علي حسين
في الايام الماضية ، أصدر عدد من رجال الدين بيانات شديدة اللهجة يحذون فيها من إقامة الحفلات المضرّة بهوية وسمعة"مدينة البصرة " وما جاورها من المدن ، وشدد اصحاب البيان أيضا على ضرورة إصدار قوانين صارمة تمنع المستثمرين وأصحاب الأماكن التجارية والترفيهية من القيام بممارسات تخالف ثوابت الدين والآداب العامة.
طبعاً وأنا أكتب هذه الكلمات، لا أدري بمن كان يفكر أصحاب البيان الثوري عندما اكتشفوا أن مشاكل البصرة في حفلات الغناء ، هل فكروا بالمواطن البصري الذي يشتري الماء لعائلته؟ هل خطر ببالهم أن المحافظة تعاني من سوء الخدمات وضياع ثرواتها ؟ هل فكروا بالأموال التي سرقت على مشاريع فضائية.. ربما سيقول البعض يا رجل هل أصابك الزهايمر ونسيت أنّ رجال الدين انفسهم لم يخرجوا بتظاهرة واحدة يطالبون فيها بمحاسبة عصابة الموت التي اغتالت الصحفي البصراوي احمد عبد الصمود ، ولم يرف لهم جفن عندما اخترق الرصاص اجساد فتيات في البصرة جريمتهن الوحيدة انهن خرجن في تظاهرات تطالب بالاصلاح وتقديم الخدمات للناس ، ولهذا وجدنا ان التظاهرات التي تطالب بدولة العدالة الاجتماعية ودعم الفقراء لا تجد لها صدى عند اصحاب تظاهرة الحفلات الفنية التي تعاقد ان حفلة غنائية اخطر على البصرة من الماء المالح .
يعتقد اصحاب تظاهرة البصرة اننا شعب يعيش أعلى حالات البطر، يريد أن يعيش الرفاهية، ويجعل البصرة مثل المدن"الكافرة"قبلة للناظر ومقصداً للسياح وواحة للأمان والاطمئنان، ماذا يعني ياسادة أن النفط يسرق في وضح النهار ، بسبب سوء في النظر؟ ماذا يعني ان تتحكم العشائر بالامن والاقتصاد، ما دامت الأخلاق مصانة، والتكليف الشرعي يعمل بأقصى طاقاته؟ ماذا يعني ان تغرق البصرة في المخدرات، فهي ليست حراماً، وتساعد على تنمية اقتصاد دول الجوار العزيزة، المهم أنّ فتح النوادي الاجتماعية في البصرة حرام، مثلما الموسيقى والغناء رجس من عمل الشيطان!
ايها السادة نعرف جيداً أنكم تريدون بتأسيس منظومة أخلاقية على مقاسك. فأنتم حتما قادمين من زمن آخر، لكنكم تريدون ان تحكموا الناس بأدوات هذا الزمن وتقبضون أجركم من أموال هذا الزمن أيضاً.
أيها السادة ، وأنتم تطالبون الشعب بالالتزام بالأخلاق، نتمنى عليكم أن تجيبونا على تقرير وزارة التخطيط عن نسبة البطالة والفقر في محافظات العراق ، وان تراجعوا تقارير وزارة التخطيط وإحصائياتها ، ولا تخفى عليكم الأوضاع الأمنية والتي تستخدم فيها العشائر أحدث القاذفات .
أيها السادة ، أهالي البصرة بحاجة إلى قانون للحياة لا قانون للأخلاق فالناس تعرف الصح من الخطأ . يريدون الأمن والاطمئنان، ويحلمون بالسعادة، وهذا ليس ترفاً، لكنه حدّ أدنى، وصلت إليه مجتمعات العالم، يريدون نظام ، يضمن للجميع فرصة لحياة لا تخضع للوصاية، ولا لخطب الأخلاق والفضيلة.










جميع التعليقات 1
عادل الخفاجي
منذ 3 أسابيع
أستاذ علي,يقول العم غوغل:"منذ بدا توزيع جوائز نوبل1901ولحد الىن حصل اليهود على 180 جائزة نوبل و المسلمون لنفس الفترة على فقط 10 جوائز نوبل اليهد16مليون المسلمون مليار و نصف فما السبب السبب هم رجال الدين المسلمون الذين ينشرون الجهل التخلف و الرجعية تبا