 بغداد / المدى

ردّت بلدية قضاء الخالص في محافظة ديالى على الجدل الذي أثارته عملية إزالة تمثال عالم اللغة العربية مصطفى جواد من مدخل القضاء، مؤكدة أن العملية شابها خطأ فني غير مقصود وأن تمثالاً جديداً سيُنصب خلال 90 يوماً بالتنسيق مع وزارة الثقافة.
وأوضح مدير بلدية الخالص، نصر جهاد، أن «إزالة التمثال شهدت خللاً فنياً نتيجة عدم مقدرة الكوادر العاملة على رفعه بفعل وجود حديد تسليح من قاعدة التمثال وحتى الرأس، ما أحال دون تفكيكه ونقله لمكان آخر».
وأضاف في تصريحات إعلامية أن «عملية رفع التمثال جاءت ضمن أعمال تأهيل مدخل القضاء، حيث تم التعاقد مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار لإنشاء تمثال جديد ونصبه بدلاً من الحالي خلال فترة 90 يوماً». وأشار جهاد إلى أن «العلاّمة مصطفى جواد له مكانة خاصة لدى كل العراقيين، ولكن عملية إزالة التمثال شهدت خطأ فنياً غير مقصود من قبل الكوادر بسبب حديد التسليح الداخلي».
ويُعدّ مصطفى جواد أحد أبرز علماء اللغة العربية في العراق، وهو من مواليد عام 1904 في محلة القشلة بجانب الرصافة من العاصمة بغداد، وتوفي فيها في 17 كانون الأول 1969. وتعود أصول عائلته التركمانية إلى قضاء الخالص في ديالى.
تخرّج جواد في «دار المعلمين العالية» ومارس مهنة التعليم في المدارس تسع سنوات من 1924 حتى 1933، متنقلاً بين البصرة والناصرية وديالى والكاظمية، حيث تم تعيينه معلماً للمدارس الابتدائية.
وعمل لاحقاً مدرساً في المعهد الذي تخرج فيه، وبكلية التربية التي ورثت المعهد بعد تأسيس جامعة بغداد، قبل أن يحصل على بعثة دراسية إلى باريس، فقضى سنة كاملة في القاهرة لتعلم اللغة الفرنسية، وهناك التقى بعدد من رواد الثقافة العربية مثل طه حسين وعباس محمود العقاد وأحمد حسن الزيات.
سافر إلى فرنسا خلال الفترة من 1934 حتى 1939، وأكمل دراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة السوربون في الأدب العربي. واشتهر ببرنامجه الإذاعي «قل ولا تقل»، كما بلغ عدد مؤلفاته 46 كتاباً، وكان يجيد أربع لغات هي الفرنسية والإنكليزية والتركية والفارسية.