ترجمة / المدى
ذكرت تقارير أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل سرًا مع روسيا على صياغة خطة جديدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مستوحاة من خطة ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، تتضمن عدة محاور رئيسية. وفي الوقت نفسه، قام مسؤولان عسكريان أميركيان رفيعا المستوى بزيارة غير معلنة إلى كييف لإجراء محادثات تهدف إلى إحياء جهود السلام المتعثرة مع روسيا، في وقت وصل فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أنقرة الأربعاء للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإحياء مفاوضات السلام مع روسيا برعاية أميركية ولكن بغياب ممثلين روس حسب قرار الكرملين.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف وضعت عدة مقترحات لاستئناف المحادثات مع روسيا، وترغب في عرضها على الشركاء.
ووصل زيلينسكي الأربعاء إلى أنقرة برفقة سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا رستم أوميروف، الذي زار الأسبوع الماضي تركيا لإجراء المفاوضات، وبعد ذلك توجه إلى الولايات المتحدة.
وقال زيلينسكي على منصة إكس: “نستعد لإعادة تنشيط المفاوضات، وقد طورنا حلولًا سنعرضها على شركائنا.”
وأضاف: “القيام بكل ما هو ممكن لتقريب نهاية الحرب هو الأولوية القصوى لأوكرانيا”، من دون أن يوضح ما إذا كان ذلك يشمل محادثات مباشرة مع روسيا.
ومن المرجح أن يعرض زيلينسكي هذه المقترحات على نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ومبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص ستيف ويتكوف، المتوقع وصوله أيضًا إلى أنقرة يوم الأربعاء.
وردّ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على تصريحات زيلينسكي قائلًا إن روسيا لن ترسل وفدًا إلى إسطنبول، مضيفًا أنه إذا كان ويتكوف أو المسؤولون الأتراك يرغبون في إطلاع موسكو على فحوى المحادثات، فإن الرئيس فلاديمير بوتين منفتح على ذلك.
وقد رفضت موسكو مرارًا أي احتمال لإجراء محادثات مباشرة بين بوتين وزيلينسكي.
وقال بيسكوف: “لا توجد حاليًا خطط لاتصالات بين بوتين وويتكوف أو ممثلين عن الجانب التركي”، مضيفًا أن موسكو لم تتلق بعد من كييف أي معلومات بشأن استئناف المفاوضات، لكنها جاهزة.
استضافت تركيا بالفعل عدة جولات من المحادثات منخفضة المستوى بين كييف وموسكو هذا العام. ولم تُحقق الاجتماعات تقدمًا كبيرًا، وكانت النتيجة الملموسة الوحيدة هي الاتفاقات المتعلقة بعمليات تبادل الأسرى واسعة النطاق.
وقال زيلينسكي يوم الثلاثاء إن كييف تعمل على استئناف عمليات تبادل الأسرى.
وأضاف: “إنهاء الحرب هو الأولوية القصوى لأوكرانيا. نحن نعمل أيضًا على استئناف عمليات التبادل وإعادة الأسرى.”
وقال الرئيس الأميركي الشهر الماضي إنه يعتقد أن أردوغان قادر على لعب دور في إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرًا إلى أنه يمتلك علاقات مع كل من زيلينسكي وبوتين.
من جهتها، أفادت وكالة “بلومبرغ” نقلًا عن مصادرها بأن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد يبلغ موسكو شخصيًا بنتائج المحادثات مع زيلينسكي في أنقرة.
ومن المقرر أن يبحث الرئيس الأوكراني مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وويتكوف، تبادل الأسرى وإمكانية تحقيق تسوية سلمية في أوكرانيا.
ووفقًا للوكالة، سوف يبلغ فيدان موسكو في حال أتيح لأطراف هذه المحادثات التوصل إلى نتيجة إيجابية.
يذكر أن تركيا قد استضافت بالفعل عدة جولات من المحادثات منخفضة المستوى بين كييف وموسكو هذا العام. ولم تُحقق الاجتماعات تقدمًا كبيرًا، وكانت النتيجة الملموسة الوحيدة هي الاتفاقات المتعلقة بعمليات تبادل الأسرى واسعة النطاق.
وخلال أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة من الصراع، لعبت تركيا مرارًا دور الوسيط بين موسكو وكييف، أو استضافت محادثات هدفت إلى إيجاد حل للحرب.
من جانب آخر، أشار تقرير نشر على موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي إلى أن إدارة ترامب تعمل سرًا مع روسيا على مسودة خطة جديدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأشار التقرير، استنادًا إلى مسؤولين أميركيين وروس مجهولي الهوية، إلى أن الخطة المكوّنة من 28 بندًا تستلهم أفكارها من خطة وقف إطلاق النار في غزة المكوّنة من 20 نقطة التي قدّمها الرئيس دونالد ترامب، والتي وافق عليها كل من إسرائيل وحماس الشهر الماضي بعد أكثر من عامين من الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة.
وأضاف التقرير أن المسودة منظّمة حول أربعة محاور رئيسية: السلام في أوكرانيا، الضمانات الأمنية، الأمن الأوروبي الأوسع، ومستقبل العلاقات الأميركية مع كل من كييف وموسكو.
ومن المثير للاهتمام أن مسؤولًا روسيًا قال لموقع “أكسيوس” إنه متفائل بشأن الخطة.
يقود مبعوث ترامب ويتكوف صياغة الخطة بالتشاور الوثيق مع المبعوث الروسي كيريل ديمتريف. وأوضح التقرير أن ديمتريف زار ميامي خلال الأسبوع الأخير من أكتوبر، وقضى ثلاثة أيام في اجتماعات مكثفة مع ويتكوف وأعضاء آخرين من فريق ترامب. وقال ديمتريف لموقع “أكسيوس”: “نشعر أن الموقف الروسي يُسمع بالفعل”، معبرًا عن تفاؤله بشأن فرص نجاح الاتفاق.
وأضاف المبعوث الروسي أن الخطة ستستند إلى المبادئ التي اتفق عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا. وقال: “إنها في الواقع إطار أوسع بكثير، تقول أساسًا: كيف يمكننا أن نوفر أخيرًا أمنًا دائمًا لأوروبا، وليس فقط لأوكرانيا.”
ومع ذلك، لن تشبه الخطة أيًّا من الجهود التي قادتها المملكة المتحدة لوضع خطة سلام على غرار غزة. وأضاف أن أي خطة من هذا النوع لن يكون لها فرصة للنجاح لأنها لا تأخذ موقف روسيا بعين الاعتبار. ومع ذلك، حرص ديمتريف على توضيح موقف روسيا، مؤكدًا أن كل ذلك “يحدث في ظل خلفية تحقيق روسيا نجاحات إضافية على الأرض.”
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف سيكون رد فعل شركاء كييف الأوروبيين تجاه الاتفاق.
وفي الوقت نفسه، تُجرى جهود أخرى على الهامش. فقد أرسل ترامب وزير الجيش الأميركي دان دريسكول، برفقة اثنين من الجنرالات الأربعة نجوم، لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين أوكرانيين آخرين. وسيذهب الفريق نفسه أيضًا إلى روسيا، ربما لمناقشة صفقة السلام، وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأضاف التقرير أن ترامب قرر إرسال دريسكول وكبار الضباط العسكريين على أمل أن تكون موسكو أكثر انفتاحًا على المفاوضات التي ترعاها القوات العسكرية.
وأعاد ترامب يوم الثلاثاء طرح الموضوع مرة أخرى، بعد أن ذكر أنه تفاجأ قليلًا من بوتين. وأضاف أنه لا يزال يأمل في أن يتمكن من وقف القتال. وقال: “لقد أوقفت في الواقع ثماني حروب. ولدي واحدة أخرى مع بوتين. أنا متفاجئ قليلًا من بوتين. لقد استغرق الأمر وقتًا أطول مما كنت أظن.”
عن صحف ووكالات عالمية










