TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > الانقسام أبرز أسباب تراجع الدور الكردستاني في بغداد

الانقسام أبرز أسباب تراجع الدور الكردستاني في بغداد

نشر في: 5 نوفمبر, 2025: 12:09 ص

 السليمانية / سوزان طاهر

في السنوات الأولى لمرحلة ما بعد 2003، وتغيير النظام، فقد لعب الكرد دورًا مهمًا في مرحلة بناء الدولة الجديدة، وكانوا دائمًا يشكلون ما بات يُعرف ببيضة القبان، والطرف الأساس في عملية تشكيل أي حكومة، وتسمية رؤساء الوزراء على مدى السنوات الماضية.
لكن، وخلال السنوات الأخيرة، فقد تراجع هذا الدور الكردي، لحقه أيضًا تراجع بنسبة التمثيل النيابي في البرلمان العراقي. ومقارنة بالدورة البرلمانية الأولى بعد عام 2003، انخفض تمثيل الكرد بنسبة 3%، ويشكلون الآن 19.1% فقط من مقاعد البرلمان العراقي.
تعزو الأطراف الكردستانية والخبراء هذا التراجع إلى التعديلات المستمرة لقانون الانتخابات، والتي يرون أنها أضرت بالكرد والمكونات الأخرى.
لكن أطرافًا أخرى تعزو السبب إلى الانقسام والصراعات داخل البيت الكردي، والتنافس السياسي، ونقل خلافات ومشاكل الإقليم الداخلية إلى العاصمة بغداد.

كتلة موحدة
وبهذا الصدد يؤكد الباحث في الشأن السياسي لقمان حسين أن السبب الرئيسي وراء ضعف الدور الكردي في بغداد، يعود إلى الخلافات الكبيرة بين الأحزاب الكردية، ونقل خلافاتهم إلى العاصمة.
ولفت خلال حديثه لـ “المدى” إلى أنه “في الأعوام الأولى التي تلت مرحلة سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، كان الكرد يذهبون بشكل موحد إلى بغداد، ويتناسون خلافاتهم الداخلية”.
وأشار إلى أن “كل الخلاف الداخلي بين الحزبين الرئيسين، كان داخل إقليم كردستان، ولكن عندما يذهبون إلى بغداد، يتحدثون بشكل عام عن مطالب الكرد، لذلك كان الجميع يحسب لهم ألف حساب، بما فيها الأحزاب الشيعية، التي تتنافس على رضا الكرد، كونهم بيضة القبان في تشكيل أي حكومة”.
وأضاف أن “التراجع الذي حصل بدأ في عام 2014، واستمر حتى العام الحالي، وبلغ ذروته في عام 2018، عندما دخل الكرد بمرشحين اثنين لمنصب رئاسة الجمهورية، هما برهم صالح عن الاتحاد الوطني الكردستاني، وفؤاد حسين عن الحزب الديمقراطي، وانقسمت الآراء البرلمانية حولهما، ما أدى إلى التشتت والانقسام الكردي، ولم يعد لهم ذلك التأثير في البرلمان، أو العملية السياسية بشكل عام”.
وفي عام 2010، عندما اشتد الخلاف بين القائمة العراقية برئاسة إياد علاوي، وائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، حول منصب رئاسة الوزراء، ومن هو الأحق به، تدخل زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، وتم حل الخلاف، وشُكّلت الحكومة وفق ما بات يُعرف باتفاق أربيل.

قانون الانتخابات
من جانب آخر، يرى عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني والنائب السابق في البرلمان العراقي محمد شاكر أن هناك جملة أسباب وراء تراجع التمثيل وضعف الدور الكردي في بغداد.
وبيّن خلال حديثه لـ “المدى” أن “السبب الأول يتمثل في قانون الانتخابات الذي ظلم الكرد، كون هناك آلافًا من الكرد ينتشرون في محافظات خارج إقليم كردستان، مثل نينوى وديالى وصلاح الدين، بالإضافة إلى كركوك، وبغداد ومحافظات الوسط والجنوب، وكان لا بد من مراعاة هذا الأمر”.
ونوّه إلى أن “السبب الآخر، هو العقلية الانتقامية ورفض فكرة التوازن والشراكة، من قبل من تولى إدارة البلاد على مدى السنوات الماضية، وبالتالي تراجعت فكرة الشراكة، وهي مشكلة تعاني منها كل المكونات، وليس الكرد فقط”. فضلًا عن الانقسام والخلافات الداخلية بين الأحزاب الكردية، وذهاب بعض الأحزاب إلى بغداد بمفردها، للدفاع عن مصالحها ومناصبها، وعدم التفكير بالمصلحة العامة للكرد، والمواطن الكردي بشكل عام. وعبّر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ومسؤول مكتب الانتخابات، جعفر إيمنكي، خلال تصريحات صحفية عن رفض حزبه لقانون الانتخابات البرلمانية العراقي الجديد، مؤكدًا أنه “قانون غير عادل” ويفتقر إلى الشرعية التوافقية، وأنه سيؤثر سلبًا على التمثيل الكردي، ولا سيما في المناطق المتنازع عليها.
وأوضح إيمنكي أن القانون تم تمريره بأصوات أقلية برلمانية بلغت 117 صوتًا فقط من أصل 329، وهو ما يجعله ـ بحسب وصفه ـ يفتقر إلى “الشرعية السياسية والتوافق الوطني” الواجب توافرها في القوانين المصيرية. كما انتقد تقليص عدد الدوائر الانتخابية من 83 دائرة إلى 18 فقط، معتبرًا أن ذلك يمثل تراجعًا عن التجربة الديمقراطية، لأنه يقلل من فرص التمثيل المتوازن ويخدم القوى الكبرى على حساب المكونات الصغيرة.

تعدد الأحزاب
من جهة أخرى، تشير الباحثة في الشأن السياسي روناك عبد الله إلى أن السبب الرئيسي وراء تراجع التمثيل الكردي وضعف دورهم في بغداد، يعود إلى ظهور الأحزاب الجديدة، والانقسام داخل الإقليم.
وذكرت خلال حديثها لـ “المدى” أنه “في السنوات الأولى بعد عام 2003، كان الكرد في بغداد ممثلين بالحزبين الرئيسين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، فضلًا عن الاتحاد الإسلامي الكردستاني”.
لكن بعد ظهور الأحزاب والحركات الجديدة، تنوّع الخطاب الكردي، وتفرّق الكرد فيما بينهم، وبدأت تظهر المشاكل والخلافات بينهم، وانتقلت خلافاتهم الداخلية في كردستان إلى بغداد، ولهذا ضعف دورهم، ولم تعد الأحزاب الشيعية تنظر إليهم على أنهم بيضة القبان.
وتابعت أنه “في السابق كان الكرد يذهبون بكتلة موحدة من 60 نائبًا على الأقل، وبالتالي أي طرف شيعي لمنصب رئاسة الوزراء يبحث عن إرضائهم، لكن في السنوات الأخيرة، كل كتلة تذهب منفردة، وهذا أثر في الوضع الكردي، وأدى إلى تراجع أهمية تأثيرهم”.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram