TOP

جريدة المدى > غير مصنف > جيبوتي وقراصنة الصومال

جيبوتي وقراصنة الصومال

نشر في: 21 مارس, 2011: 07:24 م

الكتاب جيبوتيالمؤلف: ايلمور ليوناردترجمة:عبد الخالق علي أحدث روايات ايلمور ليونارد، و هي الرابعة و الأربعين في تسلسل رواياته، تأخذه إلى ما وراء الشواطئ الأميركية، بعيدا خارج الجذور الإجرامية – ديترويت، ميامي، هوليود – التي يمتلكها بشكل او بآخر، عميقا الى  بقعة غير مألوفة لكنها تبدو مغرية و مأخوذة من عناوين الصحف البارزة. كما يوحي العنوان، فأن رواية " جيبوتي " قد كتبت في القرن الأفريقي، و هي تحكي كيف ان (دارا  بار) – الوثائقية البارعة – تنطلق مع ذراعها الأيمن – خافييرليبو – لتصنع فيلما عن القراصنة الصوماليين الذين يختطفون السفن في خليج عدن.
دارا - بطلة ليونارد -  ثابتة العزم، ذكية، نزقة، مثيرة، خطفت الأوسكار و لا تزال تبدو دافئة ببنطالها القصير و مشد الصدر. اما خافيير البالغ الثانية و السبعين من العمر و طوله ستة أقدام،  فانه أميركي من أصل أفريقي. سبق و ان اجتمعا في فيلم  دارا عن إعصار كاترينا، و الآن يعملان كفريق. أما الممثلون – كما يتصور القارئ – فهم ليس (جي لو) و (كلوني) اللذين شاركا في فيلم " بعيدا عن الأنظار " لستيفن سودربرغ – و هو الكتاب الكلاسيكي لليونارد في أوائل التسعينات-، و انما هم انجلينا جولي و مورغان فريمان أو صامويل جاكسن. في الحقيقة ان دارا و خافيير قد التقيا بالقراصنة و بالدبلوماسيين و المتطفلين المريبين، و باولئك المتواجدين هناك الذين لا تعرف دوافعهم. هناك المليونير بيلي واين من تكساس، الذي يبدو انه قد علق بصنارة السي آي أي و بالشقراوات الجميلات الظريفات اللواتي يأملن الزواج به، و هناك جيمس راسل و جاما الأمريكي او جاما رسولي - متعاطي المخدرات صغير الشأن من ميامي الذي ينظر للإسلام على انه " طريق الانطلاق " (في معانيه المتعددة) و الذي يتحول الى إرهابي " لم يكن يرى ان كون الفرد جهاديا يجعله خائنا أكثر من بيع المخدرات او امتلاك محل لبيع المشروبات الكحولية ". الآن ينظر جاما  الى سفينة مختطفة مليئة بالغاز الطبيعي السائل ؛ أي انها  قنبلة عائمة، و يتأمل جاما السافل ان يفعل شيئا رائعا من أجل القاعدة. كالمعتاد، يستخدم ليونارد الحوار و تبديل وجهات  النظر من أجل عرض التعقيدات و المفاجآت. و بالقليل من النجاح يؤطر القسم الأكبر من العمل ضمن خطة  دارا و خافيير، و يراجع الشريط السينمائي الذي أنجزاه، و يختبر كلا منهما عما رآه و سمعه و في نفس الوقت يحاول فرز ما سيكون عليه فيلمهما. و بهذا الشكل يطرح ليونارد سؤالا موضوعيا " كيف يمكن تعديل و توفيق الحقيقة المشوشة المعاصرة؟" و بينما هو يقطّع رواية " جيبوتي " فانه يشعر بان البحث فيها قد زاد كثيرا. يبقى ليونارد هو ليونارد، معظم الحوار و انماط الكلام جميلة جداً.  اللغة و الرطانة تجعلنا نلتفت الى هذا المؤلف، اذ انها تكون مفاجئة أحياناً و في أحيان أخرى تنبسط  بذكاء و بشكل لطيف " تنحني دارا لتطبع قبلة على فم خافيير و هو ينظر إلى صدرها من حافة  البكيني الذي ترتديه ". رواية " جيبوتي " لن تسقط مثل حصاد العنب، و لا يزال ليونارد – وهو في الثمانينات من عمره – يدفع واحدة من انجازاته المتقنة التي لا خلاف فيها، إلى هذا الباب من أبواب الأدب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram