بغداد / المدى
وقع العراق اتفاقية مع شركة «إكسليريت إنرجي» الأميركية لإنشاء أول منصة عائمة لاستيراد وتخزين وإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز، في مشروع تبلغ قيمته نحو 450 مليون دولار، يهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني.
وأعلن مكتب رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الثلاثاء، توقيع اتفاقية بين الحكومة العراقية وشركة «إكسليريت إنرجي» الأميركية لتطوير أول منصة عائمة للغاز الطبيعي المسال (FSRU) في ميناء خور الزبير بمحافظة البصرة، ضمن خطة العراق لجذب الاستثمارات الأميركية وتعزيز أمن الطاقة الوطني.
ووفقاً للاتفاق، ستتولى «إكسليريت إنرجي» تزويد العراق بوحدة عائمة لتخزين وإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى حالة غاز، قادرة على استقبال وتخزين وإعادة تحويل الغاز لتغذية شبكة الكهرباء الوطنية عبر خطوط أنابيب تنقل الغاز إلى محطات التوليد. وتبلغ طاقة المنصة اليومية 15 مليون متر مكعب، ضمن عقد يمتد لخمس سنوات قابلة للتجديد.
وأوضح بيان مكتب السوداني أن المشروع يأتي لتجهيز محطات توليد الطاقة الكهربائية بالغاز الطبيعي ودعم جهود الحكومة في تنويع مصادر الوقود لتغطية الحاجة الفعلية لتشغيل المحطات. واعتبر البيان المنصة العائمة خياراً مرناً من حيث التنفيذ والبنية التحتية، وحلاً سريعاً لمشكلات الغاز بكلفة أقل مقارنة بالمنصات الثابتة.
وشهدت مراسم توقيع العقد حضور رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ووكيل وزارة الطاقة الأميركية جيمز باتريك دانلي، والقائم بالأعمال في السفارة الأميركية ببغداد جوشوا هاريس، ورئيس شركة «إكسليريت إنرجي» التنفيذي ستيفن كوبوس، ووزير الكهرباء زياد علي فاضل، والقائم بأعمال وزير النفط علي معارج.
وقال كوبوس إن الاتفاق يمثل «التزاماً طويل الأمد بدعم مستقبل الطاقة في العراق وتعزيز استقراره الإقليمي»، مؤكداً أن المشروع يدمج بين تطوير المحطة وتوريد الغاز وإدارتها التشغيلية ضمن عقد واحد، ما يضع العراق على خارطة أسواق الغاز العالمية لأول مرة.
وأشار إلى أن العقد يشمل توريد الغاز وإعادة التغويز بطاقة مضمونة تبلغ 250 مليون قدم مكعب قياسي يومياً، مع إمكانية التوسّع إلى 500 مليون قدم مكعب، باستخدام السفينة العائمة الأحدث «Hull 3407» التي تُبنى في كوريا الجنوبية وتعد من أكبر وحدات التخزين وإعادة التغويز في العالم بطاقة تصل إلى مليار قدم مكعب يومياً. ومن المقرر أن تبدأ العمليات التجارية للمحطة في عام 2026 بعد استكمال أعمال البناء والتصاريح الفنية.
وأكد رئيس الوزراء خلال اللقاء مع الوفد الأميركي أهمية الشراكة بين العراق والولايات المتحدة في مختلف المجالات، مشيراً إلى أن الحكومة أطلقت مشاريع كبرى في مجال الطاقة بعد تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، ما انعكس إيجاباً على أوضاع البلاد.
وبيّن السوداني أن الحكومة وضعت جدولاً زمنياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز بحلول عام 2028، إلى جانب تحقيق الاكتفاء في إنتاج البنزين عالي الأوكتان. كما شدد على أهمية التعاون مع الشركات الأميركية في تطوير الحقول النفطية وتدريب الكوادر العراقية واستخدام أحدث التقنيات في إنتاج الطاقة الكهربائية.
من جهته، قال وكيل وزارة الطاقة الأميركية جيمز دانلي إن بلاده تلاحظ تقدماً ملموساً في التعاون مع العراق بمجال تطوير مشاريع الطاقة، مشيراً إلى أن رؤية الإدارة الأميركية تقوم على تعزيز الشراكة والاستثمار لتمكين العراق من تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الطاقة وتصدير الفائض مستقبلاً.
ويأتي توقيع الاتفاق في ظل ضغوط تمارسها واشنطن على بغداد لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني، الذي تعرضت صادراته إلى العراق لانقطاعات متكررة بسبب العقوبات الأميركية والخلافات المالية.