TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل وسط جمود نووي ومخاوف من حرب مؤجلة

تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل وسط جمود نووي ومخاوف من حرب مؤجلة

نشر في: 13 نوفمبر, 2025: 12:03 ص

 بغداد / المدى

في ظل غياب المفاوضات والرقابة الدولية على البرنامج النووي الإيراني، وتزايد الغموض حول حجم المخزون المخصب، تتعاظم المخاوف من مواجهة جديدة بين إيران وإسرائيل، بينما يرى باحث أميركي أن الحرب «حتمية» لكنها «غير وشيكة» بعد. وتزداد التوترات بين طهران وتل أبيب مع غياب أي مسار دبلوماسي فعّال، وتراجع قدرة المجتمع الدولي على مراقبة البرنامج النووي الإيراني. ويؤكد الباحث فرزين نديمي، كبير الباحثين في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن احتمال اندلاع حرب جديدة بين البلدين «كبير جداً»، لكنه يستبعد أن تكون وشيكة. ويوضح في حديث إلى صحيفة «الشرق الأوسط» أن الجانبين «سيحاولان تأجيل المواجهة عبر محاولات دبلوماسية محدودة لاحتواء التصعيد، فيما يعيدان بناء ترسانتهما الحربية بوتيرة متسارعة».

تصعيد ونفي للوساطة مع واشنطن
تواصل إيران إطلاق تهديداتها متمسكة بشروطها في أي مفاوضات مقبلة، في ظل شعور متزايد بالثقة، انعكس في تصريحات مسؤولين إيرانيين شددوا على استعدادهم للرد «بقوة أكبر» على أي هجوم إسرائيلي، نافين في الوقت نفسه أن تكون طهران قد وجهت رسائل أو أبدت استعداداً للتفاوض مع واشنطن.
ونفى علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن تكون بلاده قد طلبت رفع العقوبات عبر أي وساطة مع الإدارة الأميركية، مؤكداً أن طهران «لن تستسلم للنزعة إلى الهيمنة الأميركية ولو كلّفها ذلك مواجهة جديدة». وقال إن «رواية الأميركيين عن ضعف إيران سخيفة»، مضيفاً أن بلاده «اختارت طريق المقاومة رغم الصعوبات الاقتصادية».
ويرى نديمي أن هذا الخطاب المتشدد يعكس «ثقة متزايدة لدى النظام»، إذ يرى قادته أن أداءهم خلال حرب الاثني عشر يوماً الأخيرة ضد إسرائيل كان «ناجحاً»، ما أكسبهم زخماً داخلياً، مشيراً إلى أن إيران «تعتقد أنها قادرة على تقديم أداء أفضل في أي مواجهة مقبلة بعدما أعادت تشغيل خطوط إنتاج الصواريخ والمسيّرات على مدار الساعة».

جمود نووي وغياب الرقابة الدولية
دخلت المنطقة مرحلة «جمود خطير» بعد انتهاء مفاعيل الاتفاق النووي لعام 2015 وعودة العقوبات الأميركية الصارمة، في ظل رفض إيران السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول مواقع يشتبه بأنها مخصصة لتخصيب اليورانيوم، ومنها موقع جبل «بيك آكس». ووفق تقديرات مدير الوكالة رافاييل غروسي، فإن إيران ما زالت تمتلك نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي كمية تقترب من مستوى الاستخدام العسكري، ما يثير قلق إسرائيل من اقتراب طهران من «الخط الأحمر».
ويرى محللون أن استمرار الغموض حول قدرات إيران النووية «قد يدفع إسرائيل إلى التحرك لإكمال المهمة التي تراها غير منجزة»، في حين تؤكد إيران استعدادها للردع، معتبرة أن أي هجوم جديد سيكون فرصة لاستعادة التوازن وكسر صورة الضعف التي خلفتها الحرب السابقة.

تبدل في موازين القوى الإقليمية
منذ انتهاء المواجهة العسكرية القصيرة بين إيران وإسرائيل في الصيف الماضي، تبدلت موازين القوة الإقليمية بشكل واضح. فإيران تبدو اليوم أكثر عزلة من أي وقت منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، بينما عززت دول عربية عدة نفوذها في واشنطن من خلال علاقات اقتصادية واستراتيجية وثيقة مع إدارة الرئيس ترمب، التي تواصل دعم إسرائيل سياسياً وعسكرياً.
ومع ذلك، تسعى هذه الدول إلى الحفاظ على قنوات تواصل مفتوحة مع طهران لتجنب اندلاع حرب شاملة في المنطقة. فهي لا ترغب في حرب جديدة لكنها تدرك أن إيران، رغم ضعفها النسبي، لا تزال قادرة على نشر الفوضى عبر أذرعها في المنطقة، بل إن هذا الضعف، كما يرى نديمي، «قد يجعلها أكثر خطورة لأنها قد تلجأ إلى خيارات متهورة لاستعادة هيبتها الإقليمية».

لا بديل عن القوة
من الجانب الإسرائيلي، لا تُخفي الحكومة نيتها استئناف العمليات العسكرية ضد إيران «في اللحظة التي تقترب فيها من إنتاج سلاح نووي». وتعتقد تل أبيب أن احتواء البرنامج النووي الإيراني «لن يتحقق عبر المفاوضات بل من خلال الضربات الوقائية»، في وقت تمارس فيه دول عربية ضغوطاً متزايدة على واشنطن للحد من أي تصعيد إسرائيلي غير محسوب. لكن فرص العودة إلى طاولة المفاوضات تبدو شبه معدومة، خاصة بعد أن أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي أن «الطبيعة المتغطرسة لأميركا لا تقبل سوى الاستسلام»، في إشارة إلى رفض أي مفاوضات بشروط واشنطن.
تتفق أغلب التقديرات على أن المواجهة المقبلة بين إيران وإسرائيل، إن وقعت، ستكون أكثر اتساعاً ودموية من سابقاتها، مع استعداد طهران لاستخدام ترسانتها الصاروخية والمسيّرات على نطاق غير مسبوق، واستمرار إسرائيل في توجيه ضربات نوعية لمواقع يُعتقد أنها تضم منشآت تخصيب سرية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

إيران تُبطئ خطواتها تجاه سوريا الجديدة.. مراقبة دقيقة وخطة ثلاثية

كييف: مفاوضات وقف الحرب مع روسيا ليست سهلة!

واشنطن تعيد رسم نفوذها الاقتصادي في أمريكا اللاتينية

بابا الفاتيكان يزور لبنان وسط توترات أمنية بين حزب الله وإسرائيل

الأمم المتحدة تدعو لمحاربة الاتجار بالبشر وتجنيد الأطفال في السودان

مقالات ذات صلة

كيف يُغذّي الحكم العسكري الباكستاني نضال بلوشستان من أجل الحرية ؟

كيف يُغذّي الحكم العسكري الباكستاني نضال بلوشستان من أجل الحرية ؟

ترجمة عدنان علي بلوشستان أرضٌ خاضعةٌ لسيطرة باكستان وجيشها، وهي مكانٌ شكّلت فيه العسكرة الحياة اليومية لأجيال، وأصبحت انتهاكات حقوق الإنسان سمةً مُميّزةً لوجود الدولة. تصف المجتمعات في جميع أنحاء الإقليم واقعًا يتسم بالاختفاء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram