يتكون التسونامي عندما تؤدي الطاقة المتولدة من الزلزال الى ارتجاج عمودي بمقدار عدة أمتار في قاع البحر، ما يؤدي الى ازاحة مئات الكيلومترات المكعبة من مياه البحر عن موقعها. التسونامي، أو المد البحري، كالذي ضرب الجمعة الماضية سواحل سنداي (شمال شرق اليابان) إثر زلزال بقوة 8.9 درجات ويهدد عددا كبيرا من السواحل على المحيط الهادئ، يحصل في الأغلب نتيجة الزلازل تحت البحار. لكن هناك أسبابا أخرى ممكنة، وفق الجيوفيزيائي والاختصاصي الفرنسي في ظواهر المد البحري إميل أوكال،
الذي يشير الى أن أمواج التسونامي تحدث أيضا نتيجة ثورات البراكين مثلما حصل في كراكاتوا الجزيرة الصغيرة بين جاوا وسومطرة (36400 قتيل في آب 1883)، أو سقوط الشهب والنيازك من الفضاء الخارجي في البحار والمحيطات، أو انجرافات تحت البحار تتسبب فيها أحيانا الزلازل مثلما حصل في بابوازيا-غينيا الجديدة في 1998 (2000 قتيل). ويمكن أيضا أن يحصل مد بحري خفيف بسبب ظواهر تتعلق بأحوال الطقس.وفي حين تكثر ظاهرة التسونامي في منطقة المحيط الهادئ، حيث يوجد أكثر من نصف براكين العالم، فإن المحيط الاطلسي والبحر المتوسط قد شهدا في الماضي مدا بحريا، كما أورد المؤرخ البريطاني اميانوس مارسيلوس الذي شهد الزلزال في الاسكندرية (مصر) في عام 365.والفارق بين أمواج التسونامي وأمواج البحر العادية هو أن طاقة الأولى تستمد من حركة الأرض، وليس من الرياح. ويصل طول أمواج التسونامي (أي المسافة بين موجتين متتاليتين) إلى مئة كيلومتر، كما أن الزمن بين إحدى موجات التسونامي والموجة التالية لها قد يصل إلى ساعة كاملة.وتصل سرعة أمواج التسونامي في المحيط الهادئ إلى 800 كيلومتر في الساعة. فإذا وقع زلزال في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، على سبيل المثال، تصل أمواج التسونامي إلى العاصمة اليابانية طوكيو في زمن أقل مما تستغرقه الرحلة بين المدينتين بطائرة نفاثة، والعكس صحيح.وعندما تقترب موجات التسونامي من الشاطئ فإن سرعتها تقل وتبدو كموجة عادية، لكنها تتمتع بقوة شديدة للغاية فكلما قل عمق المياه تحت موجات التسونامي مع اقترابها من الشاطئ فإن سرعتها تقل، لكن ارتفاعها يزداد.