بغداد / المدى
أقام الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، يوم الأحد الماضي، جلسة لتأبين الأديب والناقد الراحل الدكتور عبد الإله الصائغ بمناسبة أربعينيّته، بحضور عدد من الأكاديميين والنقّاد وأفراد عائلته وأصدقائه ومحبّيه.
افتُتحت الجلسة، التي أدارها الشاعر حسين المخزومي، بقراءة سورة الفاتحة، أعقبتها تلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ أوس المشهداني.
وأكد نائب الأمين العام للاتحاد، الناقد علي الفواز، في كلمته، أن هذا التأبين يجسد انتماء الراحل العميق للوسط الثقافي العراقي، مشيراً إلى أنه لم يكن عابراً في فضاء الثقافة، بل كان أحد المؤسسين لفواعلها ومؤثراتها في مجالات الشعر والنقد والتنظير.
أما كلمة العائلة، فقد ألقتها ابنته الشاعرة جنان الصائغ، التي قالت فيها: «الصائغ لم يمت، هو حيّ، وهذا الحفل هو تكريمه الحقيقي، والكل سيتحدث عن تاريخه ومنجزاته، أما أنا فسأتحدث عن دفئه وصوته وأوراقه التي انتهت، لأنها مثله تماماً».
وتواصلت الجلسة بكلمة للشاعر عدنان الصائغ عبر دائرة تلفزيونية، استذكر فيها محطات الراحل الإبداعية التي امتدت لعقود طويلة وأسهمت في ترسيخ حضور الشعر والنقد العراقيين في المشهد العربي. كما تخللت الجلسة عدد من المداخلات التي استعادت الصائغ أباً وأستاذاً ومبدعاً رفع اسم العراق في المحافل الثقافية داخل البلاد وخارجها. يُذكر أن الشاعر والناقد والأديب العراقي الدكتور عبد الإله الصائغ توفي عن عمر ناهز 84 عاماً، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع، إذ أصدر أكثر من 22 كتاباً توزعت بين الشعر والنقد والدراسات وسائر صنوف الثقافة والمعرفة.
ويُعدّ الصائغ من أبرز الأدباء العراقيين الذين أفنوا حياتهم في تدريس الأدب والنقد في العديد من الجامعات في العراق واليمن وليبيا. وكان باحثاً وأكاديمياً وشاعراً وناقداً أدبياً من الطراز النادر، عُرف بلقب «عميد الأدب العراقي».
ولد الراحل عبد الإله الصائغ في مدينة النجف عام 1941، ونشأ في بيئة تجمع بين الأصالة الثقافية والوعي الاجتماعي، وتأثر بالوسط العلمي والديني المحيط به، ما جعله منذ صغره يميل إلى القراءة والكتابة والمشاركة في الحوارات الأدبية والفكرية.
انطلقت مسيرته التعليمية والأكاديمية في مدارس العراق، ثم امتدت إلى الجامعات العراقية والعربية، حيث عمل أستاذاً في جامعات الموصل والكوفة وصنعاء والفاتح في ليبيا، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، ليكون بحق من صانعي الأجيال الأكاديمية في الأدب والنقد العربي. كما شغل منصب الأمين العام لمنظمة «كتاب بلا حدود» العالمية.










