نينوى / المدى
تتواصل فعاليات معرض الكتاب الدولي الأول بمشاركة أكثر من 70 دار نشر من العراق وعدد من الدول العربية، بتنظيم مشترك بين جمعية الناشرين والكتبيين ومؤسسة المدى والمكتبة المركزية في الجامعة، وبدعم من منظمة اليونسكو، ويستمر المعرض حتى الأول من تشرين الثاني المقبل، متضمناً جلسات حوارية ونقاشية تُقام على مسرح الجامعة وأجنحة المعرض، بمشاركة 15 كاتباً وكاتبة من داخل العراق وخارجه، من بينهم الروائي سنان أنطون، والكاتب الكويتي سعود السنعوسي، والشاعر كاظم الحجاج من البصرة، إلى جانب نخبة من الأدباء والمثقفين.
ويهدف الملتقى إلى تعزيز دور الجامعات في دعم الثقافة والمعرفة، وتوسيع مساحة الحوار بين الناشرين والكتّاب والطلبة، بما يسهم في تعزيز تقاليد القراءة والتأليف والنشر، خصوصاً مع اتساع حملة دور النشر العراقية لمحاربة الكتاب المقرصن الذي أضعف سوق الطباعة، حسب العديد من ممثلي الاتحادات والجمعيات المعنية.
وشارك محافظ نينوى عبد القادر الدخيل في فعاليات ملتقى ومعرض الكتاب الدولي الأول، المقام في رحاب جامعة الموصل، بدعم من جمعية الناشرين والكتبيين ومنظمة اليونسكو ومحافظة نينوى.
ويشهد الملتقى إقبالاً واسعاً من طلبة الجامعات وأهالي المحافظة، نظراً لما يتضمنه من أكثر من 150 ألف كتاب من دور نشر محلية وعربية وأجنبية، ما يجعله حدثاً ثقافياً مميزاً يعزز مكانة الموصل كمركز للعلم والمعرفة.
وأكد الدخيل دعمه الكامل لمثل هذه الفعاليات الثقافية، معرباً عن شكره وتقديره لجامعة الموصل ومنظمة اليونسكو وجمعية الناشرين والكتبيين على جهودهم في إقامة وإنجاح هذا المعرض في مدينة الموصل، مدينة التاريخ والحضارة.
وقال مدير المعرض إيهاب القيسي إن «هذا المعرض هو الأول من نوعه داخل جامعة الموصل من ناحية الحجم، حيث يضم أكثر من 70 دار نشر من العراق، الكويت، لبنان، الإمارات، سوريا، ومصر»، مضيفاً «نطمح إلى أن يقام سنوياً، ولدينا كل يوم ثمان فعاليات على مدى أسبوع، وقد حضر العديد من الضيوف العراقيين والعرب مثل الكاتب المغترب سنان أنطون، والكاتب الكويتي سعود السنعوسي، والشاعر كاظم الحجاج من البصرة».
وأشار ستار محسن، صاحب دار سطور للنشر، إلى أن «المعرض يشكل بادرة إيجابية للمشهد الثقافي الموصلي، وقد أُقيمت على هامشه أكشاك شارع المتنبي بعيداً عن الكتب المقرصنة»، مبيناً أن «أغلب الكتب المعروضة هي من إصدارات عامي 2024 و2025».
وقال الكاتب العراقي سنان أنطون «زرت الموصل عدة مرات، وآخر مرة كانت عام 2019، وكانت لي جلسة وحديث عن الرواية العراقية وهل يمكن أن تكون أرشيفاً للتاريخ العراقي»، مضيفاً «دائماً أكون سعيداً مع القراء العراقيين، والكثير من الفعاليات تقام في العاصمة، ولهذا جئت إلى الموصل لكي تكون لها حصة من هذه الفعاليات». وأوضح أن آخر رواية له كانت بعنوان «خزامة»، وله ديوان شعري جديد سيصدر العام القادم.
وبيّن الكاتب حسين سعدون أن «هذه ثاني زيارة لي للموصل، وهي زيارة علمية تم الترتيب لها منذ شهرين، وجئت لعقد جلسة حوارية للحديث عن القراءة أداة للتغيير والتنوير»، لافتاً إلى أن «أجواء المعرض جميلة، وهذا هو دور الجامعات في الإعداد الفكري والعقلي، فالفرق بين الطالب والرجل في الشارع هو التغيير المنهجي والعقلي».
وأجرى رئيس جامعة الموصل الأستاذ الدكتور وحيد محمود الإبراهيمي، مساء الاثنين الموافق 27 تشرين الأول 2025، جولة ميدانية في أروقة ملتقى ومعرض الكتاب الدولي الأول، بحضور عدد من عمداء الكليات.
واطّلع خلال الجولة على أجنحة دور النشر المحلية والعربية المشاركة، وما يتضمنه المعرض من فعاليات ثقافية وفكرية متنوعة، كما تابع جانباً من الأمسيات والحوارات التي جمعت كتّاباً ومفكرين وضيوفاً من داخل العراق وخارجه.
وفي ختام الجولة، ثمّن رئيس الجامعة الجهود التنظيمية التي أسهمت في إنجاح المعرض، مؤكداً دعم جامعة الموصل المستمر للمبادرات الثقافية والأنشطة الإبداعية التي تعزّز الحراك الفكري وترسّخ دور الجامعة في خدمة المجتمع.