TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > انتقال الثقل العسكري الأميركي يغيّر التوازن على حدود العراق

انتقال الثقل العسكري الأميركي يغيّر التوازن على حدود العراق

نشر في: 20 نوفمبر, 2025: 12:05 ص

 محمد العبيدي/ المدى

تتزايد المعلومات عن إعادة تموضع القوات الأمريكية في شمال وشرق سوريا، بالتوازي مع تحضيرات لنقل جزء من هذا الوجود نحو العاصمة دمشق، وفق ما كشفت عنه وكالة رويترز خلال الأيام الماضية.
وتأتي هذه المستجدات في وقت تشهد فيه الساحة السورية تحولات سياسية وأمنية متسارعة، أبرزها عودة الاتصالات بين واشنطن ودمشق، وما يرتبط بها من تفاهمات إقليمية بدأت ملامحها بالظهور تدريجياً.
وتشير المعطيات الميدانية إلى أن المناطق التي كانت تشكّل ثقلاً لعمليات «داعش» خلال السنوات الماضية، لا سيما البادية السورية والشرقيات الممتدة حتى الحدود العراقية، باتت تشهد تبدّلاً واضحاً في خطوط الانتشار العسكري، وبالموازاة، تتزايد مؤشرات تفكيك قواعد أمريكية في مناطق سيطرة «قسد» تمهيداً لإعادة توجيه الثقل العملياتي قرب دمشق، في خطوة تراها أوساط مراقبة جزءاً من إعادة هيكلة شاملة للوجود الأمريكي في سوريا.

انحسار لعمليات داعش
بدوره، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المتقاعد عماد علو لـ(المدى) أن “الولايات المتحدة بدأت خلال الأسابيع الأخيرة انتهاج استراتيجية جديدة في الساحة السورية تقوم على تجديد وجودها وتعزيز نفوذها عبر إعادة تموضع قواتها في مناطق حيوية تقرّبها أكثر من العاصمة دمشق”.
وأضاف أن “هذه التحركات جاءت بناءً على رغبة واضحة من الحكومة السورية خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن” مبيناً أن “هذا التحول يعكس مرحلة جديدة من التقارب السوري–الأمريكي، وبموازاة ذلك تقارب تركي–سوري آخذ بالتبلور”.
وبحسب معطيات ميدانية، سجّلت مناطق البادية السورية خلال الأشهر الماضية انحساراً لافتاً في عمليات «داعش»، التي اتجهت إلى تكتيكات أصغر مثل العبوات الناسفة والكمائن بدلاً من الاشتباك المباشر، كما تراجع نشاط التنظيم في الوسط والشرق السوري منذ سبتمبر الماضي، وصولاً إلى توقّف العمليات بشكل شبه كامل منذ نوفمبر، في مؤشر على ارتفاع مستوى الضغط الأمني عليه.
وبيّن علو أن “نشاط التنظيم بدأ يتقلص بشكل ملحوظ، وأن عناصره باتوا يوجّهون اهتمامهم نحو مناطق رخوة في الساحل الأفريقي، خصوصاً مالي ونيجيريا، نتيجة هشاشة حكومات تلك الدول وضعف السيطرة الأمنية”.
وتدرك بغداد أن أي تغيّر في خارطة الوجود الدولي داخل سوريا سينعكس مباشرة على أمن الحدود المشتركة البالغ طولها أكثر من 618 كيلومتراً، إذ عملت الحكومة العراقية على مدى السنوات الماضية على تحصين معظم الشريط الحدودي عبر الصبّات الكونكريتية والخنادق ونشر كاميرات حرارية ومنظومات مراقبة، ما أسهم في تقليص قدرات التنظيم على التسلل وإعادة الانتشار، ورغم ذلك، تبقى طبيعة الصحراء الممتدة بين البلدين عاملاً يزيد من حساسية أي فراغ أمني قد يطرأ في الجانب السوري.

ترتيبات استراتيجية أوسع
من جهته، حذّر الخبير الأمني سيف رعد في تصريح لـ(المدى) من أن “التحركات العسكرية الأمريكية، ولا سيما التوجّه نحو إغلاق بعض القواعد والانتقال إلى قاعدة قرب دمشق، جزءٌ من ترتيبات استراتيجية أوسع تتعلق بمحاربة داعش، إضافة إلى تفاهمات محتملة قد تشمل إسرائيل والشرع السوري”.
وأوضح أن “البادية السورية ما تزال تمثل مسرحاً مهماً لنشاط التنظيم، لكونها مرتبطة جغرافياً بالصحراء الغربية العراقية التي شكّلت لسنوات ممرّاً حيوياً لتحركاته”.
وأضاف رعد أن “بغداد نجحت بتحصين نحو 400 كيلومتر من الحدود عبر إجراءات دقيقة حدّت من قدرة التنظيم على إعادة التمركز”، مبيناً أن “انسحاباً أمريكياً جزئياً من مناطق تُعد مراكز رئيسية لداعش قد يخلق فراغاً أمنياً، إلا أن واشنطن ستعتمد على عمليات خاصة وقوة جوية لتعويض هذا الانسحاب”.
وتشير تقديرات أمنية إلى وجود آلاف من قادة داعش وعناصره في مناطق شمال سوريا، إضافة إلى كتلة بشرية كبيرة داخل مخيم الهول ما تزال تحتفظ بأفكار متطرفة، الأمر الذي يجعل أي اهتزاز أمني في تلك الرقعة محفوفاً بمخاطر هروب أو تهريب عناصر التنظيم كما حدث سابقاً في العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

اتهامات

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram