اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > بمناسبة يوم المسرح العالمي27/آذار2011م:رسائل المسرح العالمي..قراءة في عقدها الأخير

بمناسبة يوم المسرح العالمي27/آذار2011م:رسائل المسرح العالمي..قراءة في عقدها الأخير

نشر في: 27 مارس, 2011: 07:21 م

د. محمد حسين حبيبفي كلمة الكاتب المسرحي والمخرج الهندي (جيريش كارنارد) التي كتبها عام 2002م , يوضح لنا كيف تعلمنا النصوص المقدسة إنتاج العرض المسرحي , شارحا اسطورة (بهارتا) الهندية، مبينا من خلالها إمكانية عزل الجمهور عن العالم الخارجي كي نغرقه في عالم من الفرح و مؤكدا في رسالته ان ولادة الفن المسرحي جاءت من المنطقة المقدسة من الطقوس الاسطورية ذاتها حيث اجتماع الآلهة مع البشر، ومن هناك ولدت الدراما ليجد : (ان الدراما تجسد حال العوالم الثلاثة. وهي تجمع ما بين الأهداف الأخلاقية للحياة ـ بجوانبها الروحية والدنيوية والحسية ـ وبين أفراحها وأحزانها.
..... وليس هناك من حكمة أو فن أو عاطفة إلا وتوجد في الدراما.) وان (أقل ما يحتاج إليه العرض المسرحي الحيّ هو الأداء الإنساني - أي التظاهر بتقمص شخصية أخرى - ووجود من يتفرج عليه , وهي حال حافلة باللا يقين) بحسب رأيه وان المسرح لدى كارنارد  يشكل استمرارية، بل حالة من الاستمرارية التي ستظل دائماً ثابتة لا تتغير وفي مثل هذه الاستمرارية  يكمن زخم المسرح التفجيري .. خاتما رسالته بالقول : ان مستقبل المسرح وان بدا كئيبا في الأغلب فإنه يبقى حياً وقادراً على الإثارة.وفي رسالة المخرجة المسرحية والروائية المصرية (فتحية العسال) 2004م , نشهد صوت المرأة الصارخ وهي تكتب رسالة دفاع عن قهر الانوثة المستضعفة لان المسرح خير من يعبر عن حقيقة هذا القهر وهذا الاستلاب المتدرج تاريخيا .. هي رسالة مسرحية حاولت فيها العسال الوقوف بجانب المرأة كي تأخذ حقها أبداً .. تقول:(لقد آمنت بأن أهم ما يميز الكاتب المسرحي هو امتلاء روحه برسالة إنسانية سامية ينشرها بين الناس من أجل الارتقاء بحياتهم وتحريرهم من كل عوامل القهر والاستغلال وانتهاك الكرامات.) و تضيف : أن المرأة التي تعرف الحمل طوال تسعة أشهر، قادرة على أن تبني مسرحية محكمة ومتماسكة، شرط أن تكون حقا كاتبة مسرحية . وتؤكد العسال انها استطاعت ان تخرج الى الوجود عددا من النساء تعايشهن وتتقرب منهن متكلمة بألسنتهن وبذلك تقول سوف (نتعرى تماما أمام أنفسنا ونجلو صدأ السنين ونصرخ في وجه الظروف والأوضاع التي حرمتنا من تفجير طاقاتنا البشرية.)   أما في رسالة المخرجة المسرحية الفرنسية والشاعرة (اريان منوشكين) 2005م , والتي تميزت بكونها جاءت عبارة عن قصيدة شعرية عنوانها (مسرح الشمس في احد أحياء باريس) تقول منوشكين في هذه الرسالة المسرحية القصيدة - التي نتركها تتحدث لكم وحدها – وهي تخاطب المسرح : (إليك أمد يدي .. أيها المسرح إني أطمئن إليك، فأنجدني! .. أنا أغط في النوم، فأيقظني.. أنا تائه في دياجير الظلمة، فخذ بيدي .. وأقله أرشدني نحو شمعة مضاءة .. خامل أنا، فاجعلني أخجل من خمولي .. متعب أنا، فابعث في روحي الهمة .. اصفعني حتى أتخلص من لامبالاتي .. وان بقيت بلا مبالاة، كرر الصفعة أيضا ... الخوف يحاصرني، فكن أنيسي وشجعني .. والجهل يعميني، فعلمني .. أصبحت متوحشاً، أعدني إلى إنسانيتي  .. وإذا كنت مغروراً، فاجعلني قادراً على السخرية من غروري .. أو كنت متهكماً، فأخرس لساني، فلا ينطق .. غيرني لكي لا أكون أحمق جاهلاً .. وعاقبني حين أكون شريراً .. أريدك أن تقاوم ما في داخلي من طغيان وقسوة .. وأن تضحك متندراً من ابتذالي .. أريدك أن ترتقي بي وتخلصني من انحطاطي .. وأن تحل عقدة لساني،حين يكون لساني معقوداً ..  وما دمت قد كففت عن أن أحلم، عليك أن تصمني بالجبن والغفلة.. أعد إلي قوة الذاكرة لأسترجع ما نسيت .. أعد إلي فرح الطفولة لأنني أصبحت أشعر بوهن الشيخوخة والموت.. أنا مغموم، أيها المسرح، فدع قلبي يفرح بموسيقاك .. حزين أنا، فاجعل الفرح عزاء لوحشتي .. وأنا أصم لا أسمع، فاجعل من الألم عاصفة مدوية.. مستثار أنا، فلتكن حكمتك دوائي.. واجعل من قوة الصداقة شعلة أتغلب بها على ضعفي..  أوقد لي كل نيران الأرض لأتغلب بها على عمى بصري .. وأسمح للجمال أن يقتحم طغيان البشاعة.. وأطلق كل قوة الحب لانتشالي من جحيم الحقد الذي يحاصرني ..) .أما رسالة يوم المسرح العالمي لعام 2007م فكانت للكاتب المسرحي الإماراتي الشيخ الدكتور (سلطان بن محمد القاسمي) وهو ثالث شخصية مسرحية عربية تكلف بكتابة رسالة المسرح العالمي بعد (سعد الله ونوس 1996 و فتحية العسال 2004) .. يبدأ القاسمي رسالته بالتذكر والاستعراض لكيفية تجذر المسرح في حياته ووجدانه منذ مراحل عمرية مبكرة وسط عالم من الممنوعات والمحرمات , لكنه واصل دربه ودراسته المسرحية الجامعية واطلاعه وثقافته فيما بعد على النتاج المسرحي والثقافي الأوروبي والانجليزي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram