الموصل/ المدىذكر محافظ نينوى، ان سبب توقف التسجيل العقاري في الجانب الايسر لمدينة الموصل عن عمله خلال الفترة الماضية، كان بسبب انتقال الدائرة الى بنايتها الجديدة، نافيا ان يكون التوقف عن العمل نهائيا، ووعد بان معاملات نقل الملكية المتوقفة في الجانب الايسر للمدينة سيتم ترويجها في القريب العاجل بعد اجراءات يتم اتخاذها لتامين سلامة الموظفين وغيرها من الامور الفنية.
وكانت اجراءات نقل الملكية في مدينة الموصل قد توقفت منذ اواخر عام 2004، بعد ان هدد مسلحون مجهولون موظفي الدائرة بالقتل، وبالرغم من ان الطابو توقف عن ترويج معاملات نقل ملكية العقارات، واكتفى فقط بمنح صور قيود العقارات، او اجراء المسوحات، او وضع اشارات الحجوزات، وغيرها من الاجراءات الثانوية، حيث  قام مسلحون باغتيال درواز نذير اول مدراء طابو الزهور بعد سقوط النظام السابق، وكان ذلك في عام 2006، يومها كان المدير خارجا من منزله جنوبي الموصل قاصدا مقر عمله في الطرف الاخر من المدينة، وبذات الطريقة، كما اكدت مصادر امنية، اغتيلت بعدها بفترة وجيزة احدى موظفات نفس الطابو.موظف سابق في طابو الزهور قال للمدى، ان حادثتي الاغتيال دفعت الطابو الى غلق ابوابه عدة اسابيع، لتتم الاستعانة بعد ذلك باحد الموظفين الذين كانوا يعملون في دائرة الضريبة، ليكون مديرا ويعيد العمل في الدائرة المعطلة، غير انه وبمساعدة عدد من الموظفين، بدأوا وبطرق غير مشروعة التلاعب بالمال العام قبل ان تنتبه النزاهة اليهم، ويأمر قاضي التحقيق باعتقال المدير الفاسد مع الموظفين المتعاملين معه وفق المادة 289 من قانون العقوبات، وقد اثبتت التحقيقات تورطهم بتزوير وثائق رسمية تخص عقارات تعود ملكيتها الى الدولة، او تنظيم بيوعات بتواريخ قديمة، وسرقة ملفات تعود لعقارات في الموصل.وهكذا اعيد غلق الطابو مجدداً، لاشهر عدة. ويواصل الموظف السابق: " وضعت ادارة جديدة لطابو الزهور، قامت بتنظيم السجلات واضابير العقارات، واكتشفت الكثير من التجاوزات وعملت بالاتفاق مع محافظة نينوى على حلها لحين ان اصبح الطابو جاهزاً للبدء باطلاق العمل بنقل ملكية العقارات للمرة الاولى منذ سنوات،غير ان الامر لم يعجب قوى الظلام، حيث قام وكالعادة بحسب اعلان الشرطة مسلحون مجهولون، باغتيال مديرة الطابو خولة السبعاوي لتلتحق بقائمة شهداء طابو الزهور، التي تحمل نفس البصمات، وبنفس الاسلوب، دون ان تتمكن أي جهة تحقيق من القبض على أي خيط. محافظ نينوى اثيل النجيفي اكد في مؤتمر صحفي ان عصابات اجرامية محترفة بتزوير وثائق عقارات الدولة، هي من تتحمل مسؤولية اغتيال مديرة الطابو خولة السبعاوي، وذكر ان المغدورة وقبل اغتيالها بأيام كانت قد ابلغت المحافظة انها تتعرض الى تهديدات من مجهولين، وطلبت نقل السجلات الخاصة بعقارات الجانب الايسر وحفظها في مبنى المحافظة، ومديرية التسجيل العقاري العامة،وبين المحافظ بان خولة تمكنت من احباط محاولات كثيرة لسرقة ملفات تعود لعقارات ملكيتها للدولة، ومنعت محاولة لحرق الطابو بما فيه، وهي في النهاية نظمت جميع الأضابير، ولم تترك فرصة للفاسدين للقيام بافعالهم الاجرامية، وبعد ساعات من التصريحات التي ادلى بها المحافظ ، تمكنت قوة من الفرقة الثانية للجيش العراقي من القبض على عصابة مختصة بتزوير صور قيود العقارات جنوبي الموصل، وكان بحوزتهم اضابير واختام تخص طابو الزهور.وهذا ما عزز القناعة لدى الجهات الأمنية، أن من يقف وراء استهداف موظفي طابو الزهور ، ومنعهم من اداء عملهم الاساسي في نقل ملكية العقارات، هي عصابات او مجاميع ارهابية  تمول انشطتها من خلال اتجارها بعقارات الدولة، وتزوير اضابير العقارات في الطابو، وهذا ما صرح به ضابط عسكري رفض الافصاح عن اسمه.الاستمرار في توقف طابو الزهور عن مهامه، دفع الناس للجوء الى دعاوى التمليك، التي تتضمن اجرءات حصول طرفي عقد البيع والشراء على كتاب براءة ذمة من الحجوزات على الاموال المنقولة وغير المنقولة، وتعهد خطي من قبل البائع بانه غير مشمول بقرارات مشابهة، ثم يأتي الطرفين او من ينوب عنهما قانونا أمام القاضي المختص، فيقرا بالبيع والشراء وقبض ودفع ثمن البيع، ثم تجري المحكمة برفقة خبير قضائي ومساح من التسجيل العقاري للكشف على العقار، وبعد ذلك يصار الى اصدار قرار من المحكمة بتمليك العقار للمشتري، وترسل نسخة منه الى الطابو لحفظه في اضبارة العقار، وبذلك لا يمكن للبائع ان يتصرف لاحقا بالعقار،ويؤكد المحامي غسان جميل، ان صدور قرار التمليك لا يعني نقل ملكية العقار في الطابو، لانه يتوجب حصول الشاري على صورة قيد مسجل اسمه فيها، وهذا لا يحدث في التسجيل العقاري في جانب مدينة الموصل الايسر منذ اعوام،