الموصل / سيف الدين العبيدي
أكد الروائي الكويتي سعود السنعوسي خلال مشاركته في ملتقى ومعرض الكتاب الدولي الأول بجامعة الموصل، أنه سعيد بتواجده الأول في نينوى والرابع في العراق، مشيدًا بالجمهور العراقي الذي وصفه بأنه الأكبر والأكثر تفاعلًا مع أعماله في الوطن العربي.
وشارك الكاتب الكويتي سعود السنعوسي في ملتقى ومعرض الكتاب الدولي الأول بجامعة الموصل، في أول حضور له على أرض «أم الربيعين» بدعوة من جمعية الناشرين والكتبيين. ووقّع السنعوسي عدداً من إصداراته التي وفّرها دار المدى للنشر للمرة الأولى مع الجمهور الموصلي، وهي «فئران أمي حصة»، و«أسفار مدينة الطين» بأجزائها الثلاثة، و«ساق البامبو». كما شهدت الفعالية جلسة حوارية استمرت ساعة ناقش فيها الكاتب مجموعة من الأفكار المرتبطة بأعماله الروائية.
وأوضح السنعوسي خلال الجلسة أنه يرى أن «الشخصية هي التي تصنع قصتها وحبكتها، لكنها تحتاج إلى محرك»، مبيناً أنه لا يجلب شخصياته من الصفر، بل يستلهمها من الخيال ويبني عليها الأحداث. وأضاف أنه يتعامل مع كل ما يكتبه كأنه حقيقة، لأن حتى الخيال والفانتازيا تنطلق من الواقع. وأشار إلى أنه يجلس مع الشخصية التي يكتب عنها مدة عام كامل قبل أن يبدأ بكتابتها، معتبراً أن من المستحيل أن تخرج شخصية غير حقيقية بهذه الطريقة.
وبيّن أن هناك مجموعة من القرّاء المقربين منه يعرفون مقاصده ويفسرون رسائله وشخصيات رواياته بدقة، وهو لذلك لا يستطيع أن «يكذب أو يراوغ» قرّاءه، مؤكداً أنه يتعلم من النقد الأدبي الذي يوجه له، لأنه يفسر أعماله وينبهه إلى جوانب التطوير. ويرى السنعوسي أن الروائي ليس مصلحاً للمجتمع بل «مصلح المصلح»، وقد يغيّر في أفضل الأحوال أفراداً قلائل.
وفي حديثه لـ«المدى»، عبّر السنعوسي عن سعادته بتجربته الأولى في نينوى، وزيارته الرابعة للعراق بعد زيارتين إلى بغداد وواحدة إلى أربيل، مشيراً إلى أنه تجول في معالم الموصل مثل جامع النوري ومئذنة الحدباء ومتحف الموصل التراثي وعدد من الكنائس القديمة. واصفاً المدينة بأنها «متحف مفتوح» يمتاز بفرادته وهويته التراثية، معرباً عن دهشته من سرعة تعافيها بعد الدمار الذي لحق بها، وفرحته بالاستقبال الحافل من الطلبة والأساتذة الجامعيين، بينهم رئيس جامعة الموصل وحيد الإبراهيمي الذي حضر الجلسة الحوارية.
وأكد السنعوسي أن العراق والكويت يجمعهما تاريخ مشترك، وأن العلاقة بين الشعبين تبقى متينة مهما مرّت بها من أزمات، معتبراً أن «الأديب هو من يمد جسور المحبة بين البلدان والمجتمعات». وأضاف أن الجمهور العراقي هو الأكبر بين قرائه في الوطن العربي، وأنه يحرص على زيارة العراق بعد كل إصدار جديد له، متلقياً رسائل محبة من القراء العراقيين دون أن يلمس أي مشاعر كراهية تجاهه أو تجاه بلده.
وتحدث السنعوسي عن زيارته السابقة إلى شارع المتنبي في بغداد، قائلاً إنه اندهش من كثرة القراء هناك، حتى إنه لم يتمكن من الحديث مع أصحاب المكتبات لانشغالهم الدائم بالزبائن. وأوضح أنه يقرأ لعدد من الروائيين العراقيين منهم إنعام كجه جي، علي بدر، شهد الراوي، سنان أنطون، وأحمد السعداوي.
وفي معرض رده على انتقاد بعض القراء لقيامه بقتل شخصيات رئيسية في رواياته، قال السنعوسي إن «الشخصية التي أدت دورها وقالت ما لديها يجب أن تنسحب من الرواية».
وختم السنعوسي حديثه بنصيحة للكتّاب الشباب قائلاً إن القراءة أهم من الموهبة، لأنها وحدها لا تكفي، إذ قد يكتب الكاتب رواية واحدة بالموهبة، لكنه لا يستطيع الاستمرار دون القراءة المستمرة. وأعلن أنه سيشارك في جلسة مع نادي المدى للقراءة، مؤكداً أنه سيكرر زياراته إلى بلاد الرافدين باستمرار.










