TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > بابا الفاتيكان يزور لبنان وسط توترات أمنية بين حزب الله وإسرائيل

بابا الفاتيكان يزور لبنان وسط توترات أمنية بين حزب الله وإسرائيل

نشر في: 3 ديسمبر, 2025: 12:02 ص

 ترجمة المدى

 

حطّ بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر ضيفًا على لبنان يوم الأحد في زيارة تستمر حتى الثلاثاء، تأتي في وقت بالغ الخطورة بالنسبة للبلد، بعد سنوات من النزاعات والأزمات الاقتصادية والجمود السياسي، فضلًا عن انفجار مرفأ بيروت عام 2020. حيث تم استقباله من قبل القيادات الروحية في أول يوم له في البلاد، وجمع اللقاء بين الأديان الذي أقيم في ساحة الشهداء بطاركة المسيحيين في لبنان، إلى جانب قيادات روحية سنية وشيعية ودرزية.

 

أكدت رسالة الحبر الأعظم أهمية لبنان وسكانه المسيحيين بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية.
وقد التقى البابا ليو الرابع عشر يوم الاثنين قادة لبنان الدينيين من المسيحيين والمسلمين، داعيًا إلى إحلال السلام في المنطقة ومثمّنًا تقاليد التعايش بين الأديان في هذا البلد.
وقال البابا ليو في كلمته: "في زمن قد يبدو فيه التعايش حلماً بعيد المنال، يقف شعب لبنان، وهو يحتضن أديانًا مختلفة، تذكيرًا قويًا بأن الخوف وانعدام الثقة والتحيز ليست لهما الكلمة الأخيرة، وأن الوحدة والمصالحة والسلام ممكنان."
ومن القصر الجمهوري، خاطب ليو الرابع عشر اللبنانيين قائلًا: "أنتم شعب لا يستسلم؛ بل يتحدى الصعاب ويعرف دوماً أن يبدأ من جديد. صمودكم منارة لا يمكن الاستغناء عنها لصانعي السلام الحقيقيين. طوبى لصانعي السلام."
ثم وجّه البابا خطابه للمسؤولين اللبنانيين: "أما يا مَن تحملون المسؤوليات المختلفة في هذا البلد، فلكم تطويبة خاصة إن استطعتم أن تقدّموا هدف السلام على كل ما عداه."
وقال ليو الرابع عشر: "إن من الجراح ما يحتاج سنوات طويلة وأحيانًا أجيالًا كاملة كي يندمل، وإذا لم نعمل على التقارب بين مَن تعرّضوا للإساءة والظلم، فمن الصعب السير نحو السلام."
وأضاف البابا: "لقد عانيتم كثيرًا من تداعيات أزمة اقتصادية خانقة ومن التشدّد ومن النزاعات، لكنّكم انتصرتم لإرادة البدء من جديد."
ويعاني لبنان انهيارًا اقتصاديًا استمر لست سنوات، ينسبه الكثير إلى شُبهات الفساد وسوء الإدارة. وفي ظل هذه الظروف يستضيف لبنان حوالي مليون من اللاجئين السوريين والفلسطينيين، بالإضافة إلى حوالي خمسة ملايين نسمة، هي إجمالي عدد سكان البلاد.
وقال الأب يوسف نصر، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان: "نحن اللبنانيون بحاجة إلى هذه الزيارة بعد كل الحروب والأزمات واليأس التي عشناها. زيارة البابا تمنح دفعة جديدة للبنانيين للنهوض والتمسّك بوطنهم."
وقد انقسم اللبنانيون حول الدعوات إلى نزع سلاح حزب الله بعد خوضه حربًا مع إسرائيل العام الماضي. وعلى الرغم من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية شبه يومية تستهدف عناصر الحزب.
من جهته، رحّب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بالبابا ليو الرابع عشر خلال اللقاء بين الأديان، مستذكرًا العلاقات التي أرساها سلفه البابا فرنسيس، مشيرًا إلى البيان المشترك حول الأخوّة الإنسانية الذي وقع في عام 2019 بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب.
وسعى البابا ليو إلى توجيه رسالة سلام إلى لبنان في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات متلاحقة، ومن تداعيات الحرب المدمّرة التي خاضها حزب الله مع إسرائيل، إضافة إلى آثار انفجار المرفأ.
وفي خطابه للبنانيين، قال ليو الرابع عشر: "لا توجد مصالحة من دون هدف مشترك، ومن دون مستقبل يسود فيه الخير على الشر الذي عانى منه الناس."
وكان من المتوقع أيضًا أن يلتقي ليو بذوي بعض من بين 218 شخصًا قُتلوا في الانفجار، الذي مزّق بيروت وألحق أضرارًا بمليارات الدولارات بعد أن انفجرت مئات الأطنان من نترات الأمونيوم المخزّنة في أحد المستودعات.
وبعد مرور خمس سنوات، لا تزال هذه العائلات تطالب بالعدالة. ولم يُدن أي مسؤول في التحقيق القضائي الذي تعرّض للتعطيل مرارًا وتكرارًا، الأمر الذي أثار غضب اللبنانيين الذين يعتبرون الانفجار مجرد حلقة جديدة في سلسلة الأزمات التي أعقبت عقودًا من الفساد والجرائم المالية.
في بداية يومه الثالث في لبنان واليوم الأخير من الرحلة، قضى البابا ليو الرابع عشر صباح يوم الثلاثاء في زيارة مستشفى "لا كرو" في جل الديب أحد أكبر مستشفيات الإعاقات الذهنية في الشرق الأوسط.
في كلمته، عبّر البابا عن سعادته بزيارة المستشفى وشرح سبب رغبته في القدوم.
وقال: "أردت أن آتي لأن يسوع يسكن هذا المكان: فيكم أنتم المرضى، وفيكم أنتم الذين تعتنون بالمرضى الراهبات، الأطباء، وكل العاملين في الرعاية الصحية والموظفين". كما طمأن الجميع الحاضرين بأنهم في صلواته.
وأشار البابا إلى أنهم، مثل السامري الصالح، يعتنون بالجريح. وشجعهم على عدم فقدان فرح المهمة، حتى عند مواجهة التعب أو الإحباط، "خصوصًا في ظل الظروف الصعبة" التي يعملون فيها غالبًا.
وعلى صعيد الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، أكد البابا على ضرورة حلّ الدولتين كحلّ وحيد للصراع المستمر منذ عقود بين الجانبين – في تأكيد لموقف الفاتيكان في هذه القضية.
ونوّه البابا ليو الرابع عشر إلى موقف إسرائيل الرافض لهذا الحل قائلاً: "نعلم جميعًا أن إسرائيل لا تزال حتى الآن ترفض هذا الحل، لكننا نراه الحلّ الوحيد."
وكان البابا قد انتقد في وقت سابق من عام 2025، تصاعد الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتأتي هذه الزيارة لبابا الفاتيكان وسط مخاوف من اتساع نطاق التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان، بعد عام من سريان وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، التي تعهدت سلطات البلاد بنزع سلاحها تحت ضغط أمريكي مكثف.
ونال لبنان قسطًا من ويلات الحرب في غزة، بدخول حزب الله في الصراع ما أدى إلى تصعيد إسرائيلي مدمّر قبل إقرار الهدنة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وكثّفت إسرائيل ضرباتها على لبنان خلال الأسابيع الأخيرة رغم الهدنة.
وكانت حركة حزب الله وجّهت يوم السبت رسالة إلى البابا أكدت خلالها دعم التعايش والوحدة الوطنية ومقاومة التدخل الأجنبي.
وشدّد حزب الله في رسالته للبابا على الحاجة الماسّة إلى محاسبة دولية لإسرائيل على استمرار الأخيرة في احتلال أراضٍ لبنانية، وعلى ما تأتيه في غزة والضفة الغربية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

سرقة بيانات أكثر من 16 مليون شخص بهجوم إلكتروني على وزارة الداخلية الفرنسية

سرقة بيانات أكثر من 16 مليون شخص بهجوم إلكتروني على وزارة الداخلية الفرنسية

متابعة/ المدى أعلن قراصنة إلكترونيون في فرنسا عن سرقة بيانات أكثر من 16.4 مليون شخص جراء هجوم على أنظمة وزارة الداخلية، وفقا لصحيفة "لو فيغارو" نقلا عن بيان نشر على منتدى "بريتش فورومز". وأقر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram