TOP

جريدة المدى > محليات > مشروع «الحدود» في ديالى ينعش آمال إنهاء عطش مندلي وقزانية بعد نصف قرن

مشروع «الحدود» في ديالى ينعش آمال إنهاء عطش مندلي وقزانية بعد نصف قرن

نشر في: 5 نوفمبر, 2025: 12:02 ص

 بغداد / المدى

 

بعد أكثر من خمسين عاماً من الجفاف وشحّ المياه، أعلن النائب صلاح التميمي انطلاق مشروع «الحدود» في محافظة ديالى، والمخصص لمعالجة أزمة المياه التاريخية في مدينتي مندلي وقزانية، بتمويل يتجاوز 27 مليار دينار لنقل المياه الخام من قضاء بلدروز عبر خطوط تمتد أكثر من 30 كيلومتراً لتزويد نحو 60 ألف نسمة بالمياه الصالحة للاستخدام.

 

ويهدف المشروع إلى إنهاء معاناة أهالي مندلي وقزانية الممتدة لعقود، إذ تعاني المنطقتان من أزمة عطش متفاقمة خصوصاً في فصل الصيف، ما اضطر السكان إلى الاعتماد على الآبار كمصدر رئيسي لمياه الشرب وري البساتين القليلة المتبقية.
وقال النائب صلاح التميمي في تصريح تابعته «المدى»، إن «مدينتي مندلي وقزانية تعانيان منذ أكثر من نصف قرن من أزمة جفاف حاد، خصوصاً خلال فصل الصيف، ما اضطر السكان إلى الاعتماد على الآبار كمصدر رئيسي لمياه الشرب وري البساتين القليلة المتبقية».
وأضاف أن «مشروع الحدود يشكل نقلة نوعية في مسار معالجة العطش في شرق ديالى، إذ خُصص له مبلغ 27 مليار دينار من الموازنة الحكومية، لتمويل إيصال المياه الخام من قضاء بلدروز إلى محطة الجسر لمسافة تتجاوز 30 كيلومتراً، ومن ثم ربطها بالمشروع المركزي لتزويد الأهالي بالمياه الصالحة».
وأشار التميمي إلى أن «المشروع سيضمن وصول المياه لأكثر من 60 ألف نسمة، إضافة إلى عشرات القرى المحيطة، وسينهي أزمة طال أمدها لأكثر من خمسين عاماً»، مؤكداً أن «الأعمال التنفيذية ستنطلق خلال فترة وجيزة بعد استكمال الإجراءات الفنية والإدارية اللازمة».
وفي تعليقٍ على أهمية المشروع وإمكانية نجاحه، قال المختص في الشأن البيئي همام عمر في حديث لـ«المدى» إن «مشروع الحدود يمثل خطوة إيجابية طال انتظارها، لكنه لن يكون حلاً نهائياً ما لم يُعالج الخلل الهيكلي في إدارة الموارد المائية في محافظة ديالى، خصوصاً مع تراجع مناسيب الأنهار القادمة من إيران وتقلص الخزانات الجوفية».
وأوضح عمر أن «التحدي الأكبر أمام المشروع يتمثل في استدامة تدفق المياه من قضاء بلدروز، إذ إن المنطقة نفسها تعاني بين فترة وأخرى من انخفاض حاد في مناسيب المياه، مما قد يؤدي إلى تكرار الأزمة في حال غياب خطط بديلة تعتمد على الخزن الإستراتيجي أو تحلية المياه».
وأضاف أن «العوامل المناخية وتزايد معدلات التصحر وانحسار الغطاء النباتي تجعل أي مشروع مائي بحاجة إلى رؤية متكاملة تأخذ في الاعتبار إدارة الطلب على المياه وليس مجرد توفيرها مؤقتاً»، داعياً الحكومة إلى «تحديث شبكات الإرواء القديمة وتقليل الفاقد المائي الذي يتجاوز 40% في بعض مناطق ديالى».
وتُعد مدينتا مندلي وقزانية من أكثر المناطق تضرراً بالجفاف في محافظة ديالى، إذ تراجعت فيهما الزراعة بشكل شبه كامل منذ ثمانينيات القرن الماضي بسبب انقطاع مياه الأنهر الفرعية القادمة من الأراضي الإيرانية. كما شهدت المدينتان موجات نزوح متكررة خلال مواسم الصيف نتيجة ندرة المياه وتراجع النشاط الاقتصادي.
يُذكر أن الحكومات المحلية المتعاقبة في ديالى طرحت خلال السنوات الماضية عدة مشاريع لإنقاذ المناطق الحدودية من الجفاف، لكنها اصطدمت بعقبات مالية أو فنية، ما جعل السكان يعتمدون على حفر الآبار الارتوازية وتعبئة المياه من الصهاريج كمصدر شبه وحيد للحياة اليومية.
ومع انطلاق مشروع «الحدود»، يأمل الأهالي أن يطوى فصل طويل من المعاناة، فيما يرى الخبراء أن ضمان نجاح المشروع يتطلب رقابة صارمة على التنفيذ، وخطة دائمة لإدارة الموارد المائية في المناطق الشرقية من ديالى التي ظلت لعقود خارج نطاق الاهتمام الحكومي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المنافذ تحقق أكثر من 2.2 تريليون دينار إيرادات جمركية في 2025

التشكيلة الرسمية لمنتخبنا الأولمبي لمواجهة عُمان ببطولة كأس الخليج

الأمم المتحدة: 316 مليون متعاطٍ للمخدرات عالمياً

القضائية تستبعد نجم الجبوري من مقاعد نينوى الانتخابية

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

معامل المثنى احتجاجات عمالية وتحذيرات من تفاقم البطالة
محليات

معامل المثنى احتجاجات عمالية وتحذيرات من تفاقم البطالة

 المثنى / كريم ستار على أطراف محافظة المثنى تمتد معامل كانت يوماً في واجهة الإنتاج الصناعي في العراق، قبل أن تنزاح تدريجياً إلى الهامش تحت وطأة الإهمال وغياب التخطيط وتوقف التمويل وتقادم المكائن....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram