 بغداد/ اياس حسام الساموكما أن أعلن عن تأجيل جلسة النواب الأخيرة، حتى حزم اغلب النواب حقائبهم لزيارة ذويهم في عواصم الدول الإقليمية لا سيما دمشق وطهران وعمان وبيروت والقاهرة. وكان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي قد أعلن في وقت سابق تعليق جلسة البرلمان الـ44 إلى السابع والعشرين من الشهر الحالي بسبب ما وصف حينها "تضامناً مع الشعب البحريني"، إلا انه تراجع بعدها، وأكد أن سبب التعليق لإرجاع النواب إلى مناطقهم لمتابعة مطالب الشعب عن قرب.
وفي اليوم التالي اتصلت "المدى" بأحد البرلمانيين لسؤاله عن احد الملفات السياسية الساخنة، إلا انه طلب الاستعجال في الحديث كونه في المطار ويود مغادرة البلاد إلى عمان. من جانبها أكدت اللجنة المالية في البرلمان أن مخصصات السكن تشمل ذوي الدرجات الخاصة، من مدير عام فما فوق، على أن يكون هنالك طلب منهم إلى اللجنة مرفق بما يؤكد احتياجهم للمخصصات والتي من بينها عقد الإيجار.وشدد النائب عن التحالف الوطني عبد الحسين الياسري على ضرورة أن يعرف الرأي العام بأن رواتب البرلمانيين والتي يبلغ الاسمي منها 5 ملايين غير كافية لهم."إن ميزانيات لمديريات عامة هي أكثر من ميزانية مجلس النواب" يضيف الياسري في حديث لـ"المدى".على ما يقول الياسري فأن القانون يساوي بين النائب والوزير، مستدركا: "لكن هذه المساواة من الناحية الواقعية غير موجودة، لاسيما وان للوزير مخصصات وقود وسيارات مصفحة وغيرها من الامتيازات". وتتزايد انتقادات السياسيين بسبب نقل عوائلهم خارج العراق مستغلين ما يعرف بمخصصات السكن والتي تبلغ وبحسب مصادر برلمانية 3 ملايين دينار شهرياً.وتقول النائبة عالية نصيف وهي عضو القائمة العراقية البيضاء في اتصال هاتفي مع "المدى" أن الانتخابات الأخيرة أفرزت وجوهاً جديدة كثيرة تسكن مع عوائلها داخل العراق."نقل النواب لذويهم خارج العراق لسوء الأوضاع الأمنية والخدمية الذي يمر به البلاد، يولد خشية من تعرضهم للأذى"، هذا ما تشدد عليه النائبة أزهار الشيخلي.وتتابع الشيخلي في تصريحها لـ"المدى" أن هنالك مخصصات للسكن وتبلغ 3 ملايين دينار تعطى للنائب الذي يقدم طلباً إلى اللجنة المالية وفق سياقات معينة، موضحة أن نواب المحافظات هم أكثر المقدمين على هذه التخصيصات كي يوفروا لهم وعوائلهم ولحماياتهم السكن، مشددة على أن السبب وراء ذلك هو نفاد الشقق الشاغرة الموجودة داخل المنطقة الخضراء."من يحكم العراق وذووه في الخارج لا يعير أهمية للشعب ولا يمثل تطلعاته"، تقول النائبة عن التحالف الكردستاني فيان دخيل في اتصال هاتفي مع "المدى"، وتشدد دخيل على أن الصفوة السياسية الحاكمة وقيادات الكتل في الغالب ما تعمل على إخراج عوائلها خارج العراق.