عندما تقرأ العنوان قد يتبادر الى الذهن العوامل الظاهرة والمؤثرة في العملية التربوية كقلة التخصصات أو الابنية المدرسية أو الكادر التعليمي فهكذا عوامل لها الأثر في ذلك لكن المشكلة التي نرصدها اليوم أوسع دائرة من جميع ذلك وخطرها أعم وأشمل , وعندما نقول أعم وأشمل يجب أن نعي خطورة هذه المقولة ونتعامل معها بحرفية ومهنية عالية وبخبرة البصير الحاذق للأمور والمتبصر والمعايش للواقع ؛ أن محافظة ذي قار التي رفدت تأريخ العراق بأنوار مضيئة من العلماء والمبدعين والعباقرة والفنانين والأطباء والمهندسين وغيرهم ,
المدينة التي أنجبت السيد راضي السيد عثمان والشيخ أسد حيدر والشيخ حسن الخويبراوي والشيخ عباس والشيخ الناصري وشاكر الغرباوي ومصطفى جمال الدين والسيد قاسم السيد هجر والثلة الطيبة من المبدعين الآخرين من الفنانين والأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات وغيرهم , والتذكير بما حصلت عليها المحافظة في السنوات السابقة من نتائج ومستويات عالية في ترتيب مدارس المحافظات وكم رفدت المؤسسات الحكومية بذلك وأغار أبناؤها على الجامعات العراقية حتى اكتظت الأقسام الداخلية بهم وراح أبناؤها من أطباء ومهندسين وأكاديميين يتربعون على عروش هذه الجامعات وأصبحوا أعلاما لامعة في سماء الوطن والعالم .أن استذكار ذلك ليس من باب التغني بالإطلال والوقوف عليها بل هو من أجل مقارنة ذلك بمستوى المحافظة القادم ومعرفة من يحمل لواء الغد لهذه المحافظة . أننا اليوم مطالبون بالاهتمام في المراحل الدراسية باعتبارنا جزءا من العملية التربوية وخصوصا مرحلة الدراسة الإعدادية التي هي مرحلة السفارة الى أبواب الجامعات. وفي الوقت الذي نتمنى على الجميع الوقوف معنا ينبغي أن نحدد مكامن الخطر ومواقعه وأسبابه وطرق الوقاية منه قبل الوقوع فيه . أخوتي الأعزاء أن مرحلة ما بعد الاشتراك في الامتحانات العامة هي المرحلة المهمة في حياة الطالب والمدرسة والأهل لأن الداخل الى هذه المرحلة يكون قد صفي وغربل ليكون على استعداد لهذه المرحلة الحرجة – الامتحانات الوزارية العامة – ان المشكلة التي نواجهها هي (مشكلة التأجيل في الامتحانات النهائية) والتي وأن أعتبرها البعض مبالغا فيها، إلا أن من يطلع على الأرقام والإعداد التي دوناها في بحثنا هذا والتي أخذنا فيها عينة من بعض المدارس في مختلف أجزاء المحافظة ولمرحلة الدراسة الإعدادية فقط .وقد وجدت خلال السنوات الأخيرة تنامي هذه الظاهرة وتوسعها حتى أصبحت جزءا من تفكير الطالب وكيانه بأن يؤجل في مادة أو مادتين مقدما أي أنه لا يعطي أي اهتمام لهذه المواد أو حصة في المراجعة بل هي مؤجلة مسبقا لا بل تعدى الأمر الى تفهم ولي الأمر لذلك وأعانته أو في بعض الأحيان والطامة الكبرى نصح بعض الأساتذة للطلبة بالتأجيل , والذي دفعني أكثر انجرار هذه الظاهرة على الامتحانات الشهرية ونصف العام الدراسي فرأيت أكثر الطلبة قد أجلوا امتحاناتهم في ماده أو مادتين بحجة عدم وجود الوقت الكافي . وهذا كله بالنسبة للمتابع للعملية التربوية يؤثر على نسب النجاح وبالتالي على ترتيب المحافظة. الحلول المقترحة -1 توجيه توصيات من قبل مديرية التربية الى المدارس كافة بضرورة تفعيل ثقافة عدم التأجيل وإبراز أثاره على الطالب وحثهم على عدم التأجيل , وخصوصا قبل اقتراب ألامتحانات 2- الرجوع إلى نظام المدارس الثانوية في شروط منح الإجازات أثناء الامتحانات والتشدد فيه .3- مفاتحة مديرية الصحة حول الموضوع من اجل التنسيق مع مديرية التربية لأنها طرف مهم في الموضوع لوضع خطط مشتركة من أجل الخروج بحلول بناءة.4- تشكيل لجنة من الأطباء المعروفين بجديتهم تقوم بأداء دورها خلال فترة الامتحانات لمعرفة الطالب المريض من المتمارض.
هل واقع تعليم ذي قار ينذر بخطر؟
نشر في: 25 مارس, 2011: 05:57 م