بغداد / علي الدليمي
افتُتح مساء الجمعة على قاعة أكد للفنون في بغداد المعرض الشخصي الثاني للفنان مثنى طليع بعنوان «مأوى»، الذي ضم عشرين لوحة من مادة الإكريليك بأحجام مختلفة، عبّر فيها عن رؤيته الفنية وقدرته على تجسيد مشاعر وأفكار مستوحاة من البيئة والإنسان العراقي.
ويُعدّ المعرض فرصة للجمهور لاكتشاف أحدث أعمال الفنان مثنى طليع وتقدير مهاراته الفنية التي تتمحور حول العلاقة الوثيقة بين الإنسان العراقي وبيئته. واستلهم الفنان أعماله من ثلاث بيئات جغرافية عراقية، لكل منها رموزها الواقعية الفريدة: البيئة البغدادية الشعبية العريقة، والبيئة البدوية بما تحمله من سعة الصحراء وصهيل الخيول وأيقونة الخيام الشاخصة وشمس الصيف اللافحة، وبيئة الأهوار الساحرة التي تزخر بالرموز الاجتماعية اليومية كصيد الأسماك والفالة والماء الرقراق والمشحوف وبيوت القصب الراسخة فوق الماء.
كما تضمّن المعرض لوحات استوحاها الفنان من القصائد والحكايات الشعبية التي ما زالت تُروى حتى اليوم، في تعبير عن ارتباطه العميق بتراثه وبيئته.
وفي مقدمة فولدر المعرض كتب الناقد د. محمد الكناني: «يقدم لنا الفنان صورا ومشاهد مدهشة ببساطتها وطرق عرضها وأسلوب تمثيلها. يعود بنا الفنان إلى أصالة ما قدمه الرواد في ستينيات القرن المنصرم، في رؤيتهم لإنتاج مشاهد جمالية خالصة، متكيفين مع حقولهم الاستعارية (الأمكنة) والحكايا المرتبطة بها، حكايات الحب والعشق والذكريات».
بهذه التجربة، يعيد الفنان مثنى طليع إحياء التراث الفني بلمسة معاصرة، ويبرز رؤيته الخاصة في تقديم مشاهد تلامس الروح وتشدّ المتلقي. وتميزت تجربته بالتنوع والإبداع، إذ تناول موضوعات متعددة كتصوير الطبيعة، القرى، الخيل، المرأة، والبداوة، عبر أسلوب يجمع بين التعبير والتجريد ليعكس رؤيته للحياة والمجتمع.
وتتناول أعماله قضايا إنسانية واجتماعية مثل الحب والسلام والأمل، بما يعكس عمق تجربته الفنية وقدرته على التعبير عن تجارب الحياة المختلفة. ويُعرف أسلوبه بالابتكار والتجديد، إذ يوظف مواد مختلفة في لوحاته تضفي عليها عمقاً وتنوعاً.
وُلد مثنى طليع في بغداد عام 1980، وتخرّج في أكاديمية الفنون الجميلة، قسم الفنون التشكيلية، فرع الرسم. وشارك في العديد من المعارض داخل العراق وخارجه، وحصل على جوائز وتقديرات عديدة، من أبرزها جائزة الإبداع لوزارة الثقافة في الإمارات عام 2022، وجائزة عشتار للشباب من جمعية التشكيليين العراقيين عام 2017.
ومن أبرز مشاركاته معرض «أربع خطوات» الذي نظمه مركز باليت للثقافة والفنون في بغداد إلى جانب عدد من الفنانين الشباب، ما يؤكد مكانته المتميزة في المشهد التشكيلي العراقي.
تجربة مثنى طليع تؤكد أنه فنان مبدع قادر على التعبير عن رؤيته الخاصة للحياة والمجتمع من خلال استخدامه المبتكر للمواد والتقنيات الفنية وطرحه لموضوعات إنسانية واجتماعية، ما يجعل من أعماله إضافة بارزة للمشهد الفني العراقي والعربي وإسهاماً في إثراء الحركة التشكيلية وإلهام الجمهور.










