TOP

جريدة المدى > عام > التكنولوجيا وتأثيرها على الثقافة في نادي الكتاب

التكنولوجيا وتأثيرها على الثقافة في نادي الكتاب

نشر في: 14 ديسمبر, 2012: 08:00 م

لم تكن أمسية نادي الكتاب الماضية تقليدية في كل شيء، فهي اختصت بعلاقة التقنية الحديثة بالثقافة كما أن مقدمها شاب لم يزل طالبا وكانت بحضور مكثف من المثقفين والشباب، وهي كشفت العديد من الإيجابيات التي نطقت بها التقنية الحديثة مثلما أشرت السلبيات التي يمكن أن تحدثها هذه التقنية على الثقافة.

وفي بداية الأمسية التي قدمها الكاتب حسين المستوفي قال ،إن الأمسية التي ستناقش التكنولوجيا وتأثيرها على الثقافة والتي سيقدمها الطالب في كلية الهندية عباس عاصم الخفاجي ،وهي قد تكون محورا مهما من محاور الحديث الذي يهز العالم ،إلا أن المحاضر لا أعتقد سيكون قادرا على الإحاطة بكل تفاصيل تأثير التقنية ،لكنه  سيكون مناقشا لتأثير الانترنت وما يحتويه من غوغول وفيس بوك وتويتر على العالم في ظل ظروف العولمة وأيضا تأثيرها على المتلقي بين أوساط الشباب وكيفية استخدامه..موضحا أن المحاضرة  هي مناقشة لأهمية هذه العوامل على تنمية الثقافات وأيضا في القدرة على مواجهة السلبيات.

ويبدأ الخفاجي حديثه بقوله :إن تفاعل الإنسان منذ العصور القديمة مع ما كان متاحا من وسائط يتلقى من خلالها العلوم والترفيه والإخبار , بدءا من المخطوطات القديمة والشعر مرورا بالكتب والترجمات،وصولا للإذاعات والمسرح وكلما تعددت الوسائط لنقل المحتوى..ويضيف انه بعد دخول السينما والتلفاز تعاظمت قدرة المنتج وأصبح أقدر على الوصول للمجتمع واستطاع أن ينشر منتجه على الوسائط الحديثة سواء ما كان ثقافيا وتعليميا أو إخباريا أو حتى ترفيهيا..ويشير  إلى أن العصر الحالي عشنا فيه زمنا تطورت فيه وسائل الاتصال وتغلغل الانترنت إلى شتى مناحي الحياة والى شتى المجتمعات ،وبرزت بقوة في الآونة الأخيرة التكنولوجيا نظرا للتأثيرات الكبرى للتكنولوجيا ولا سيما ذات الطبيعة الإعلامية ،كالاتصالات والمعلوماتية والإنترنت ووسائل اتصالات أخرى كثيرة ،وهنا سنتناول هذا الموضوع من خلال علاقة التأثير والتأثر بين الجانبين الثقافة والتقانة..ويوضح أن مراكز المعلومات وتكنولوجيا الاتصال هي التي تمتلك اليوم مفاتيح الثقافة ،إذ أن التكنولوجيا تحمل الثقافة، والثقافة  محمولة عبر التكنولوجيا ،التكنولوجيا تقوم بعملية الاختراق الثقافي بسيطرة الثقافات القوية تكنولوجياً على الثقافات الضعيفة..مبينا أن الثقافة متأثرة  بالتكنولوجيا إلى حدٍ بعيد، وبواسطة التكنولوجيا المتطورة نجحت الدول الغربية في نشر ثقافتها عبر المحيطات والقارات، والترويج  لأفكارها وقيمها الثقافية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية على حساب اكتساح الثقافات الوطنية،  وطمس الهوية الثقافية للدول الفقيرة أو النامية،  ويشير الدكتور نبيل على في كتابه “الثقافة العربية وعصر المعلومات إلى أن عولمة الاقتصاد تقود حاليا قافلة العولمة ،جارّة وراءها عولمة الثقافة..ويطرح الخفاجي سؤالا في إطار  العلاقة المحورية بين الثقافة  والتكنولوجيا والاقتصاد القائم على هذه التكنولوجيا بالتالي ..من يكون له حق القيادة  أو بتعبير آخر هل الثقافة تابعة للتقانة أم التقانة تابعة للثقافة  ..ويشير إلى أن من بين هذه الثقافات التقنية أصبح الغوغول مجالا للبحث الجامعي والأكاديمي والبحث التقني والنشر والاقتصاد حتى ما عاد الذهاب إلى المكتبات العامة للبحث عن مراجع لبحث علمي.وكذلك تسمع وترى وتشاهد كل شيء عبر الانترنت وأن هناك أكثر من مليار مستخدم لفيس بوك وهناك علاقات كبيرة بين القارات من خلال هذه القارات..مبينا أن من مصادر الثقافة على الانترنت هي مواقع التواصل الاجتماعي :الموسوعات الحرة مثل وكبيديا والمكتبات الالكترونية للكتب والمجلات والصحف والمدونات الالكترونية،المنتديات والإذاعات الالكترونية والمقالات التي تنشر على الانترنت..

وشهدت الأمسية العديد من المداخلات،كان أهمها مداخلة للباحث حسن عبيد عيسى التي أكد فيها على أهمية الاستفادة القصوى للمثقف

من نتاجات التقانة الحديثة،وفي مقدمتها الانترنيت..وأضاف  :إن الانترنت ومصادره تتيح المتلقي والمثقف والباحث المصادر الإضافية ما لا يحلم به باحث ،سواء عن طريق الأقراص المدمجة أو تحميل الكتب والدراسات والرسائل والأطاريح..

في حين قال الروائي علي لفتة سعيد إن التقنية الحديثة حالها حال أية تقنيات أخرى شهدها التاريخ ،ودائما هناك خوف منها لأنها شيء جديد ،وهناك دائما صراخ من التخوف من أنها تؤثر على مبادئ المجتمع ومعتقداته وحتى دينه..مبينا أن كل شيء في الحياة إذا ما صنعه الإنسان فيه جوانب سلبية وجوانب إيجابية بما فيها القلم ،،فهل نستغني عن القلم الذي يمكن فيه أن نحرف الكلم ونرسم السخافات ونهدد العالم ونستخدمه سلاحا لفقء العين ؟!

فيما تداخل الكاتب فرقد عز الدين عن تأثير الانترنت وفيس بوك على الواقع السياسي وكيف غيرت هذه التقنية من أنظمة وأطاحت برؤساء وكونت تجمعات مثقفة شبابية في إيصال الرسالة..وقال ،إن هذه التقنية استفاد منها العرب في إيقاد الربيع العربي وهو ما يؤكد أن التقنية الحديثة في مثل هذا الجانب تكون نافعة للبناء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. فرقد عزالدين

    التكنلوجيه كان لها الدور الكبير في سرعة ايصال الخبر والمعلومه والاتصال وتقريب البعيد واختصار الكثير من المسافات ولكن لا ننسا الارضيه التي وفرها النضال المستمر للاقوى الساسيه والشعب الذي كانت الشراره الاولى للربيع العربي تنطلق من ارض العراق بانتفاضه شعبيه

  2. فرقد عزالدين

    التكنلوجيه كان لها الدور الكبير في سرعة ايصال الخبر والمعلومه والاتصال وتقريب البعيد واختصار الكثير من المسافات ولكن لا ننسا الارضيه التي وفرها النضال المستمر للاقوى الساسيه والشعب الذي كانت الشراره الاولى للربيع العربي تنطلق من ارض العراق بانتفاضه شعبيه

يحدث الآن

رئيس مجلس ديالى ممتعض من تحركات استجوابه: لن أرضخ لإقالتي

الأمم المتحدة تبدي موقفاً بشأن "الاعتداء" على عمّال سوريين في العراق

روسيا توافق على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا

تغييرات إدارية في وزارة المالية

إضافة بيتر كوركيس لقائمة المنتخب العراقي بمواجهتي الكويت وفلسطين

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: تصنيف الأعمال الموسيقية

انتقائية باختين والثقافة الشعبية

الجندي الأمريكي والحرب

فوز الصيني جياكونجياكون بجائزة نوبل للعمارة (بريتسكر)

سحر محمول أغنية حب للكتاب.. من فجر التاريخ حتى ببليوغرافيا هتلر

مقالات ذات صلة

متعةُ وكشوفٌ لاتضاهى في قراءة الأعمال الكلاسيكية
عام

متعةُ وكشوفٌ لاتضاهى في قراءة الأعمال الكلاسيكية

لطفية الدليمي ربما تكون جائزة البوكر العالمية للرواية هي الجائزة الأعلى مقاماً بين الجوائز الروائية التي نعرف، ولعلّ من فضائلها أنّها الوسيلةُ غير المصرّح بها لتعريف القارئ العالمي بما يُفتّرّضُ فيه أن يكون نتاجاً...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram