قبل عام ٢٠٠٣، كنت أترقب باهتمام بالغ، في نهاية كل سنة ما يقوله المتنبئون والعرافون، الذي يظهرون على الشاشات الفضية، أو يتكلمون عبر الإذاعات، عل واحدا منهم يتوقع انقلابا ما ضد صدام حسين، أو يتوقع على الأقل موته ( موت الله ) !
التوانسة واللبنانيون يشتهرون بهذه التنبؤات، وهناك سيدات لبنانيات غاية في الجمال والطعامة، يعملن في هذا المجال ويصدّرن سنويا كتبا أنيقة، تحصل على أعلى المبيعات في العالم العربي !
في كل عام أنتظر من يقول إن صدام حسين سيتعرض لجلطة أو سيصاب بالسرطان، أو أن أحد أولاده سيتخلص منه ويخلصنا !
لكنهم يتعمدون جميعا ألاّ يُفرحوا قلبي، فيكتفون بالحديث عن الطقس والكوارث الجوية، والزوج الجديد للشحرورة !
بعد عام ٢٠٠٣ لم أعد أتابع المتنبئين والمتنبئات، فالنظام وحواريوه قد رحلوا إلى غير رجعة، والعراق أمسى بلد الديمقراطية والدستور!
في عام ٢٠٠٦ تنبأ أحد السياسيين العراقيين البارزين والمرشح ضمن القائمة ( العراقية ) ببقاء ( الائتلاف الوطني العراقي ) لثلاث دورات برلمانية إن هو - أي الائتلاف - فاز في انتخابات ٢٠٠٦ وشكل حكومة جديدة !
يبدو أنني سأترك ( ماغي فرح ) و ( أچلب ) بهذا السياسي العراقي البارز، فقد تحقق ثلثا نبوءته، وحكم ( الائتلاف الوطني العراقي ) البلد لدورتين ، وتلوح الثالثة في الأفق !
لا شك أن الرأي العام العراقي لم يتغير، ولا يبدو أنه سيتغير سنة ٢٠١٤ حين تقام الانتخابات البرلمانية القادمة، لذلك فإن الكتل السياسية نفسها - مع تغيرات بسيطة - هي التي ستسيطر على البرلمان، وهي التي ستتحكم بتحديد من الذي سيجلس على مقعد رئيس مجلس الوزراء في الدورة الثالثة.
لكن رأي الكتل السياسية تغير بلا أدنى شك، بعد تجربة مريرة خاضها أعضاؤها للسنة السابعة على التوالي، بحيث أصبح كل السياسيين العراقيين - عدا أعضاء كتلة دولة القانون - يدركون تماما بأن ( ضربة ثالثة ) ستحيل هذا البلد ( المحتضر ) إلى ركام!
وأن ضربتين في الرأس تكفيان تماما ليشعر الجميع بالورطة الكبرى التي أدخلتنا فيها التوافقات السياسية بين الكتل.
في أمان الله.