ترجمة/ المدى

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا جاهزة لإجراء محادثات سلام مع روسيا لكنها أولا لن تسحب قواتها من اراضي اضافية كما طالبت موسكو.
وفي تصريحات للصحفيين صدرت يوم الثلاثاء (28 أكتوبر)، قال إنه سعيد بإجراء المحادثات في أي مكان، باستثناء روسيا نفسها أو على أراضي حليفتها المقربة بيلاروسيا.

من جانب آخر، قال زيلينسكي إن القوات الروسية تقوم بدفع منسق في شرق أوكرانيا وقد تمكنت من إحراز موطئ قدم في مركز استراتيجي هو مدينة بوكروفسك.
وأضاف زيلينسكي أن جنود موسكو يفوقون القوات الأوكرانية في المنطقة بنسبة 8-1، وأن أوكرانيا لا تستطيع مجاراتهم، مع التأكيد على أن روسيا لم "تحقق بعد النتيجة المخطط لها."
ومنذ عامين تحاول روسيا السيطرة على بوكروفسك. ويعتبر هذا المركز الحيوي للتزويد والنقل مهما لتوفير الإمدادات والتعزيزات للخط الأمامي في الشرق، كما أنه يقرب موسكو من السيطرة على كامل منطقة دونيتسك.
كما سيسهل هذا الأمر وصول القوات الروسية إلى المدن الواقعة ضمن "حزام القلاع" المحصن بشدة، وهي: كراماتورسك، سلوفيانسك، كوستيانتيينيفكا، ودروجيكيفكا.
وأشار زيلينسكي إلى أن الصور الجوية بواسطة الطائرات بدون طيار أظهرت وجود حوالي 200 جندي روسي داخل بوكروفسك. ووصف الوضع بأنه "صعب"، وقال في وقت سابق إن القتال العنيف واسع النطاق مستمر، وأن "مجموعات تخريبية" قد دخلت المدينة.
كانت خطط قمة في بودابست هذا الشهر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تم تعليقها بعد تمسك موسكو بمطالبها، بما في ذلك أن تتنازل أوكرانيا عن مزيد من الأراضي كشرط لوقف إطلاق النار.
وقد دعم ترامب دعوة أوكرانيا لوقف فوري لإطلاق النار على خطوط القتال الحالية.
مباحثات اوكرانية – أوروبية مرتقبة
أوضح زيلينسكي للصحفيين يوم الثلاثاء، بعد لقائه وزير الخارجية الهولندي زائرًا ديفيد فان فيل، أن المسؤولين الأوكرانيين والأوروبيين سيجتمعون يوم الجمعة أو السبت لمناقشة تفاصيل خطة وقف إطلاق النار.
وقال: "هذه ليست خطة لإنهاء الحرب. أولًا وقبل كل شيء، هناك حاجة لوقف إطلاق النار."وأضاف: "هذه خطة لبدء الدبلوماسية... سيلتقي مستشارونا خلال الأيام المقبلة، واتفقنا على يوم الجمعة أو السبت لمناقشة تفاصيل هذه الخطة." وفي تصريحات سابقة يوم الاثنين، قال زيلينسكي إنه سعيد بحضور محادثات السلام، بما في ذلك في المجر، على الرغم من تحفظاته بشأن بعض مواقف رئيس وزرائها فيكتور أوربان، الذي، كما قال، "يعطل كل شيء لأوكرانيا."
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ذكر السبت، إنه لن يجري أي محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلا إذا أبدى الأخير "جدية" في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا.
وصرح ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" في طريقه إلى كوريا الجنوبية لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي، المقرر عقدها يومي 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري والأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، "عليّ أن أعلم أننا سنتوصل إلى اتفاق. لن أضيع وقتي."
وأضاف "ربطتني دائما صداقة رائعة بفلاديمير بوتين، لكن هذا الأمر كان مخيبا جدا للآمال."
يدخل الغزو الروسي الكامل في فبراير 2022 عامه الخامس تقريباً. وتحتل القوات الروسية حالياً نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.
وتتضاءل قدرات الدفاع الأوكرانية، وقد قال زيلينسكي إن أوكرانيا بحاجة إلى دعم مالي من حلفائها الأوروبيين لمواصلة القتال ضد القوات الروسية لمدة سنتين أو ثلاث سنوات إضافية.
ولم يتمكن القادة الأوروبيون حتى الآن من تحويل الأصول الروسية المجمدة بقيمة 140 مليار يورو إلى أوكرانيا – وهي خطوة تتطلب إجراءات قانونية معقدة وقد اعترضت بلجيكا على تنفيذها في قمة للاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي. وسيتم إعادة النظر في المقترح في ديسمبر/ كانون الأول.
وقال زيلينسكي إنه أخبر نظراءه الأوروبيين أنه على الرغم من أن أوكرانيا "لن تقاتل لعقود… يجب عليكم أن تظهروا أنه يمكنكم لبعض الوقت توفير دعم مالي مستقر لأوكرانيا."
وأضاف الرئيس الأوكراني أنه يأمل أن تسفر لقاءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس عن قرار من الصين بقطع دعمها لروسيا.
وفي الأسبوع الماضي، فرض ترامب عقوبات على شركتي النفط الروسيتين، روز نفط و لوك أويل، وحث تركيا والصين على وقف شراء النفط الروسي في محاولة لممارسة ضغط اقتصادي على موسكو.
من جانب آخر، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مسؤولين حاليين وسابقين، بأن وكالة الاستخبارات الداخلية التابعة لوزارة الخارجية الأميركية شككت في فكرة استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك خلافاً لتقييم أكثر تفاؤلاً قدمته وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بشأن فرص المحادثات المحتملة.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن محللين في مكتب الاستخبارات والبحوث بوزارة الخارجية الأميركية، المعروف باسم (INR) عبّروا عن هذا الرأي المعارض في تقييمات وإحاطات سبقت اجتماع الرئيس دونالد ترامب مع نظيره الروسي في أغسطس / آب الماضي في أنكوراج بولاية ألاسكا.
كما ظهر هذا التباين في الموجز اليومي للرئيس الأميركي، وفقاً للمسؤولين الحاليين والسابقين، ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الخلاف داخل وزارة الخارجية حول استعداد روسيا للتفاوض لم يُكشف عنه سابقاً، مضيفةً أن عدة محللين أُقيلوا لاحقاً في إطار توجيه إداري لتقليص حجم القوى العاملة الفدرالية، بحسب ما ذكرته الوزارة الأميركية.
وذكرت الصحيفة أن جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا توقفت بعد اجتماع ألاسكا، فيما قال ترمب، الشهر الماضي، إن بوتين "خيب آماله"، لكنه امتنع في البداية عن اتخاذ إجراءات فورية للضغط على موسكو، مثل فرض عقوبات جديدة. وبعد نجاحه في التفاوض على وقف لإطلاق النار واتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين في غزة، عاد ترمب للضغط من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأجرى ترمب اتصالاً وصفه بأنه "مثمر جداً" مع بوتين في وقت سابق من هذا الشهر، وأعلن عن لقاء محتمل بينهما في العاصمة المجرية بودابست، إلا أن هذا الاجتماع وضع على قائمة الانتظار بسبب مخاوف من أن الرئيس الروسي ليس مستعداً للتفاوض، بحسب "وول ستريت جورنال".
ووفقاً لمصادر مطلعة على القضية، قدّم محللو وكالة الاستخبارات المركزية تقييمات تفيد بأن ترمب يمكن أن يجد فرصاً للتفاوض مع بوتين.
ويرى أندرو وايس، الذي شغل منصب مدير شؤون روسيا في مجلس الأمن القومي، ويعمل حالياً في "مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي" في واشنطن أنه "لا يوجد مسار سهل للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب، فالأوكرانيون ليسوا في حالة يأس، والروس ما زالوا يعتقدون أنهم سيواصلون استنزاف الصراع".
عن صحف ووكالات عالمية