إيناس جبارخلافات ومشاكل عائلية مستمرة يكاد لا يمر يوم إلا وحدثت لأسباب بسيطة أو غير ذلك، الزوجة ترى أن العصبية والمزاج السيئ للزوج وضع لا يمكن أن يستمر، لذلك قررت أن تحزم أمتعتها عائدة إلى بيت زوجها مع أولادها الثلاثة تاركة بيت الزوجية والتشنجات والعصبية التي عاشتها منذ فترة ارتباطها بهذا الزوج، أرسل (...) العديد من الوساطات من أقارب وأصدقاء لإصلاح ذات البين وعودة أسرته إليه إلا إن الزوجة لم ترض بأي حل وهذا بالتأكيد لم يرق للزوج..
الحادثة: بتاريخ 21/6/2008 طلب الزوج للمرة الأخيرة من زوجته السماح والعودة إلى البيت لإكمال مشوار حياتهما معاً، كما كانا مقررين منذ ارتباطهما، أمام إصرار الزوجة وعدم تقبلها لفكرة العودة معه وتحمل مزاجياته وعصبيته المفرطة التي عانتها منذ اليوم الأول لاقترانهما، هددها الزوج بأخذ أولاده الثلاث وحرمانها من رؤيتهم ثانية، لاسيما ان الصغير يبلغ ثمانية أشهر من العمر فقط ولا يزال رضيعا وبحاجة ماسة لأحضان والدته، إلا أن هذا لم يفلح باعتدالها عن قرارها وبغية إفهامه إصرارها أعطته أولادها في إشارة إلى تضحيتها بكل شي في سبيل الخلاص منه وان تهديداته لا تؤثر بشيء في قرارها.rnكارثة ضحيتها الأطفال أخذ الأب أطفاله الثلاثة أكبرهم (ح) من تولد 2005 والابنة الثانية مواليد 2006 والصغير ذو الثمانية أشهر، مغادرا بيت أهل زوجته يملؤه الانفعال العصبي والأفكار السوداوية لأنه لم يستطع ان يغيّرها عن قرارها بهدم روابط الأسرة ولم تكن لضغوطه عليها من رد ايجابي، باتت الأفكار تتضارب والشيطان يصور له خيالات عديدة ذهبت به بعيداً عن الواقع دون ان يحاول إصلاح ذاته لاستعادة أسرته، دب اليأس إلى أعماقه وفقد الأمل دفعه الى ارتكاب أبشع جريمة يمكن ان تحصل لتجرده حينها من مشاعر الأبوة، ولم يعد يرى ويفكر سوى بالانتقام ليشعل نار الغيظ بقلب وعقل زوجته كما فعلت به ورفضها له، عمته بصيرته عن الحقيقة وتجرد من إنسانيته لتدفعه أقدار أبنائه الصغار وبكائهم وتوسلاتهم إلى ان يعودوا الى أحضان أمهم وان يعاقبها بموتهم، الدموع التي ذرفوها وصرخات الطفل الرضيع كانت تهز عقله الباطن ليتخلص منها بمطرقة السكوت الأبدي ليقرر الأب!!!النزول من سيارة الأجرة التي كان يستقلها بالقرب من مشروع ري كركوك جال بنظره إلى مياه المشروع لتصور له هواجسه المريضة انها الخلاص في تلك اللحظة مات ضميره وتحول إلى وحش كاسر ونفذ جريمته التي يندى لها الجبين، توقف على الجسر الممتد فوق مشروع الري ألقى ابنه الأول الذي لم تشفع له صرخاته وتوسلاته بأبيه بأن يحتضنه خوفاً من السقوط في الماء والغرق لان طفولته لم تصور له أن يكون أبيه قاتلا. لم يرم الأب ابنته التالية ليس شفقة وإنما بانتظار ان يواري الماء ابنه الأول ليغرق ويختفي عن الأنظار والحياة إلى الأبد وعند تحقق ذلك رمى بالطفلة الثانية التي لم تختلف عن قصة أخيها بالتعامل وكرر فعلته بالطفل الرضيع حيث لم يلقه في الماء حتى تأكد من غرق ابنته ليصبح بذلك الأب الذي قتل أبنائه الثلاث انتقاماً من زوجته!rnالتحقيق والمحاكمةأجريت التحقيقات مع المتهم في محكمة تحقيق داقوق وأحيلت القضية إلى محكمة جنايات كركوك وبعد الاستماع إلى المحاكمة بحضور محامي الدفاع، حكمت عليه المحكمة بالإعدام شنقاً حتى الموت وفق أحكام المادة 406/أ من قانون العقوبات، إلا ان محكمة التمييز عند عطف النظر على القضية وجدت إن القرارات الصادرة غير صحيحة ومخالفة للقانون، مستنداً الى الأدلة المعبرة قانوناً واعترافات المتهم ومحضر الكشف ولما ورد بأقوال الزوجة ان المتهم يعاني حالات عصبية وكان يراجع طبيب اختصاص في الأمراض النفسية فعلى المحكمة استكمالاً لتلك القناعة إحالة المتهم إلى اللجنة الطبية الرسمية المختصة لفحص وتقدير قواه العقلية ما اذا كان يقدر او مدرك مسؤولية فعله وقت ارتكاب الجريمة من عدمه لان أقدام المتهم على قتل أولاده الثلاثة بالطريقة الموصوفة والذين لازالوا في سن الحضانة يولد الشك في تصرفاته وقواه العقلية ويدعو إلى التأمل للوصول الى القرار العادل، لذا محكمة التمييز نقضت كافة القرارات الصادرة في الدعوة وأعادت أوراقها لإجراء محاكمة للمتهم مجدداً بعد الكشف الطبي عليه وبيان حالة قواه العصبية والعقلية وأصدرت قرارها بالأكثرية استناداً لإحكام المادة 259/أ- 7 من قانون أصول المحاكمات الجزائية.
أب مريض بالعصاب يتجرد من إنسانيته..قتل أولاده الثلاث ثأراً من زوجته
نشر في: 26 مارس, 2011: 07:13 م