البصرة / عمار عبدالخالق
نظّم أهالي قضاء الفاو في محافظة البصرة، أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية طالبوا خلالها المحافظ أسعد العيداني بالتدخل العاجل لتشغيل أبناء القضاء في المشاريع القائمة على أرضهم، مؤكدين تعرضهم للتهميش واستبدال الأيدي العاملة المحلية بالعمالة الأجنبية.
ورفع المحتجون خلال الوقفة لافتات كتب عليها «أبناء الفاو ينتظرون فزعتك يا شيخ البصرة أسعد العيداني»، مطالبين المحافظ بالقدوم إلى القضاء للاطلاع على معاناتهم وضمان حقوقهم في فرص العمل بالمشاريع الاقتصادية والخدمية التي تُقام في منطقتهم.
وذكر محمد فيصل، ممثل المتظاهرين، في حديثه لـ«المدى» أن قضاء الفاو، الذي يُعد من أهم المدن البحرية في العراق ومن أبرز الموانئ الاستراتيجية في المنطقة، يعاني تهميشًا متواصلًا وإقصاءً متعمدًا لأبنائه، مشيرًا إلى حرمان السكان من فرص العمل في المشاريع الكبرى والصغرى، واستبدال اليد العاملة المحلية بالعمالة الأجنبية في الشركات العاملة داخل القضاء، مما يزيد من شعور الأهالي بالغبن والإقصاء.
وأوضح فيصل أن المتظاهرين خاطبوا محافظ البصرة المهندس أسعد عبد الأمير العيداني مباشرة، مطالبين إياه بممارسة سلطته وإشرافه على الشركات المحلية لضمان أولوية تشغيل أبناء الفاو، وفرض معايير عادلة تمنع تهميش السكان المحليين وتتيح لهم المشاركة الفعلية في المشاريع المقامة على أرضهم، بما يعكس حقهم الطبيعي في استثمار ثروات مدينتهم والعيش بكرامة ضمن بيئة تضمن العدالة والمساواة في الفرص.
وأكد قائممقام قضاء الفاو وليد الشريفي في حديثه لـ«المدى» أن الوضع القائم في ميناء الفاو الكبير يثير استغرابه وقلقه بشكل بالغ، مشيرًا إلى أن الميناء يخلو إلى حد كبير من الأيدي العاملة المحلية، إذ تكاد تكون مشاركة أبناء القضاء شبه معدومة مقارنة بسيطرة العمالة الأجنبية داخل الشركات العاملة هناك.
وأوضح الشريفي أن هذا الواقع يأتي رغم العقود الموقعة مع الشركات، والتي تنص صراحة على أن تكون نسبة 80 في المئة من الأيدي العاملة محلية، مؤكدًا أن عدم الالتزام بهذا الشرط يفاقم شعور الأهالي بالإقصاء، ويزيد من حالة الإحباط والاحتقان الاجتماعي، ويضع المدينة في مواجهة مباشرة مع سياسات تشغيل غير عادلة تُغفل حقوق أبناء الفاو وتستنزف مواردهم دون أن يعود عليهم أي نفع ملموس.
وأضاف أن هذه الممارسات تتطلب تدخل الجهات المسؤولة لضمان تطبيق العقود وتحقيق العدالة في فرص العمل، بما يعيد لأهالي القضاء حقوقهم في المشاركة الفعلية في مشاريع ميناء الفاو ومنافعه الاقتصادية.
وأعرب رزاق جبر، أحد سكان القضاء، في حديثه لـ«المدى» عن معاناة المواطنين الذين يعيشون واقع البطالة المتفاقم، مشيرًا إلى أنه منذ أكثر من ثمانية أشهر لم يجد فرصة عمل، وهو ما يعانيه آلاف من أبناء القضاء الذين يقفون على أرصفة الموانئ والمشاريع الاقتصادية بلا أمل، في ظل استمرار استقدام العمالة الأجنبية لتشغيل المشاريع الكبرى والصغرى، مما يزيد من شعور الأهالي بالحرمان ويجعلهم أسيرين لسياسات تشغيل لا تراعي حقوقهم في العمل والعيش الكريم ضمن مدينتهم.
وردّ محافظ البصرة المهندس أسعد العيداني عبر تسجيل صوتي تابعته «المدى»، مؤكّدًا أن الحكومة المحلية «لن تسمح بإقصاء أبناء الفاو عن المشاريع القائمة على أرضهم»، مضيفًا أن «التوجيهات تشمل جميع فئات العمل من الأيدي العاملة البسيطة إلى الفنيين والاختصاصيين، مع منح الأولوية لأبناء القضاء وفق الاتفاقات المبرمة مع الشركات المنفذة».
وأشار العيداني إلى أن أبناء الفاو يحظون بالاهتمام نفسه الذي يُمنح لبقية سكان المحافظة، وأن جميع المشاريع ستنفذ بمشاركة أبناء المناطق المعنية وفق اختصاصاتهم من فنيين ومهندسين وغيرهم، مؤكدًا حرص الحكومة المحلية على ضمان استفادة الأهالي مباشرة من المشاريع ورفض أي مساس بحقوقهم، داعيًا في الوقت ذاته إلى عدم الانسياق وراء الأقاويل والشائعات.
أهالي الفاو يحتجون على تهميشهم في مشاريع الميناء الكبير ويطالبون بتصحيح سياسات التشغيل

نشر في: 29 أكتوبر, 2025: 12:47 ص









