الموصل / سيف الدين العبيدي
سجّل مهرجان «أبي تمام» الشعري نجاحًا كبيرًا في نسخته السابعة، بمشاركة 25 شاعرًا عراقيًا وعربيًا، تقدّمهم علي جعفر العلّاق، عارف الساعدي، عمر السراي، نجاح العرسان، محمد حسين آل ياسين، هزبر محمود، فارس حرام، مضر الآلوسي، وحمد الدوخي.
كما شارك من الدول العربية الشاعرة ليندا إبراهيم من سوريا، الشاعر محمد عرب من مصر، حسام الشيخ من سلطنة عُمان، محمد زياد من سوريا، فاطمة أيوب من لبنان، الواثق يونس وابتهال تريتر من السودان، الشاعرة التونسية أماني الزعيبي، الشاعر عمر الراجي من المغرب، الشاعرة حنين عمر من الجزائر، وعبد الواحد عمران من اليمن. وشهد المهرجان جلسات شعرية صباحية ومسائية على مدى ثلاثة أيام، تضمنت قصائد تستعيد أثر أبي تمام في الشعر العربي، وأخرى تحتفي بمدينة الموصل «أم الربيعين». وتميّزت هذه النسخة بمشاركة شعراء من الصف الأول. ويعود تأسيس المهرجان إلى عام 1971، وقد شارك في دوراته الأولى أسماء بارزة مثل لميعة عباس عمارة، نزار قباني، رشدي العامل، وعبدالله البردوني. وأقيمت ثلاث دورات حتى عام 2003، ثم عاد المهرجان بنسخة رابعة في عام 2012، قبل أن تتوقف فعالياته إلى عام 2018 حين نُظّمت النسخة الخامسة، ثم النسخة السادسة في العام الماضي. ويعاني المهرجان من قلّة الدعم المادي، الأمر الذي دفع مثقفي الموصل إلى مطالبة الحكومة المركزية بتخصيص ميزانية سنوية له أسوة بمهرجان المربد.
وقال منظم المهرجان ورئيس اتحاد الأدباء والكتّاب في نينوى سعد محمد لـ«المدى» إن التحضيرات استغرقت أربعة أشهر لاختيار ودعوة نخبة من الشعراء، مشيرًا إلى أن التحدي الأبرز تمثّل في إجراءات تأشيرات السفر للضيوف. وأكد أن الحضور الجماهيري فاق التوقعات، ما يدلّ على أنّ الموصليين ما زالوا يتذوقون الشعر رغم الظروف التي مرّت بهم.
الشاعر عمر السراي عبّر خلال حديثه لـ«المدى» عن إعجابه بأجواء الموصل، مؤكدًا أنها «تملك مقومات تجعلها عاصمة للإبداع» بما تمتلكه من حركة ثقافية وأدباء وشعراء وجمهور واعٍ يحب الحياة، ورأى أن المدينة تشهد تنمية عمرانية ملحوظة، وأصبحت وجهة سياحية وثقافية.
وقالت الشاعرة السودانية ابتهال تريتر لـ«المدى» إنها درست عن حضارة نينوى، وتنظر إلى الموصل كمدينة أثرية، وقد حققت أمنيتها بزيارتها. وأشارت إلى أنها تفاجأت بقدرة أهل الموصل على إعادة الحياة إلى مدينتهم رغم الدمار، معربةً عن رغبتها بتكرار الزيارة، وداعية الأدباء العرب إلى التعرف على الموصل.
وفي السياق نفسه، ذكر الشاعر السوري محمد زياد لـ«المدى» أنه شعر كأنه في حلب لحظة دخوله الموصل، متمنيًا أن تُستنسخ «همة الموصليين» في سوريا لإعادة إعمارها. وأضاف أنه لم يتردد في تلبية الدعوة، قائلًا: «الشعر يولد في العراق، وكن عراقيًا لتصبح شاعرًا»، لافتًا إلى أنه ولد في قرية جاسم بريف دمشق، وهي المنطقة نفسها التي وُلد فيها أبو تمام، بينما كانت وفاته في الموصل.
أما الشاعرة التونسية أماني الزعيبي، فأعربت لـ«المدى» عن فخرها بكونها أول شاعرة تونسية تشارك في المهرجان، مؤكدة أن مشاركتها تُعد إضافة لمسيرتها الثقافية في الوطن العربي.










