TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك يفتح صفحة جديدة في الحرب مع روسيا

تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك يفتح صفحة جديدة في الحرب مع روسيا

نشر في: 3 نوفمبر, 2025: 12:02 ص

 ترجمة / المدى

أفادت تقارير أن البنتاغون أبلغ البيت الأبيض أن نقل صواريخ كروز من طراز توماهوك إلى أوكرانيا لا يشكّل خطراً عملياً، وفقاً لمصادر شبكة «سي إن إن». وتشكل احتمالية الموافقة خطوة كبيرة في توسيع قدرات كييف للضربات بعيدة المدى واختبار حدود واشنطن فيما يتعلق بالمساعدات القتالية لأوكرانيا في حربها مع روسيا.
وقالت «سي إن إن» يوم الجمعة 31 أكتوبر/تشرين الأول 2025، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أميركيين وأوروبيين، إن هيئة الأركان المشتركة في البنتاغون أخبرت البيت الأبيض بأنها لا ترى مخاطرة تشغيلية في نقل صواريخ توماهوك بعيدة المدى إلى أوكرانيا، تاركة القرار السياسي للرئيس دونالد ترامب.
تأتي هذه التقارير بعد أسابيع من ضغوط لوجستية وأمنية من كييف، وعلى الرغم من تصريح ترامب السابق عن عدم «التخلي» عن قدرات قد تحتاجها الولايات المتحدة. لا توجد بعد أي تأكيدات رسمية من البنتاغون أو البيت الأبيض، لذا يظل هذا الخيار أمراً وارداً وليس رسمياً.
ورغم أن تقييم البنتاغون أشار إلى أن مخزونات الولايات المتحدة لن تتأثر، فإن المعلومة تبقى مهمة لكييف وللشركاء الأوروبيين الذين يتتبعون سياسة واشنطن، وكذلك لروسيا التي أبدت توجساً من أي خطوة لتزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك.
بحسب المسؤولين الذين نقلت عنهم «سي إن إن»، تم تسليم تقييم البنتاغون إلى البيت الأبيض قبل لقاء ترامب مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في 17 أكتوبر، حيث جادلت كييف مجدداً بأن سلاحاً بمدى يقارب 1000 ميل وحده سيجعل بإمكان أوكرانيا تهديد البنية التحتية الروسية من نفط وطاقة ومراكز القيادة والتحكم بعيداً عن نطاق أنظمة صواريخ «ستورم شادو» الحالية.
التوماهوك تقليدياً هو صاروخ كروز بحري يُطلق من البحر أو الغواصات، ومع ذلك فقد برهنت الخدمات الأميركية سابقاً على عدة حلول برّية تجعل تشغيله من قبل أوكرانيا ممكناً من الناحية الفنية.
في معرض AUSA 2025 عرضت شركة Oshkosh Defense منصة إطلاق X-MAV متحركة تحمل أربعة صواريخ توماهوك، مما يبرهن أن الصاروخ يمكن إطلاقه من البر دون الحاجة للبحرية. هذه العروض تقدم لواشنطن وكييف مجموعة من الخيارات الفنية الجاهزة إذا صدر الإذن السياسي.
حتى مع حل مسألة المخزون، شدد المسؤولون الأميركيون الذين نقلت عنهم «سي إن إن» على أنه يتوجب على أوكرانيا العمل بعد ذلك على قضايا التدريب، وتخطيط المهمات، ودمج النظام عملياً قبل أن يمكن استعمال السلاح بفعالية، خصوصاً إذا قررت واشنطن عدم نقل منصات إطلاق للجيش أو لمشاة البحرية الأميركية مع الصواريخ.
هنا، يلاحظ مسؤولون أوروبيون أن مهندسي أوكرانيا سبق أن أعادوا هندسة حل يسمح بإطلاق صواريخ «ستورم شادو» المزوَّدة من المملكة المتحدة من طائرات سوفيتية قديمة، ولذلك يتوقعون قدرة كييف على تكييف منصة أرضية أو دمج منصة أميركية مرفقة بوجود «يد عاملة» أميركية.
بعبارة أخرى، فإن الضوء الأخضر من البنتاغون يرفع في الأساس الفيتو اللوجستي، لكن العبء العملياتي — التدريب، وتموضع منصات الإطلاق، وحماية القوة، وضمان الاتصالات — سيقع إلى حدٍّ كبير على أوكرانيا وعلى الحلفاء الأوروبيين المستعدين للمساعدة.
استراتيجياً، إن تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك سيشكّل قفزة نوعية تتجاوز التحويلات الطويلة المدى السابقة، لأن صاروخ كروز بمدى 1000 ميل يُطلق من غرب أو وسط أوكرانيا يمكنه الوصول إلى عقد حرجة حول موسكو وسانت بطرسبرغ ومرافق الطاقة العميقة في الخلفية، وهذا بالضبط ما حذر منه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «سيُثير مستوى جديداً من التصعيد» في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول.
