TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بصرة فؤاد سالم وبصرة البعاج !!

العمود الثامن: بصرة فؤاد سالم وبصرة البعاج !!

نشر في: 23 نوفمبر, 2025: 12:06 ص

 علي حسين

يُطالب أهالي البصرة بالخدمات والماء الصالح للشرب والتنمية والعدالة الاجتماعية، فيخرج لهم مرشح خسر في الانتخابات البرلمانية ليحذرهم من اقامة حفلة غنائية، لماذا يا استاذ ؟، يقول لك بكل اريحية ان الحفلة الغنائية ستعمل على تدهور الامن في البصرة .. المرشح الذي لم يستطع ان يحصل على مئة صوت في الانتخابات الاخيرة خرج في لقاء تلفزيوني ليخبرنا بانه مكلف شرعاً وقانوناً بانقاذ اهالي البصرة من المطرب محمد عبد الجبار.
الغريب ان المرشح الخاسر، والذي يمتهن المحاماة واعني به السيد "ضرغام البعاج" صاحب الشكوى " الحارقة الخارقة، لم نسمع يوما انه اقام دعوى ضد سرقة نفط البصرة ولا ضد تجار المخدرات، ولا حتى خرج على الفضائيات يطالب بالخدمات لاهالي مدينته، لكنه وجد في حفلة محمد عبد الجبار فرصة للشهرة، بعد ان خذلته الانتخابات البرلمانية.
قبل ايام وفي مشهد مشابه خرج عاينا الشيخ نور الساعدي ليخبرنا ان الحفلة التي اقيمت في الناصرية ارتكاب للمحرم بشكل علني، والغريب ان الشيخ نفسه بعد ان هاجم العوائل التي حضرت الحفلة واتهمها بتشجيع المنكر والفسوق، ذهب باتجاه وزيرة الصحة السابقة عديلة حمود ليهنئها بمناسبة حصولها على كرسي في البرلمان، ونسى الشيخ ان الوزيرة السابقة والنائبة الحالية متهمة بملفات فساد ومنها توزيع ادوية سرطانية مخالفة للشروط الصحية وفضيحة النعل الطبية حسب التقرير الذي اصدرته لجنة الصحة والبيئة البرلمانية عام 2017، كما تناسى الشيخ حادثة موت عشرات الاطفال حرقاً في مستشفى اليرموك اثناء جلوس السيدة عديلة حمود على كرسي وزارة الصحة . كل هذا غير مهم في نظر الشيخ الساعدي، المهم ان لا تقام حفلة غنائية في مدن العراق .
مات ابن البصرة فؤاد سالم، قبل اكثر من عشرة اعوام وقبل اكثر من نصف قرن رحل ابن مدينته السياب وفي عيونهما عتاب، فالبعض يريد للبصرة ان تستبدل ثوب الحياة برداء مقزز لاشخاص كارهين لكل ما حولهم، لا يرون جمالاً ولا خيراً ولا سعادة إلا في سرقة أحلام الناس وسعادتهم، أغمض فؤاد سالم عينيه وهو يودع حبيبته البصرة وقد استولى عليها سياسيون يفرضون كثيرا من الكآبة على الحياة معززين ثقافة الظلام، يبددون الأمل ويحاصرون التفاؤل، يأمرون الناس بالكف عن ممارسة الفرح الذي لم يعد مهنة العراقيين بعد أن سادت مهن جديدة مثل سرقة المال العام، وأمراء الطائفية، وكل هؤلاء يتبارون في كيفية ذبح السعادة والفرح ووأدهما في مقبرة الظلام.
اليوم نحن فى حاجة إلى أن نسترجع بصرة السيّاب ومحمود عبد الوهاب وحميد البصري وفؤاد سالم وسيتا هاكوبيان، بثقافتهم وفنونهم التي سمَت فوق الطائفية والمذهبية.بعيدا عن شكاوى االمحامي الذي يريد معاقبة اهالي البصرة لأنهم لم ينتخبوه !.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. جعفر حسين عباس

    منذ 3 أسابيع

    حياك إستاذ علي سوف يأتي اليوم الذي تعيد البصرة الفيحاء مجد فنها البصراوي المميز واشدعلى أياديك بالوقوف وبجرئة ضد كل اللذين يقفون ضدفرح وسرور أهل البصرة الطيبين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram