TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > التشظي الانتخابي.. كتل صغيرة قد تقلب موازين تشكيل الحكومة المقبلة

التشظي الانتخابي.. كتل صغيرة قد تقلب موازين تشكيل الحكومة المقبلة

نشر في: 5 نوفمبر, 2025: 12:04 ص

بغداد / محمد العبيدي
في ظلِّ التشظي الحاصل لدى الكتل السياسية الكبرى، تبرز مخاوف من صعوبة تشكيل الحكومة المقبلة ومن تعثّر عملية اختيار الرئاسات الثلاث، إذ بات المشهد أكثر تشعّبًا وازدادت الانقسامات داخل الأحزاب الكبرى التي كانت تهيمن سابقًا على المشهد السياسي.
والأحزاب الكبيرة التي كانت تجمع أكثر من نصف المقاعد البرلمانية أصبحت الآن تواجه تحديات جمّة، مع ظهور العديد من الكتل الصغيرة التي من المتوقع أن تحصل على مقاعد أقل، لكن تأثيرها مجتمعة سيكون أكبر ممّا كان عليه في الماضي.
وشهدت الانتخابات الحالية دخول عددٍ كبيرٍ من الكتل الصغيرة المستقلة أو المحلية التي قد تحصل على 7 أو 8 مقاعد في بعض المناطق وفق المؤشّرات، ورغم أنّ هذه الكتل لا تتمتّع بالقوة الكافية، إلّا أنّ تأثيرها في تشكيل التحالفات المقبلة سيكون حاسمًا، ما يضع مزيدًا من التعقيدات أمام تشكيل الحكومة والرئاسات الثلاث، في ظلِّ تشتّت الأصوات وتزايد المنافسة بين القوى السياسية.
نتائج الترشيح الفردي
وفي هذا السياق، أكّد الباحث في الشأن السياسي علي الحبيب أنّ "التشظي الحاصل في الكتل السياسية العراقية ليس مجرّد ظاهرة مؤقتة بل هو واقع فرضه قانون الانتخابات السابق، الذي اعتمد الترشيح الفردي، ما أدّى إلى ظهور كتل صغيرة قد يكون لها تأثير أكبر من بعض الأحزاب الكبيرة".
وأضاف لـ(المدى) أنّ "هذا التشظي يؤشّر هشاشة التوافقات السابقة ويزيد من تعقيد عملية تشكيل الحكومة وتوزيع المناصب السيادية، إذ كانت في السابق الكتل الكبرى تهيمن على غالبية المقاعد البرلمانية، ممّا يسهل تشكيل الحكومة بسرعة، لكن اليوم فإنّ التنافس على المناصب السيادية أصبح أكثر تعقيدًا بسبب الانقسامات الداخلية بين هذه الكتل".
ويرى مختصّون أنّ التحديات التي يفرضها هذا التشظي تتعلّق بالأساس بعملية التوافق على الرئاسات الثلاث، إذ كان النظام السياسي في الماضي يعتمد على صفقات بين الكتل الكبرى لتوزيع المناصب السيادية، لكن في ظلِّ الواقع الحالي، أصبح من المتوقع أن تشهد عملية تشكيل الحكومة تنافسًا حادًا بين الكتل المتنوّعة والمتنافسة، ما قد يؤدّي إلى زيادة فترة التفاوض والتعطيل.
تدخّلات إقليمية
من جهته، أكّد المحلّل السياسي جمعة العطواني أنّ "التشظي الحاصل في الأحزاب وظهور العديد من القوائم المتنافسة، سواء كانت من كتل كبيرة أو صغيرة، يجعل من الصعوبة بمكان تشكيل الحكومة أو الاتفاق على رئاسات الحكومة الثلاث في الجلسة الأولى للبرلمان".
وأوضح العطواني لـ(المدى) أنّ "هذه التحديات ليست جديدة، فقد شهدنا في الانتخابات السابقة كيف تمّ تعطيل تشكيل الحكومة بسبب عدم الاتفاق على الرئاسات، وقد نشهد السيناريو نفسه في هذه الانتخابات".
وأضاف أنّه "لا يمكن إغفال تأثيرات التدخّلات الإقليمية في هذه العملية، حيث تسعى القوى الإقليمية مثل الولايات المتحدة وتركيا إلى دعم بعض الكتل المفضّلة لديها، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي الداخلي".
وخلال السنوات الماضية، تمكّنت كتل سياسية من بناء نفسها بشكلٍ ملحوظ، خاصةً في بعض المحافظات مثل واسط وكربلاء والبصرة، وهذه الكتل، التي تنتمي في أغلبها إلى قوى صغيرة، استطاعت أن تحقّق تأثيرًا رغم أنّها تملك عددًا قليلًا من المقاعد البرلمانية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram