علي حسين
كل أربع سنوات يجلس المواطن العراقي امام الفضائيات ليتفرج على نتيجة السباق إلى قبة البرلمان العراقي . الكل يريد ان يعرف من تقدم على مَن ، ولمن ذهبت اصوات العراقيين ، ومن سيتربع على عرش السلطة التننفيذية والتشريعية ؟ .
وفي ديمقراطية مثل ديمقراطيتنا يكون المنصب فيها هو الغاية والوسيلة، أرى ويرى معي الكثير من العراقيين أن الانتخابات هي أسوأ السبل في بلاد الرافدين للنهوض بهذه البلاد . هل انا ضد الديمقراطية ؟ لا ياسادة ، فلا يمكن لعاقل ان يسخر من الحرية والتغيير ، ولكننا في هذه البلاد عشنا مع اشخاص فشلوا في أن يؤسسوا لدولة مدنية ، يكون شعارها الوطن للجميع، ولهذا فاعتقد ان المواطن لا يمكن له ان يعيش طوال عمره في دور المخدوع، الذي أدمن على خطب وشعارات منتهية الصلاحية .
" 22 " عاماً لم نسمع خلالها سوى بيانات ومؤتمرات تندد بالطائفية وتشتم الطائفيين، وكلما أمعنوا في الكلام عن دولة العدالة الاجتماعية والمساواة التي سيعيشها الناس على أيديهم، كانت المصائب والمآسي تصب على رؤوس العراقيين، لنصحو جميعاً على دولة يعيث فيها السياسي باسم الديمقراطية .
ربما يسخر البعض مني ويقول: لماذا فشلت القوى المدنية ؟ ، وخرجت من السباق ؟ الفت نظرهم إلى أن في بلاد الرافدين توحد المال السياسي من اجل رسم ملامح الاربع سنوات القادمة ، وهذا المال السياسي ومعه قانون الانتخابات وضعف الاحزاب المدنية ، كانوا السبب الرئيسي وراء الخسارة التي منيت بها القوى المدنية ، التي وافقت للاسف ان تدخل لعبة الانتخابات وهي تعرف جيدا ان اقانون الانتخابات فصل لمصلحة حيتان السياسة ، ومع هذا تورطت في لعبة كان الافضل لها ان ترفضها منذ البداية .
ولهذا سأظلّ أكرّر القول ، ، بأنّ دور النخب الثقافية والاجتماعية والمدنية ، ،هو في إصرارها على فضح كلّ مَن تسبّب في تحويل العراق البلاد إلى " خربة " كبيرة ، وليس في مشاركتها بانتخابات معروفة نتائجها مسبقاً وأيضا سأظلّ أكرّر في هذه الزاوية الحديث عن ضرورة ان تغير القوى المدنية واحزابها من خطابها الايديولوجي الجامد .، وان تعلن موقفا واضحاً من العملية السياسية ، وان لا تتمسك بحبال الأمل الزائف .
تمنّى أفلاطون على مواطنيه ألّا يتخلوا أبداً عن منطق العقل ، لكنه ما لبث أن أقرّ أنهم يخضعون لعواطفهم تحركم يميناً ويساراً ، مرة هتاف لأحزاب دينية ، ومرة بالآمال المدنية ، البعض سيقول حتماً يارجل ما علاقة أفلاطون بما يجري في بلاد النهرين ، فنحن مَن علّمنا أنّ بناء الدول لايحتاج الى مثابرة وكفاءة وأمانة وإحساس وطني . فقط جمل من عيّنة " معجون المحبّة " تجعل منك رئيساً للوزراء .









