TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > تصاعد المواجهة بين إسرائيل وحزب الله.. والجيش اللبناني متمسك بخطة حصر السلاح بيد الدولة

تصاعد المواجهة بين إسرائيل وحزب الله.. والجيش اللبناني متمسك بخطة حصر السلاح بيد الدولة

نشر في: 4 نوفمبر, 2025: 12:01 ص

 بغداد / المدى

تتزايد حدة التوتر بين إسرائيل وحزب الله مع تصاعد الضربات والاغتيالات في الجنوب اللبناني، فيما تؤكد الحكومة اللبنانية استمرارها في تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة وسط دعوات داخلية لتفادي «جرّ لبنان إلى مواجهة لا علاقة له بها».

من جانبه، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الحزب بـ«اللعب بالنار»، محذراً من تكثيف العمليات ضد مواقعه في الجنوب، وداعياً الحكومة اللبنانية إلى نزع سلاحه وإخراجه من هذه المنطقة. كما أكد في تصريحات للقناة 14 الإسرائيلية أن بلاده ستتعامل مع أي تهديد، مشيراً إلى أن المبعوثين الأميركيين أبلغوا الحكومة اللبنانية بهذه المواقف.
وشدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على أن إعادة تسليح حزب الله ستكون لها «تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان»، معتبراً أن «الإرهاب ترسخ في لبنان وإزالته ضرورة لاستقرار المنطقة».
وقد تُرجمت هذه المواقف ميدانياً عبر تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربات استهدفت أربعة عناصر من قوة «الرضوان» التابعة لحزب الله، من بينهم مسؤول الدعم اللوجستي، كما قصفت مسيّرة إسرائيلية سيارة رباعية الدفع في دوحة كفر من عند الأطراف الشرقية للبلدة.
وفي الداخل اللبناني، شدد رئيس الحكومة نواف سلام على «الاستمرار في تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة»، مؤكداً أن «لبنان ماضٍ بهذا النهج وفق خطة الجيش». في المقابل، دعا الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الحكومة إلى دعم الجيش ليتمكن من «التصدي للانتهاكات الإسرائيلية»، بينما يرى محللون أن الحزب «يجر الدولة اللبنانية إلى مواجهة لا علاقة لها بها».
وفي حديثه إلى برنامج «التاسعة» على قناة «سكاي نيوز عربية»، قال الخبير العسكري والاستراتيجي خليل الحلو إن «قضية اللبنانيين مع حزب الله لا علاقة لها بإسرائيل»، موضحاً أن «اللبنانيين السياديين يطالبون منذ 25 سنة بحصر السلاح بيد الدولة».
وأكد الحلو أن «رئيس الحكومة اللبنانية مصر على الاستمرار في عملية نزع سلاح حزب الله واستلام الجيش كل المراكز في الجنوب والشمال»، مشيراً إلى أن «التهديدات الأميركية كان لها صدى واضح في لبنان، وهو ما انعكس في خطاب حزب الله نفسه الذي بدأ يقول إنه لا ينوي مهاجمة إسرائيل إلا إذا هاجمته».
وأضاف أن «رئيس لبنان منذ توليه السلطة وعد بحصر السلاح بيد الدولة ولم يفعل شيئاً»، موضحاً أن «اللبنانيين لم يشعروا بأي جهد جدي في هذا الاتجاه»، حتى عندما طرح الرئيس التفاوض مع إسرائيل أسوة بدول المنطقة بعد قمة شرم الشيخ، «عاد وتراجع تحت ضغط حزب الله الذي اعتبر التفاوض خيانة».
وأشار الحلو إلى أن «الجيش اللبناني يقوم بمهامه بشكل جيد»، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة أفرجت عن هبة بقيمة 190 مليون دولار بعدما تبين للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس فعالية الجيش في الجنوب، مما يدل على أداء إيجابي ومهني».
لكنه في المقابل أكد أن «المشكلة تكمن في الموقف الرسمي المتقلب»، موضحاً أن «السلطة التنفيذية لا تترجم دعمها للجيش بخطوات عملية، ولا يوجد تلاحم حقيقي بين الجيش والحكومة».
ورأى الحلو أن «الحديث عن حرب أهلية في لبنان غير جدي إطلاقاً، لأن الحرب تحتاج إلى طرفين، ولا يوجد اليوم من يريد مواجهة حزب الله عسكرياً»، مضيفاً أن «الحزب لا يملك الموارد المالية الكافية لتمويل حرب كهذه، وأن إيران بالكاد تموله ليستمر».
وأشار إلى أن «حزب الله يبالغ في حديثه عن امتلاك تمويل لست سنوات»، متسائلاً: «إذا كان هذا صحيحاً فلماذا لم يرد على إسرائيل بعد مقتل مسؤوليه وتدمير مراكزه؟».
واعتبر الحلو أن «سبب ضعف الموقف اللبناني هو غياب رجال الدولة الحقيقيين الذين يحتكمون للدستور والقانون»، مؤكداً أن «هناك مراهنة خاطئة لدى بعض المسؤولين على انشغال واشنطن عن لبنان، رغم أن السياسة الأميركية واضحة في مواجهة التنظيمات غير الحكومية مثل حزب الله».
وشدد على أن «مصلحة لبنان تكمن في الاصطفاف مع العالم العربي ودول الخليج ومصر وسوريا وتركيا، لا في الابتعاد عنهم».
وعن احتمالات التصعيد، أوضح الحلو أن «القصف الإسرائيلي لم يتوقف يوماً واحداً منذ 27 نوفمبر من العام الماضي، وقت دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ»، مؤكداً أن «لبنان ليس في حالة سلام بل في قلب الحرب»، لكنه استبعد «اجتياحاً برياً إسرائيلياً» لأن إسرائيل «تحقق أهدافها من دون ذلك».
وأضاف أن «العمليات الجوية أفرغت الجنوب من سكانه بعمق يتراوح بين 5 و8 كيلومترات، بينما عاد الإسرائيليون إلى الشمال». وختم بالقول إن «ما يمكن أن يحصل هو استمرار التصعيد الجوي ضد حزب الله وربما على نطاق أوسع، ما لم تعلن الحكومة اللبنانية موقفاً واضحاً يعبر عن إرادة اللبنانيين»، مذكّراً بأن «اللبنانيين يطالبون منذ 25 سنة بتسليم سلاح حزب الله إلى الجيش، ليس استجابة لإسرائيل أو واشنطن، بل لاستعادة سيادة الدولة».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

إيران تُبطئ خطواتها تجاه سوريا الجديدة.. مراقبة دقيقة وخطة ثلاثية

كييف: مفاوضات وقف الحرب مع روسيا ليست سهلة!

واشنطن تعيد رسم نفوذها الاقتصادي في أمريكا اللاتينية

بابا الفاتيكان يزور لبنان وسط توترات أمنية بين حزب الله وإسرائيل

الأمم المتحدة تدعو لمحاربة الاتجار بالبشر وتجنيد الأطفال في السودان

مقالات ذات صلة

كيف يُغذّي الحكم العسكري الباكستاني نضال بلوشستان من أجل الحرية ؟

كيف يُغذّي الحكم العسكري الباكستاني نضال بلوشستان من أجل الحرية ؟

ترجمة عدنان علي بلوشستان أرضٌ خاضعةٌ لسيطرة باكستان وجيشها، وهي مكانٌ شكّلت فيه العسكرة الحياة اليومية لأجيال، وأصبحت انتهاكات حقوق الإنسان سمةً مُميّزةً لوجود الدولة. تصف المجتمعات في جميع أنحاء الإقليم واقعًا يتسم بالاختفاء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram