محمود النمر " يعنى هذا الكتاب بالبحث في ممارسات العنف التي انتشرت في عصرنا الراهن ،وفي الدوافع الثقافية التي تقف وراءها ،ويتطرق الى طبيعة العلاقة بين هذه الممارسات وظاهرة العولمة باعتبارها أسلوباً صارت تنظم من خلاله الدول والأسواق والأفكار،فهو يعرف ان العولمة تزيد في إثارة الارتياب حول الحد الفاصل بين – النحن – و – الآخر –
وتولّد بواعث جديدة للعنف الجماعي ،وتقوّضحدود ونفوذ الدولة – الأمة ، فنحن نعيش اليوم في عالم يتسم بغزارة إنتاج العنف وظهور أنماط جديدة من التنظيمات السياسية التي تتحكم بالقوانين التقليدية للسياسات والدول ،عالم يملؤه الارتياب والشعور بعدم الاكتمال ،ويغلب عليه الخوف والغضب تجاه قوى السوق السياسية ،ولكن ايضا تجاه الأقليات التي لم تمنعها أعدادها الصغيرة وهي تستمد منها ابلغ معانيها من ان تكون موضوع خشية او غضب ،وقد تـُطرح مسألة الغضب تجاه الموضوعات الصغيرة العدد في اي حقبة من التاريخ ،ولكني أود طرحها في اطار العولمة الذي ارتبطت فيه الأحداث بخطاب الإرهاب ،ونسجت خلاله ُعلاقات جديدة تربط السياسات الوطنية والتحالفات الدولية والتوترات الاقليمية لترسم خرائط جديدة وتشكل تضاريس جغرافية الغضب " الغلاف الأخير. الكتاب صادر من هيئة ابو ظبي للثقافة والتراث (كلمة) الطبعة الاولى ،من تأليف - أرجون أبادوراي – وهو استاذ العلوم الاجتماعية بجامعة - نيو سكول - حيث يعمل ايضا كمستشار أول لفريق " مبادرات عالمية " قام بتأسيس منظمة – بوكار – (شركاء من اجل المعرفة والعمل والبحث في المناطق الحضرية) وهي منظمة غير ربحية مقرها في موباي بالهند ،كما شارك في تأسيس مجلة - الثقافة العامة – وشبكة – آي أن جي – (شبكة متداخلة التخصصات حول العولمة) وهو عضو في ادارة الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم .ترجمة مفيدة مناكري لبيض ،ومراجعة د. ماهر تريمش ،كتب مقدمة هذا الكتاب الأستاذ بيثاني كونيكتيكت الذي قال فيها (هذه الدراسة المطولة هي حلقة جديدة من مشروع بعيد المدى كانت انطلاقته سنة 1989،وتتمثل المرحلة الأولى من المشروع في محاولة للبحث في الديناميكا الثقافية لظاهرة العولمة التي كانت بصدد الظهور آنذاك ،تمخض عنها كتاب بعنوان – الحداثة بشكل عام - : الأبعاد الثقافية للعولمة -1996- وقد أثارت تلك المحاولة بعض الشكوك التحليلية والأخلاقية حول مستقبل الدولة – الأمة ،وسعت الى البحث في السبل التي توصلت من خلالها السلطتان التوأم ،الإعلام والهجرة الى خلق موارد جديدة لدور التخييل كممارسة اجتماعية ،فبالإضافة الى عرض بعض الأساليب التي تتوخاها الثقافة والإعلام وجماعات الشتات الانتقالية لتشترك في بناء قوى في عالم من التفككات ،يطرح كتاب الحداثة ان خلق وجماعات معيشة أصبح أكثر تعقيداً ضمن اطار العولمة، صفحة 7)في هذا الكتاب تكون الانعكاسات الاثنية والعرقية والطائفية هي المحور الأساس من خلال طرح فكرة العولمة والتناقضات التي تنمو في المجتمعات التي تكاد تجهل ما يدور في هذا العالم الذي يسمى الان – بالقرية الصغيرة – ويشرح المؤلف – أرجون أبادوري – جميع انعكاسات تلك المتناقضات التي تبدأ بالدين او العرق ويرى ان المشكلات الأساسية في المجتمعات هو الفقر وخاصة في بلدان العالم الثالث ويظهر في عدة فصول جميع التناحرات الطائفية والعرقية ، وطمس الهوية التي تؤدي الى شحن النفوس المتطلعة الى الحرية والانعتاق من الفقر والاضطهاد وتنحو الى خصومات كونية وشمولية وتسهم في تصنيفات كبرى مثل (الفقراء في المجال الحضري) .ان العولمة أحاطت بالعالم دون وضع حلول واستقطاب الدول في ردم الهوة العميقة التي تفصل العالم الفقير بالعالم المتقدم ،وما العولمة الا محاولة جر الدول الفقيرة او ما يسمى بالدول النامية والسيطرة عليها من جديد عبر أساليب من (الكولونيالية الجديدة) التي تحاول ان تصهر هذه الدول والأعراق في بوتقة واحدة لخدمة الدول المتقدمة من خلال ضخ المفاهيم المفبركة وسحق المشكلات المتعلقة بالدين والعرق والتغلب على العالم من خلال رفد المعلومات على جميع الأصعدة وإزاحة جميع المتعلقات التي تحاول ان تعرقل الهدف الاسمي – للعولمة .ان الكاتب يعتبر أحداث 11 أيلول انعطافة حادة جداً في حياة الشعوب ،لأن التطرف الديني الذي شكل تشوهات كبيرة في الفكر الإسلامي من تنظيم -القاعدة – الذي يتزعمه ابن لادن وغيره من الإرهابيين الذين شوهوا وجه الإسلام بحجة طمس - الهوية – من قبل الغرب ، ان خلط الأقنعة المتطرفة من قبل الإرهابيين ضد البشرية يؤكد خيانة هؤلاء الى الذات الإسلامية والسحق على جميع الاعتبارات الإنسانية (ان جزءا يسير من أمهات
مراجعات ..الخشية من الأعداد الصغيرة.. نزعات فـي جغرافية الغضب
نشر في: 22 مارس, 2011: 05:25 م