تقول الحكومة الروسية إن مثل هذه الضربات لن تغيّر توازن المعركة لكنها ستلحق ضرراً شديداً بعلاقات الولايات المتحدة وروسيا، وهي حجة يبدو أنها لاقت صدىً لدى ترامب بعد مكالمته مع بوتين، وربما تفسر لماذا قال لزيلينسكي إن الولايات المتحدة «تحتاج» تلك الصواريخ، على الأقل في الوقت الحاضر.
في المقابل، قرأت الحكومات الأوروبية تقييم البنتاغون على أنه يزيل أحد القيود التي كانت واشنطن ترددها مراراً، ويجعل من الأصعب سياسياً على الولايات المتحدة أن تقول لا إذا استمرت روسيا في استخدام أنظمة بعيدة المدى من جانبها، بما في ذلك صاروخ 9M729 الذي تقول كييف إنه استُخدم بالفعل ضد أوكرانيا.
في هذا السياق، سيكون إعطاء أوكرانيا توماهوك أقل طابعَ تصعيدٍ من كونه معادلةً لإعادة توازن مدى الضربات في أوروبا، لكنه سيجبر الحلفاء على تشديد دفاعاتهم الجوية في العمق والاستعداد لجهود روسية محتملة لاعتراض منصات إطلاق أوكرانية داخل أراضي الناتو، حتى إن بقيت تلك المنصات داخل أوكرانيا.
لا يضمن شيء في هذه السلسلة من التطورات تسليم صواريخ توماهوك فعلاً إلى أوكرانيا، فقد اكتمل تقييم البنتاغون فنياً، لكن أي نقل سيظل معلقاً على قرار رئاسي لم يُعلن عنه بعد.
في الوقت نفسه، إذا اتُّخذ قرار، فالمسار التكاملِي موجود بالفعل. في هذا السيناريو، ستزود التوماهوك أوكرانيا بأداة إضافية للضربات العميقة ضد أهداف في عمق الخلفية الروسية، مع إبقائها خاضعة للمعايير السياسية والعملية واعتبارات التصعيد التي تواصل واشنطن وحلفاؤها تقييمها.
وبحسب خبراء تحدثوا لـ«سي إن إن»، فإن الموافقة على الصفقة ستنقل الدعم الأميركي لأوكرانيا من المستوى الدفاعي إلى القدرات الهجومية بعيدة المدى، مما قد يفتح فصلاً جديداً في مسار الحرب ويزيد من احتمالات التصعيد بين واشنطن وموسكو.
وتكشف «سي إن إن» أن التحول في الموقف الأميركي بخصوص صواريخ توماهوك جاء بعد يوم واحد من مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حذر ترامب من أن نشر صواريخ توماهوك القادرة على ضرب مدن روسية كبرى مثل موسكو وسانت بطرسبرغ لن يغير موازين الحرب، لكنه سيضر بالعلاقات الأميركية الروسية.
من جانب آخر، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، السبت، إن إرسال الأسلحة إلى كييف لن يساعد في حل الصراع، حسبما نقلت وكالة الإعلام الروسية، وذلك في تعليقها على التقارير التي أفادت بأن وزارة الحرب الأميركية «البنتاغون» وافقت على تزويد أوكرانيا بصواريخ «توماهوك».
وتشير التقارير إلى أن الرئيس الأميركي يشعر بإحباط متزايد من موقف بوتين ورفضه الجدي لمحادثات السلام، ما دفعه الأسبوع الماضي إلى الموافقة على عقوبات جديدة ضد شركات النفط الروسية، وإلى إلغاء اجتماع كان مقرراً مع بوتين في بودابست لمناقشة الملف الأوكراني.
وفي سياق متصل، قال الجيش الأوكراني، السبت، إنه حسَّن مواقعه في بعض أحياء مدينة بوكروفسك المحاصَرة التي تسللت إليها القوات الروسية. وقال الفيلق السابع للرد السريع على «فيسبوك» إن كييف تزيد عدد قواتها الهجومية في المنطقة، مضيفاً أن الوضع لا يزال «صعباً ومتغيراً». وذكر أن القوات الأوكرانية تعمل أيضاً على قطع الطرق اللوجستية العسكرية التي تستخدمها موسكو.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إنه تم إحباط محاولة من القوات الخاصة الأوكرانية لنقل جنود على متن طائرة هليكوبتر إلى مدينة بوكروفسك. وأضافت الوزارة أن الأوكرانيين الذين كانوا على متن الطائرة جميعاً، وعددهم أحد عشر، قُتلوا.
عن صحف ووكالات عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

أساليب التضليل الإعلامي المستمرة في باكستان  تساهم في تُشكّل الخطاب الدولي

أساليب التضليل الإعلامي المستمرة في باكستان تساهم في تُشكّل الخطاب الدولي

 ترجمة عدنان علي يندرج تحييد باكستان الأخير للانتقادات الموجهة لبعض الخطابات الإعلامية، بما في ذلك الجدل الدائر حول صحيفة "فرونتير بوست"، في إطار نمطٍ راسخ من التلاعب الاستراتيجي ونشر المعلومات المضللة الذي تتبعه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram