!!. يحدث هذا المنفى الذاتي بعد أن واجه فون نيومان معضلة البحث عن «الحقيقة المطلقة، [...] وأساس رياضي للواقع، وعن أرض خالية من التناقضات والمفارقات»، ثمّ أخيرًا واجه فون نيومان غودل ونظرياته سيئة السمعة عن عدم الإكتمال Incompleteness، والتي وضعت إلى الأبد نهاية للإعتقاد الساذج بأنّ الرياضيات يمكن وضعُها على أساس منطقي متّسق أو متماسك تمامًا. النتيجة هي حقيقة تعني، على أعمق مستوى، وجود أشياء:
«لا تخضع لأيّ مقياس وترفض التصنيف، لأنّها موجودة خارج النظام الذي يُحيط بجميع الظواهر. هذه الأنماط الشاذّة، هذه التفردات Singularities، هذه الوحوش، لن تُحكَم أو تُقارَنَ بواسطة رقم، لأنّها تكمن في جذر ما هو غير متناغم، فوضوي، وغير منضبط في العالم."
الإستنتاج لا يقبل المجادلة العقيمة: إذا لم يكن هناك شيء حقيقي في العالم فكلُّ شيء مباح (على الأقل في مكان ما). استجاب غودل للجوهر العالم اللاحقيقي بالجنون؛ بينما سلك فون نيومان طريقًا أقل نزاهة. لم يشأ أن يكون نزيل المصحّة العقلية كما فعل غودل؛ بل اختار العمل لمصلحة البنتاغون!!.
بنى بيكون رأسًا من النحاس الأصفر؛ لكنّ رؤية فون نيومان العبقرية حُوّلت إلى نظام ثنائي وبطاقة مثقبة، وشفرة وخوارزمية. في السنوات الأخيرة من حياته، وبعد أن استسلم في النهاية عام ١٩٥٧ لسرطان العظام سريع الإنتشار، على الأرجح بسبب عمله في مشروع مانهاتن لصناعة القنبلة الذرية الأولى، أصبح فون نيومان مهووسًا بوعي الآلة، بفكرةِ أنّ البشر قادرون على خلق عقول سيليكونية متفوّقة بكثير على عقولنا. قبل وقت طويل من وجود أيّة إمكانية لمثل هذا الشيء، وعندما كانت قوة معالجة آلة مثل MANIAC ( وهي اختصار للحروف الأولى من عبارة Mathematical Analyzer Numerical Integrator and Automatic Computer ) تعادل بتًا واحدًا، كان فون نيومان يتخيل بالفعل "التفرد»، أي النهاية القادمة التي ستتفوّق فيها آلاتنا علينا أخيرًا. وبقدر ما كان تألّق فون نيومان متوهجًا، كان عقله مختلفًا عن عقولنا فقط في الدرجة، وليس في النوع. سيكون الذكاء الإصطناعي -الذي حلم فون نيومان بأنه سينجو من حروبنا النووية (التي جعلها هو ممكنة)- شيئًا آخر تمامًا. سيكون الذكاء الإصطناعي أقرب إلى سيّد العالم. إنّ الشغل الشاغل لـلاباتوت في روايته ليس فون نيومان المتحفّز دومًا بل هَوَسُ فون نيومان بأفكاره حتّى وهو يحتضر في المستشفى. رواية لاباتوت إدانةٌ شاملةٌ لعقيدة العقلانية، وإقرارٌ بأنّ المنطق المُبالغ فيه يتحوّلُ إلى جنون - جنونٌ أشبه بمنهج الردع النووي المعروف بإسم «التدمير المتبادل المؤكد Mutual Assured Destruction"، الذي دافع عنه فون نيومان، مُقنعًا القادة العسكريين بأنه ليس سوى أوضح أشكال التفكير!!.
اقتصادنا الذي يُفترَضُ أنّه عقلاني يدفعنا نحو انهيار مناخي، وسياستنا الخارجية التي تبدو منطقية تدفعنا نحو حرب نووية، وذكاؤنا الإصطناعي المتنامي يُبشّرُ بنهاية العالم. عصرُنا هو عصرٌ أخير "مُشبع بطاقة فاوستية لا حدود لها، وتسارع كارثي، وسقوط مأساوي"، عصرٌ زاخرٌ بالمعرفة وخالٍ من الحكمة، عصرٌ لا يعترف "بقوانين، ولا منهج، ولا حقيقة؛ بل باندفاعٍ أعمى لا يُكبَحُ، واندفاعٍ من الجنون لا يتوقف عند أحدٍ أو أي شيء، بل يدفعنا إلى أقاصي الأرض". إن مأزقنا لا ينبع من نقص في العقلانية بل من إفراط فيها: منطقٌ يُدفع جدليًا نحو نقيضه من خلال جُبننا وعبادتنا للأصنام. إذا كان الواقع دائمًا يحمل في جوهره شيطانًا، وإذا كان أنبياء العلم -أمثال فون نيومان- قد دفعوا العقل نفسه إلى الجنون، فإنّ لاباتوت يُلمّح إلى أننا نشهد الآن ولادةً مُرتعشة لذكاء جديد، ومن هنا جاءت خاتمة الكتاب المكونة من 84 صفحة عن بطل كوري في لعبة "غو" هزمه برنامج حاسوبي. كان ذلك البرنامج مجرد أحد أبناء الذكاء الاصطناعي لجوني، «شكلٌ من الذكاء اللاإنساني بعمق، لا يكترث إطلاقًا بأعمق احتياجات البشرية. هذا العقل المُختلّ، هذا الشبح». وبقدر ما كان ذكاء فون نيومان نموذجيًا؛ فإنّ إرثه هو صياغة لذكاءات أكثر غرابة من ذكائه، وولادة عقل جديد يتجاوز العقل البشري السائد.
في أساطير الرأس النحاسي لتلك الالة الغريبة ، يُزعَمُ أنّ التنبؤ الوحيد الذي قدّمه العقل الآلي كان تحذيرًا غامضًا: «الوقت موجود، كان الوقت، الوقت قد مضى». نطق بهذه العبارة قبل أن يُدمر نفسه. عومل فون نيومان نفسه كعرافٍ محكوم عليه بالهلاك، وأُصيب دماغه الهذياني بالسرطان في النهاية لدرجة أن الجيش حبسه في مستشفى والتر ريد خوفًا من أن يبدأ بالصراخ وإفشاء أسرار الدولة. كان الرجل المُعذّبُ يحرُسُهُ على مدار الساعة أفرادٌ الجيش الذين أملوا في الحصول على مساعدة فون نيومان المحتضر، حتى وهو على فراش الموت، في إيجاد المزيد من الحلول لمعضلاتهم التقنية؛ لكنّه صرخ بنبوءاته الخاصة التي لم يفهمها أيٌّ من الضبّاط، لأنّ كل شيء كان باللغة المجرية، لغة شباب هذا العبقري المجنون.
* إدْ سايمون Ed Simon: أستاذ متخصص في العلوم الإنسانية العامة بقسم اللغة الإنكليزية بجامعة كارنيغي ميلون، ومحرّر مجلة بيتسبرغ ريفيو أوف بوكس، وكاتب في مجلة Lit Hub. مؤلف العديد من الكتب، منها «عقد الشيطان: تاريخ الصفقة الفاوستية Devil’s Contract: The History of the Faustian Bargain " (٢٠٢٤). (المترجمة)
** يقصد بمفردة Maniac كلّ مهووس بعمله ويُبدي صفات غريبة في سلوكه. فضّلتُ ترجمة المفردة بِـ (العبقري) لأنّها أكثر تلاؤماً مع شخصية عبقرية فعلاً على شاكلة جون فون نيومان. (المترجمة).
- الموضوع المترجم أعلاه منشور بتاريخ 25 نوفمبر (تشرين ثاني)2023 في مجلّة Los Angeles Review of Books.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

بروتريه: فيصل السامر.. قامة شامخة علماً ووطنيةً

موسيقى الاحد: 250 عاماً على ولادة كروسيل

الحكّاء والسَّارد بين "مرآة العالم" و"حديث عيسى بن هشام"

في مجموعة (بُدْراب) القصصية.. سرد يعيد الاعتبار للإنسان ودهشة التفاصيل الصغيرة

شخصيات اغنت عصرنا.. الملاكم محمد علي كلاي

مقالات ذات صلة

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة
عام

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة

أدارت الحوار: ألكس كلارك* ترجمة: لطفية الدليمي يروى كتابُ مذكرات لي ييبي Lea Ypi ، الحائز على جائزة، والمعنون "حُرّة Free" تجربة نشأتها في ألبانيا قبل وبعد الحكم الشيوعي. أما كتابُها الجديد "الإهانة indignity"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram