TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > ما بعد ماركس.. ما بعد الماركسية..وجهتا نظر عربيتان

ما بعد ماركس.. ما بعد الماركسية..وجهتا نظر عربيتان

نشر في: 26 مارس, 2011: 06:39 م

سعد محمد رحيمفي كتابه ( ماركسية ماركس؛ هل نجددها أم نبددها؟) يتساءل رفعت السعيد بدءاً عن "ماركسية ماركس، ماذا تعني؟ وهل تعني أن هناك ماركسية مغايرة؟". ثم يعود ليؤكد وجود ماركسيات عدة. ولأن الماركسية علم فإنها دائمة وحتمية التغير، ومع كل اكتشاف جديد لابد من أن تتغير كما قال فردريك أنجلس. وقوانين الماركسية المستخلصة من كتابات مؤسسيه تتعلق بحسب السعيد "بما هو ذاتي... ومرحلي... وآني... وإقليمي".
 لذا فإن العلم الماركسي "يقدّم لنا أدوات عامة جداً (عامة بالنسبة للزمان والمكان) لفهم الحياة والمجتمعات والسعي لتغييرها". من هنا ينكر السعيد أن يكون هذا العلم، وهو يحتك بالواقع المتبدل زماناً ومكاناً، أزلياً ثابتاً, وتتأتى حتمية تغاير العلم الماركسي من انتسابه للعلوم الاجتماعية. فتتغاير التطبيقات مكاناً وزماناً. وقد نقلت الماركسية الفكر المادي وقوانينه العامة من مجال العلوم والفلسفة إلى مجال المجتمع وآليات وقوانين تطوره، فكانت المادية التاريخية خلاصة إجابة الماركسية "بأسلوب مادي وجدلي على دوافع وبواعث وممكنات ومستقبل التطورات والصراعات المجتمعية".أما التاريخ فيصنعه الناس وليس الأفراد. ولكن كيف؟ يجيب السعيد من منظور منهجه المادي التاريخي بأن "الناس يصنعون حياتهم ومجتمعاتهم عبر إنتاجهم متطلبات حياتهم، وعبر علاقاتهم الإنتاجية. وبهذا فإن عملية إنتاج متطلبات حياة الإنسان (كمجتمع) وشكل هذا الإنتاج، وأدواته، وطبيعة ملكية هذه الأدوات، والعلاقات الناشئة في إطار عملية الإنتاج هذه تقدّم لنا تشكيلة اقتصادية اجتماعية محددة". لكن من الخطأ إقحام المادة التاريخية بقوانينها العامة في تفصيلات حياتنا المجتمعية كافة.. هذا ما يؤكده السعيد. فالمادية التاريخية في نظره "علم فلسفي يدرس المجتمع ونشأته وتطوره، وقوى الإنتاج وأدوات الإنتاج ونوع ملكيتها، والتناقضات الناشئة عن شكل الملكية هذا. والمسار الذي تتخذه هذه التناقضات. لكنه يدرسها بشكل عام جداً، أي بشكل فلسفي".ما يقصده السعيد بالعام والفلسفي هو أن "العلم الماركسي غير تفصيلي... وغير ملزم حتماً في كل حالة من حالات وجود هذه التشكيلة". ولذا فإن تصور ماركس عن مسار التطور الاجتماعي لأوروبا القرنين ( 18 ـ 19 ) لا يكون صالحاً بالضرورة للتطبيق في المجتمعات الأخرى.يلاحظ رفعت السعيد أن المادية التاريخية علم مركب، معقد، لا ينبغي تبسيطه، وانبثق نتيجة ملاحظة دقيقة لظواهر المجتمع وتحولاته. وهذه الملاحظة، على عكس ما يحصل في نطاق العلوم الطبيعية لا تستطيع الإمساك بيسر بالانتظام التكراري لتلكم الظواهر من أجل صياغة قانون نهائي، قار، كلي الصحة، منها. فالمجتمعات لا تتشابه في سياق تطورها التاريخي. ولكل مجتمع في أية مرحلة تاريخية قوانين تطوره الخاصة التي يجب استنباطها من خلال ما يسميه (السعيد) بـ (النسق التكراري) الذي يجب رصده. والمادية التاريخية التي هي ركن أساسي في الفكر الماركسي لا يجوز الاستغناء عنه إلا بطلاق هذا الفكر. لكنها برأي السعيد "ليست هي (فلسفة التاريخ) أي أنها ليست أعمالاً عقلية في إطار علم التاريخ يحدد أساليب فهم الأدوات التاريخية وطرق استخدامها". فما هي إذن؟ يقول؛ "إنها علم مختلف ومستقل يستهدف دراسة وتحديد مفهوم علمي للتطور التاريخي للمجتمعات وبواعث ومسارات هذا التطور. ويبرز هذا الاختلاف جلياً في الفارق الواضح بين الدراسات التجريبية المجتمعية وبين الرؤية المبنية على أساس فهم علمي مسبق مستند إلى قانون عام".وفي معرض إعادة قراءته للأطروحات الماركسية ينبه السعيد إلى أن المقولة الحاسمة في الماركسية والتي مؤداها أن (الاقتصاد هو محرك التاريخ) قد قادت إلى تجاهل كثر من الماركسيين لتأثير عوامل أخرى أدت أدوارها في تغيير مجرى التاريخ مثل (الدين والعادات والتقاليد والموروث والتكوينات الاجتماعية والطائفية والعرقية.. الخ ). وبهذا يكون لكل مجتمع في إطاره التاريخي مجموعة عناصر فاعلة تحرّك التاريخ تختلف عنها في المجتمعات الأخرى، وخلال المراحل التاريخية المتعاقبة. يتحفظ السعيد على المقولة الماركسية؛ (حتمية انتصار الاشتراكية) التي يجدها، أيضاً عامة، "تستند إلى فهم فلسفي عام يشير إلى السلم الحلزوني المتصاعد عبر التشكيلة الخماسية، فكما تحوّلت الشيوعية البدائية إلى عبودية و...... و...... فالرأسمالية تتحوّل حتماً إلى اشتراكية".. يعقّب السعيد على هذه الأطروحة المتواترة في الأدبيات الماركسية التقليدية بالقول؛ "حتماً، نعم. ولكن بشكل عام وفلسفي، وليس حتماً في كل آن، وفي كل مكان، وليس حتماً، أن تكون هذه المسيرة مطردة".من ثم يعرّج إلى مقولة ثالثة هي (اطراد صعود التركيبة الاجتماعية إلى أعلى". وهذه المقولة التي هي صحيحة بشكل عام منحت طمأنينة زائفة للماركسيين. فطالما أن المجتمع الإقطاعي لم يكن ليتراجع إلى المجتمع العبودي والرأسمالية ما كانت لها أن تتقهقر إلى النظام الإقطاعي فإذن لن تتراجع الاشتراكية نحو الرأسمالية. وفي قلب هذه القناعة كان يكمن مأزق التجربة الاشتراكية التي تراكمت أخطاؤها وقادت بطريقة دراماتيكية إلى انهيار التجربة في النهاية والعودة ثانية إلى الرأسمالية.ولكن لماذا حصل هذا وكيف؟ يجيب السعيد؛ " لأنن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram