TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > ترامب يهدد نيجيريا بتدخل عسكري لحماية المسيحيين هناك!

ترامب يهدد نيجيريا بتدخل عسكري لحماية المسيحيين هناك!

نشر في: 4 نوفمبر, 2025: 12:02 ص

 ترجمة: المدى

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال الجيش الأمريكي إلى نيجيريا «وأسلحته مصوَّبة»، مستندًا إلى مزاعم عن عمليات قتل جماعي للمسيحيين في البلاد الإفريقية.
وقال ترامب في منشور على منصته “تروث سوشيال”: “إذا استمرت الحكومة النيجيرية في السماح بقتل المسيحيين، فإن الولايات المتحدة ستوقف فورًا جميع المساعدات والدعم لنيجيريا، وقد تدخل هذا البلد المُهان الآن، وأسلحتها مصوَّبة، لتقضي على الإرهابيين الذين يرتكبون هذه الفظائع. أنا أوجّه وزارة الحرب لدينا للاستعداد لاحتمال اتخاذ إجراء. وإذا هاجمنا، فسيكون الهجوم سريعًا وقاسيًا، تمامًا كما يهاجم الإرهابيون أبناءنا المسيحيين الأعزاء.”
ودعا ترامب الحكومة النيجيرية إلى “التحرك بسرعة”، مضيفًا أنه أصدر توجيهًا للبنتاغون للتحضير لـ«احتمال القيام بعمل عسكري». وردّ وزير الدفاع بيت هيغسِث على وسائل التواصل قائلًا: “نعم سيدي.” وعندما سُئل ترامب يوم الأحد على متن طائرة الرئاسة (إير فورس وان) عمّا إذا كان ذلك يعني إرسال قوات أمريكية إلى نيجيريا أو شنَّ ضربات جوية هناك، لم يُعطِ إجابة حاسمة، مكتفيًا بالقول: “ربما. إنهم يقتلون المسيحيين، ويقتلونهم بأعداد كبيرة. ولن نسمح بحدوث ذلك.” وأعلن في الوقت نفسه تصنيف نيجيريا “دولة مثيرة للقلق الخاص” — وهو تصنيف رسمي من وزارة الخارجية الأمريكية يُمنح للدول التي تتعرض فيها حرية الدين للتهديد. وقال وزير الدفاع هيغسِث على منصة “إكس”: “يجب أن يتوقف قتل المسيحيين الأبرياء في نيجيريا — وفي أي مكان — فورًا. وزارة الحرب تستعد للتحرك. إما أن تحمي الحكومة النيجيرية المسيحيين، أو سنقضي نحن على الإرهابيين الإسلاميين الذين يرتكبون هذه الفظائع.”
وجاء هذا التهديد بعد يومين فقط من تهديد ترامب بفرض عقوبات محتملة ووقف المساعدات عن الدولة الإفريقية، زاعمًا أن المسيحية تواجه “تهديدًا وجوديًا في نيجيريا.”
وكان السيناتور الأمريكي تيد كروز قد دعا الأسبوع الماضي الكونغرس إلى تصنيف نيجيريا دولة منتهِكة لحرية الأديان، بسبب ما وصفه بـ”القتل الجماعي للمسيحيين.”
ويبلغ عدد سكان نيجيريا نحو 220 مليون نسمة، ينقسمون تقريبًا بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين. وقد عانت البلاد منذ سنوات من انعدام الأمن بسبب جماعات متعددة، من بينها جماعة بوكو حرام المتطرفة التي تسعى إلى فرض تفسيرها الراديكالي للشريعة الإسلامية، وقد استهدفت أيضًا مسلمين تعتبرهم “غير مسلمين بما يكفي.”
وتتنوع دوافع الهجمات في نيجيريا، فبعضها ذو طابع ديني يستهدف المسيحيين أو المسلمين، بينما تنشب أخرى بسبب صراعات بين المزارعين والرعاة على الموارد المحدودة، إضافة إلى نزاعات مجتمعية وصراعات انفصالية وعرقية. ورغم أن المسيحيين من بين المستهدفين، يقول محللون إن الغالبية العظمى من ضحايا الجماعات المسلحة هم من المسلمين، خصوصًا في شمال نيجيريا ذي الغالبية المسلمة، حيث تقع معظم الهجمات.

ردود أفعال من داخل نيجيريا
وردّ الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو على توصيف ترامب، في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت، قائلًا إن هذا الوصف “لا يعكس واقعنا الوطني، ولا يأخذ في الاعتبار الجهود الجادة والمستمرة التي تبذلها الحكومة لحماية حرية الدين والمعتقد لجميع النيجيريين.” وأضاف تينوبو: “نيجيريا دولة تكفل دستوريًا حماية المواطنين من جميع الأديان.”
ومع ذلك، أعلنت نيجيريا أنها “ترحب” بالمساعدة الأمريكية في محاربة الجماعات المسلحة، بشرط أن تحترم الولايات المتحدة سيادة أراضيها.
من جانب آخر، أكّد كيميبي إبيينفا، المتحدث باسم وزارة الخارجية النيجيرية، التزام الحكومة بحماية جميع المواطنين من مختلف الديانات، قائلًا في بيان يوم السبت: “ستواصل الحكومة الفيدرالية الدفاع عن جميع المواطنين بغضّ النظر عن العِرق أو العقيدة أو الدين. وكما هو الحال في أمريكا، لا تملك نيجيريا خيارًا سوى الاحتفاء بتنوعها الذي يشكّل أعظم نقاط قوتها.” وكان العديد من النيجيريين قد رفضوا توصيف ترامب لبلادهم ومعاملتها للمسيحيين، بمن فيهم بعض القادة المسيحيين. فقد قال جوزيف هياب، الرئيس السابق لجمعية المسيحيين في نيجيريا بولاية كادونا — إحدى أكثر المناطق تضررًا من انعدام الأمن — لوكالة “أسوشييتد برس” الشهر الماضي إنه يرفض مزاعم “إبادة المسيحيين”، مضيفًا: “صحيح أن العديد من المسيحيين قُتلوا على مرّ السنين، وكل وفاة مؤلمة، لكن الأوضاع اليوم أفضل مما كانت عليه سابقًا.”
وكتب غيمبا ككاندا، المساعد الخاص الأول لرئيس نيجيريا، في مقال رأي هذا الأسبوع أن الحديث عن “حرب دينية” يُظهر “جهلًا بديناميات البلاد الداخلية.”
وأضاف قائلًا: “بينما تركز وسائل الإعلام الغربية على الهجمات ضد الكنائس والمجتمعات المسيحية، فإن الواقع أن هؤلاء الإرهابيين لا يميزون في عنفهم. الخطر الحقيقي يكمن في تصوير بوكو حرام، وهي جماعة مكروهة من المسلمين والمسيحيين على السواء، كأنها تمثل الإسلام.”
وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت نيجيريا لأول مرة على “قائمة الدول المثيرة للقلق الخاص” عام 2020 بسبب ما وصفته وزارة الخارجية الأمريكية حينها بـ”الانتهاكات المنهجية لحرية الأديان”. ولم تكن تلك الخطوة قد خصّت الهجمات على المسيحيين وحدهم.
لكن واشنطن رفعت نيجيريا من تلك القائمة عام 2023، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين قبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي آنذاك أنتوني بلينكن إلى نيجيريا.

ترامب يرد على مزاعم متداولة
تأتي تصريحات ترامب ردًّا على مزاعم الإبادة الجماعية ضد المسيحيين في نيجيريا، وهي مزاعم متداولة في الأوساط اليمينية منذ مطلع هذا العام، وانتشرت بسرعة على وسائل التواصل لتصل إلى سياسيين أمريكيين ومنظمات دينية.
فقد قال رايلي مور، عضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية فرجينيا الغربية، هذا الأسبوع إن “من 50 إلى 100 ألف من إخوتنا وأخواتنا في نيجيريا قُتلوا بسبب إيمانهم بالمسيح.”
أما السيناتور الجمهوري تيد كروز من تكساس، فاتهم مسؤولين نيجيريين بـ”تجاهل، بل وتسهيل، القتل الجماعي للمسيحيين على يد المتشددين الإسلاميين.” وقد دفعت هذه التصريحات كروز إلى حثّ ترامب على إدراج نيجيريا رسميًا في قائمة وزارة الخارجية للدول المثيرة للقلق، وهو ما فعله ترامب يوم الجمعة.
وانضم إليه بعض المشاهير والمعلقين مثل بيل ماهر، الذي قال في برنامجه إن الجماعات الجهادية في نيجيريا “تحاول حرفيًا القضاء على السكان المسيحيين في بلد بأكمله”، كما شكرت المغنية نيكي ميناج ترامب على “تسليط الضوء على القضية.”
ردّ ترامب القوي على مزاعم “إبادة المسيحيين” في نيجيريا يذكّر بتصرفاته العدوانية حين انتشرت مزاعم مشابهة عن “إبادة للمزارعين البيض” في جنوب إفريقيا.
فقد جعلت تلك المزاعم إدارته تعطي أولوية لقبول لاجئين بيض من جنوب إفريقيا، بينما قلّصت بشدة أعداد اللاجئين من دول أخرى. وادّعى ترامب حينها أن “الأفريكانر”، خصوصًا المزارعين، ضحايا إبادة جماعية، وجعلهم أول مجموعة لاجئة تصل إلى أمريكا خلال ولايته الثانية.
لكن المسؤولين في جنوب إفريقيا نفوا مرارًا وجود أي اضطهاد عرقي من هذا النوع.
عن صحف ووكالات عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

أساليب التضليل الإعلامي المستمرة في باكستان  تساهم في تُشكّل الخطاب الدولي

أساليب التضليل الإعلامي المستمرة في باكستان تساهم في تُشكّل الخطاب الدولي

 ترجمة عدنان علي يندرج تحييد باكستان الأخير للانتقادات الموجهة لبعض الخطابات الإعلامية، بما في ذلك الجدل الدائر حول صحيفة "فرونتير بوست"، في إطار نمطٍ راسخ من التلاعب الاستراتيجي ونشر المعلومات المضللة الذي تتبعه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram