رياض النعمانيالصوت الذي أيقظ بهديره المُعجز صورة الإنسان الذي جعل الخارق أليفاً يتلألأ على راحة اليد ، ويضيء تفاحة القلب على كل غصن ، وفجر يهيئ بأرتعاشاته البيضاء ندى الصباحات القادمة ، والتي تطلع من سماء هذا الوطن .تهاليل .. وأهلة ، وحنّاء ، وخواتم .. ، وأرواح جميلة إلهية ، لاهبة ... فريدة ملهمة ، تبدع في الهواء بيارقاً تخفق ، وتملأ الأبعاد بحلم وأغان تدلُّ الزمان الجديد على جوهره ،
ومغزاه يا لهذه المعجزة الفذة التي أعطت للحجر قوة العاصفة وبهاء الأبد وجعلت لهم أجنحة يشتاق الغد الى عذوبة رفيفها ، وما تتركه من ظلال على أرض صارت مرايا نرى فيها سرّ أرواحنا وما نحلم به من لغة نكتب بها نص العالم الجمالي الحديث .أغان وأغان وشمس زمان آت بدّلت الإيقاع ، والنكهة والرائحة ، وجعلت التراب يرقّص ويرفع عتبات البيوت البعيدة الى فضاءات لا نصلها إلا بالتدريب المستمر على قراءة الجميل والعميق ، والعذب .في هذا الميدان يمكننا أن نشاهد كيف تُخلقُ وتُبتكر الحقائق الجديدة .. إنه المغيّر والمحدّث والمبدع ، والمزلزل ، .. المبشر والمضيء والمُهدي إنه تاريخ وجغرافيا الروح الحية الوثّابة التي صارت معنى لمبنى العالم .هذا الميدان ... ميدان التحرير ، سلطة الروح التي تجاوزت مصريتها الى لحظة وحّدت روح جميع البشر . هنا العبور الحي الى الأبدي وغير المنتهي .. فمحيط هذا الميدان الرباني دائرة تدور فيها دوائر الماهيات والعلوم ، والأسرار والسحر والكلام ، وحضرة الوراء والما وراء والتي تشكل جوهر العالم .هذا الميدان هو لفظة الحق ، وهو من يحيا وراء الحجب والحدود .. إنه نوع من الغيب الذي يمنح حياتنا بعداً ومعنى لا ينتهيان .طوبى لهذا اللانهائي الذي حررنا وجعلنا سادة أرواحنا وزمننا ، قادرين ـ ولأول مرة ـ على العودة بأنفسنا الى ينابيعها الأولى ومحبتها البهية وأخوتها البكر مع جميع البشر .. أينما كانوا ، وكيفما كانوا .كلام هذا الميدان الرباني اللاهب هو الكلام الذي نؤمن به .. فهو وبقدرته الخالدة على صياغة المفهومات والحقائق صار هو من يأمر رئيس الوزراء على المجيء إلى ميدان الناس لأداء القسم لأنهم هم سادته ، وهم من رفعه الى مكانة المسؤول ، هم صوت التاريخ القادم وضوؤه ووعده وبشارته.هنا وهنا وهنا يمكننا أن نعثر على يسوع وهو يدور بين الفقراء الذين همّشهم الحاكم اللص طويلا يؤجج فيهم روح الثورة والمستقبل ، ويحرض فيهم بهاء الحلم والحرية ، ويقاتل معهم ... حدّقوا جيداً في برد ليل ميدان التحرير ستجدون المخلّص . سلام عليك أيها الميدان الجميلسلام على كل ذرة تراب فيك على كل حجر في أرضك على كل روح ظلّت تداوم على حمايتك وحراسة الحلم الذي ينتظرك سلام على الناس الذين فيك .. على قاماتهم المديدة التي تحدّت وشهرت مرارتها العالية بوجه النار والبرد وقوة السلطة الغاشمة ، وواجهت بضوء اللوتس وحشية أجهزة لم تتدرب ، ولم تختبر إلا قدرتها غير المحدودة على صياغة القبح وتعميمه والأيمان بإمكانياته الجهنمية على تدمير روح الفرد والطبيعة والحياة .سلام على الحياة التي تفتحت فيك أيها الميدان سلام على الأمل سلام على رغيف الناس ، وحزنهم وأغانيهم سلام عليك يا حريتنا وكرامتنا وهيبتنا وعزيمتنا ، ومجدنا سلام عليك يا ثالث الحرمات سلام عليك ِ أيها البداية التي لا تنتهي ، سلم عليك وعليك وعلييييييييييييييييييييييييييييييك
هذا الميدان
نشر في: 26 مارس, 2011: 06:31 م