TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > واشنطن تصف الأزمة الإنسانية في السودان بأنها الأكبر في العالم

واشنطن تصف الأزمة الإنسانية في السودان بأنها الأكبر في العالم

نشر في: 18 نوفمبر, 2025: 12:02 ص

 ترجمة المدى

وصف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أفريقيا، مسعد بولس، الأزمة الإنسانية في السودان جراء الحرب الأهلية بأنها “أكبر أزمة إنسانية في العالم”.
وقال بولس في لقاء مع وكالة فرانس برس: “إن الصراع في السودان، وخاصة الجانب الإنساني منه، هو أكبر أزمة إنسانية في العالم في الوقت الحاضر، وأكبر كارثة إنسانية في العالم”. وأضاف قائلاً: “خصوصاً ما حدث في الفاشر خلال الأسبوعين أو الثلاثة الأخيرة. لقد شاهدنا جميعاً تلك المقاطع، واطلعنا على تلك التقارير. إن هذه الفظائع غير مقبولة إطلاقاً. يجب أن يتوقف هذا سريعاً جداً”.
ومنذ اندلاعها في أبريل 2023، تسببت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مقتل عشرات الآلاف وتشريد ما يقرب من 12 مليون شخص.
وفي نهاية أكتوبر، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، منهيةً حصاراً دام 18 شهراً على هذا المركز الاستراتيجي في إقليم دارفور غرب السودان، وهو حصار اتسم بتقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف جنسي.
وقد دعت واشنطن طرفي الصراع إلى استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار في السودان، لكن الحكومة المتحالفة مع الجيش أشارت، بعد اجتماع داخلي بشأن مقترح أميركي لوقف إطلاق النار، إلى أنها ستواصل الحرب.
وفي حين أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على الهدنة الإنسانية التي عرضها الوسطاء، فإنها واصلت هجومها العسكري.
وقال بولس إن الولايات المتحدة وشركاءها في الوساطة يدعون الطرفين إلى الموافقة على “هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر”، مشيراً إلى أنه مقترح تتم مناقشته والتفاوض حوله. مؤكداً بالقول: “نحن نحثهم على قبول هذا المقترح وتنفيذه فوراً، دون أي تأخير”.

دعوات سابقة لوقف إطلاق النار
في سبتمبر، دعت الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر بشكل مشترك إلى هدنة إنسانية يعقبها وقف دائم لإطلاق النار وانتقال نحو حكم مدني، مع التأكيد على أنه لا ينبغي لأي من الأطراف المتحاربة أن يكون جزءاً من هذا الانتقال.
وقال بولس إن الولايات المتحدة تأمل، مع شركائها، في “تحقيق اختراق ما خلال الأسابيع المقبلة” بشأن الخطة الأكبر، بما في ذلك الانتقال إلى حكومة مدنية. مشيراً إلى أن الأولوية القصوى تبقى الآن “في الجانب الإنساني والهدنة الإنسانية”.
وأشار بولس إلى أنه “تم طرح نص قوي للهدنة على أمل أن يلتزم به الطرفان سريعاً، من دون أي مناورة سياسية أو عسكرية تكلّف مزيداً من الأرواح”.
وشدد على أنه يجب على جميع الأطراف احترام التزاماتها ووقف الأعمال العدائية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ومن دون عوائق. وأردف: “فليس فقط أن الهدنة ستنقذ الأرواح، بل ينبغي أن تمثل أيضاً خطوة أساسية نحو حوار مستدام وسلام دائم”.
ولم يوضح بولس تفاصيل الهدنة التي تحدث عنها وآلية تنفيذها، غير أن قوات الدعم السريع أعلنت مساء الخميس الماضي موافقتها على “الانضمام إلى الهدنة الإنسانية” التي اقترحتها دول “الرباعية” التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات.
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن بولس أن “الرباعية” بحثت بواشنطن التوصل إلى “هدنة إنسانية عاجلة ووقف دائم لإطلاق النار” بالسودان، وشكّلت لجنة مشتركة للتنسيق بشأن الأولويات العاجلة.
وحينها قال بولس، في إفادة رسمية، إن الأعضاء المجتمعين (الرباعية) أكدوا التزامهم بالبيان الوزاري الصادر في 12 سبتمبر/أيلول الماضي.
والبيان الوزاري الذي أشار إليه بولس دعت خلاله الرباعية الدولية إلى هدنة إنسانية أولية لثلاثة أشهر في السودان، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى جميع المناطق تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار.
يلي ذلك إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة تُستكمل خلال تسعة أشهر، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مدنية مستقلة تحظى بقاعدة واسعة من الشرعية والمساءلة.
ويُعرف بولس في الأوساط الدبلوماسية بلقب “فورست غامب الدبلوماسية”، وهو أسلوب دبلوماسي غير تقليدي، فهو يظهر في كل زاوية من القارة حاملاً طموحاً لصنع السلام، لكن النتائج لا تزال بعيدة المنال، وفق تقرير نشره موقع “أفريكا ريبورت” المعني بالشؤون الأفريقية.
والثلاثاء، شدد وزير الخارجية السوداني محيي الدين سالم على أن حكومة بلاده “ستواصل مساعيها الجادة لإخراج الميليشيا (الدعم السريع) والمرتزقة من البلاد”، موضحاً أن “ما يجري غزو مباشر من أعمال قتل وسحل ونهب”.
ولفت سالم إلى أن “الرباعية لم تصدر بقرار من مجلس الأمن أو أي منظمة دولية، وبالتالي لا تتعامل معها الحكومة السودانية بصفة رسمية”.
وأضاف: “نتعامل مع أشقائنا في مصر وفي السعودية، ومع الأصدقاء في الولايات المتحدة بصفات ثنائية، ونجد كل التفاهم، وننسق معهم كما حصل في تنسيقنا اليوم مع مصر والأمم المتحدة”.
وفي 26 أكتوبر الماضي، استولت “قوات الدعم السريع” على مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر “قوات الدعم السريع” حالياً على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها العاصمة الخرطوم.

السودان، عقدة أخرى في طريق الوساطة
يشير دبلوماسيون إلى أن محاولات بولس لكسر الجمود بين الأطراف المتنازعة لم تحقق اختراقاً يُذكر، وسط تصاعد القتال وتدهور الوضع الإنساني. ويشير دبلوماسي أفريقي سابق – بحسب ما جاء في تحقيق موقع “أفريكا ريبورت” – إلى أن “بولس يتحرك بسرعة، لكنه يفتقر إلى العمق السياسي المحلي، السلام لا يُصنع بالصور واللقاءات فقط”.
ورغم هذه التحديات فإن بولس يواصل جولاته مستنداً إلى دعم مباشر من الرئيس ترامب الذي يحب التفاخر بإنجازاته في صنع السلام، حتى قبل تحققها.
لكن غياب التنسيق مع وزارة الخارجية الأميركية وتجاهله المؤسسات التقليدية يضعفان فرص نجاحه ويثيران حفيظة الدبلوماسيين المحترفين.
عن صحف ووكالات عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

إيران تُبطئ خطواتها تجاه سوريا الجديدة.. مراقبة دقيقة وخطة ثلاثية

كييف: مفاوضات وقف الحرب مع روسيا ليست سهلة!

واشنطن تعيد رسم نفوذها الاقتصادي في أمريكا اللاتينية

بابا الفاتيكان يزور لبنان وسط توترات أمنية بين حزب الله وإسرائيل

الأمم المتحدة تدعو لمحاربة الاتجار بالبشر وتجنيد الأطفال في السودان

مقالات ذات صلة

كيف يُغذّي الحكم العسكري الباكستاني نضال بلوشستان من أجل الحرية ؟

كيف يُغذّي الحكم العسكري الباكستاني نضال بلوشستان من أجل الحرية ؟

ترجمة عدنان علي بلوشستان أرضٌ خاضعةٌ لسيطرة باكستان وجيشها، وهي مكانٌ شكّلت فيه العسكرة الحياة اليومية لأجيال، وأصبحت انتهاكات حقوق الإنسان سمةً مُميّزةً لوجود الدولة. تصف المجتمعات في جميع أنحاء الإقليم واقعًا يتسم بالاختفاء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram