واسط / جبار بچاي
بعد إعلان النتائج الرسمية الكاملة للانتخابات البرلمانية من قبل المفوضية العليا للانتخابات، أظهرت نتائج محافظة واسط فوز مرشح كوتا الكُرد الفيلية في المحافظة، حيدر علي الهموندي، من بين تسعة مرشحين تنافسوا لشغل المقعد، بحصوله على 17188 صوتاً، وبفارق أكثر من تسعة آلاف صوت عن أقرب منافسيه حمزة الزركاني، المرشح ضمن قائمة «واسط أجمل بالخدمات».
وبحسب نتائج الفرز، فإن الهموندي حصل على أعلى الأصوات من خلال التصويت الخاص، الذي شاركت فيه قوات البيشمركة ومنحته أصواتها وفق ما يمكن أن يكون توجيهاً مركزياً من قيادتها بالتصويت للمرشح حيدر الهموندي، المنضوي في الحزب الديمقراطي الكُردستاني ومسؤول مكتبه في محافظة واسط، الذي سبق أن رشّح لمرات عدة في الانتخابات المحلية والبرلمانية على المقعد نفسه لكنه لم يحقق الفوز سابقاً.
وذكر مصدر من الكُرد الفيلية في محافظة واسط أن «التصويت في هذه الانتخابات للمرشح حيدر علي تم وفق توجيهات مركزية، بحيث أُعطي هذا التوجّه لقوات البيشمركة والفوج الرئاسي بالتصويت له دون غيره، وهذا ما حصل فعلاً».
وأضاف المصدر أن «أوساط الكُرد الفيلية في واسط شهدت خلال يوم الانتخابات تداولاً لمعلومة مفادها أن السيد مسعود بارزاني نفسه صوّت لمرشح كوتا الكُرد الفيلية في المحافظة، حيدر علي، ما شجّع الكثير من الناخبين في الإقليم عموماً وضمن قوات البيشمركة على التصويت له، وكانت تلك الأصوات بمثابة قصفٍ عنيف أخرج المنافسين من الساحة وجعل مرشحهم يتفوق في الانتخابات». وأكد أن «ما جرى جزء من اللعبة الانتخابية التي تتبنى فيها كل كتلة قواعد تتيح لها التصويت لمرشحين محددين».
من جانبه، يقول السيد سلام حسين الزركوشي، الشخصية الكُردية البارزة في محافظة واسط، إن «جميع المرشحين على مقعد الكوتا في المحافظة هم من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الواسطي وبين إخوتهم الكُرد على وجه الخصوص».
وأضاف: «قد يكون هناك توجيه مركزي بدعم المرشح حيدر علي أبو تارة من خلال التصويت له، بعد أن أتاح القانون التصويت لمرشحي الكوتا في كل المحافظات، حيث حصل على أعلى الأصوات ليكون نائباً في البرلمان الجديد، ونأمل أن ينجح في تمثيل المكوّن خير تمثيل ويتابع جميع قضاياهم العالقة، سواء كانت عامة أو خاصة».
وذكر الصحفي الرياضي الفيلي حميد مجيد عيدي أن «الدستور والقانون منحا حق التمثيل للكورد الفيلية في المحافظة عبر مقعد في مجلس المحافظة وآخر في البرلمان، وفي الدورات السابقة فاز عدد من الإخوة على الصعيدين وقدّموا ما عليهم ضمن حدود القانون والصلاحيات».
وأوضح: «المؤسف أن هذا المقعد أصبح لقمة سائغة بين الكتل الكبيرة، ولا سيما في هذه الدورة الانتخابية، حيث رشّحت له أكثر من شخصية فيلية واسطية تمتاز بالكفاءة والنزاهة والإخلاص، لكنهم خاضوا الانتخابات ضمن قوائم كبيرة مثل دولة القانون والإعمار والتنمية وواسط أجمل وصادقون، ولم ينجح أيّ منهم في الفوز».
وتابع أن «النائب حيدر أبو تارة سيكون خير ممثّل لنا، وثقتنا به كبيرة بأنه سيكون للجميع ولا يميل إلى كفة دون أخرى، فهُموم الفيلية ومعاناتهم والظلم الذي تعرضوا له إبان النظام السابق واضحة ومعروفة للجميع، ولا بد من رفع آثار الحيف والظلم الذي لحق بهم».
ومن أصل تسعة ممثلين للمكونات في البرلمان العراقي، فاز خمسة منهم بمقاعد برلمانية بدعم من الحزب الديمقراطي الكُردستاني، بينهم مرشح كوتا الكُرد الفيلية في محافظة واسط، حيدر علي الهموندي، الذي فاز من بين تسعة مرشحين تنافسوا على المقعد ذاته بحصوله على 17188 صوتاً، بفارق 9693 صوتاً عن أقرب منافسيه حمزة الزركاني، مدير بلدية الكوت والمرشح ضمن قائمة «واسط أجمل بالخدمات»، والمدعوم بقوة من محافظ واسط السابق محمد جميل المياحي، إضافة إلى الشيخ العام لعشائر الزركان في المحافظة نمر مهدي المناحي.
ومن أبرز المرشحين لهذا المقعد، السياسي العراقي ونائب أحمد الجلبي في المؤتمر الوطني العراقي سابقاً، آراس حبيب، الذي أثارت لقاءاته الأخيرة في القنوات التلفزيونية جدلاً في الشارع العراقي، وحصل على 3500 صوت، وسبق له أن رشّح على المقعد ذاته في انتخابات مجالس المحافظات بالدورة الأخيرة ولم يحقق الأصوات التي تؤهله لشغله.
كما برز among المرشحين حيدر هشام علي الفيلي، عضو مجلس محافظة واسط للدورة السابقة، الذي رشّح ضمن ائتلاف الإعمار والتنمية وحصل على 1757 صوتاً، وكذلك مناضل جاسم حسن العلاف، المرشح المستقل المدعوم في الظل من قائمة «واسط أجمل»، التي رشّح ضمنها في انتخابات مجلس المحافظة الحالية ولم يفز، وحصل في هذه الانتخابات على 2255 صوتاً، إضافة إلى الدكتور محمد كوران، المدعوم من كتلة «إشراقة كانون»، وحصل على 4065 صوتاً، وغيرهم من المرشحين المستقلين.
يُذكر أن مقعد كوتا الكُرد الفيلية في المحافظة خلال الدورة البرلمانية الماضية كان من نصيب مرشح ائتلاف دولة القانون حسين علي مردان، الذي حصل حينها على أكثر من عشرين ألف صوت نتيجة دعمه من جماهير دولة القانون، فيما لم يحصل في الانتخابات الأخيرة على ربع الأصوات السابقة وخسر مقعده.