الأنبار / علي أحمد
وسط ظروف اقتصادية صعبة وواقع ثقافي يفتقر إلى الدعم، يواصل الشاب عبد الملك إسماعيل ناجي من مدينة الرمادي تمسّكه بحلمه في نشر المعرفة وإحياء دور الكتاب، رغم التحديات التي تحيط بالمشاريع الثقافية في محافظة الأنبار.
ويقول عبد الملك لـ«المدى» إنه «بدأت علاقتي مع القراءة في سن مبكرة، حين كنت أتصفّح مكتبة والدي بدافع الفضول، قبل أن يتحول ذلك الفضول إلى شغف راسخ. ومع مرور السنوات، جمعت كتب المطالعة المدرسية وكتب الأدب، لأجد نفسي أكثر انجذاباً إلى سير الأدباء والكتّاب وتاريخهم».
ويضيف إسماعيل أن «رحلتي إلى مصر بهدف العلاج والدراسة كانت نقطة تحوّل كبيرة في مسيرتي، إذ تعرّفت هناك على تجارة الكتب وأساليب العمل في هذا المجال، ثم عدت إلى العراق وأنا أكثر إصراراً على تأسيس مشروع يُعنى بالكتاب».
غير أنّ الواقع الثقافي في الأنبار لم يكن مشجعاً، إذ يشكو عبد الملك من ضعف الإقبال على القراءة وغياب الاهتمام المؤسسي بدعم المشاريع الثقافية. ومع ذلك، لم يتراجع عن مشروعه، بل واصل العمل على تأسيس مكتبة يحلم بأن تتحول مستقبلاً إلى دار نشر معتمدة تكون مرجعاً للشباب، وتشارك في المعارض المحلية والخارجية، وتسهم في إعادة إحياء الكتب التراثية والمترجمة.
لكن الظروف الصعبة وقلة الموارد وضعته أمام تحديات قاسية، ما اضطره إلى إضافة أقسام أخرى داخل محله لتأمين متطلبات المعيشة. فإلى جانب الكتب، بات المحل يضمّ أدوات قرطاسية، وخدمات تصوير المستندات وتخليص المعاملات الإلكترونية، إضافة إلى قسم لبيع المواد الغذائية. ومع ذلك، ما يزال ركن الكتب يحتفظ بمكانه الخاص في المحل، شاهداً على حلم لم ينطفئ.
ويؤكد عبد الملك أن «الشباب في الأنبار بحاجة إلى نهضة ثقافية حقيقية تعيد لهم الثقة بالعلم والمعرفة، خاصة بعد الأزمات الكبيرة التي مرت بها المحافظة»، معرباً عن أمله بأن «تتجه الجهات الرسمية والمؤسسات المحلية إلى دعم المبادرات الثقافية التي يمكن أن تسهم في تغيير واقع الشباب وبناء جيل واعٍ ومسؤول"










