متابعة المدى
عرضت وزارة الثقافة أول نموذج لتمثال العلامة مصطفى جواد صاحب برنامج “قل ولا تقل” الشهير، بدلاً من تمثال سابق تمت إزالته من فلكة الخالص، لكن النموذج الجديد أثار انتقادات كبيرة بين مجتمع النحاتين في ديالى، فملامحه غير مطابقة “وبلا هيبة”، كما أن قرار اعتماد مادة “الفايبر” يثير اعتراضات أيضاً، ويطالب النحاتون باعتماد مادة البرونز التي توصف بالمقدسة بين النحاتين.
الاعتراضات وصلت إلى المحافظ عدنان الشمري، الذي استقبل عدداً من نحاتي ديالى، ووعد برفع توصية إلى وزارة الثقافة تتضمن اعتماد نحات من أهل ديالى لهذا العمل، وكذلك إلغاء مادة الفايبر واعتماد مادة البرونز.
ومنتصف تشرين الثاني الجاري، أصدرت بلدية الخالص توضيحاً حول إزالة مجسم العلامة الأديب صاحب البرنامج الإذاعي الشهير “قل ولا تقل” مصطفى جواد، وقالت إن هذه الخطوة جزء من أعمال تأهيل فلكة العلامة، وإن الإزالة جاءت تمهيداً لتنفيذ مجسم جديد بحلة تليق بمكانته. مشتاق عباس الخدران – نحات وأكاديمي فتا :" التراكمات والعوامل البيئة والإصلاحات التي مرت على التمثال القديم غيرت كثيراً من شكله، وتغييره كان أمرا حتميا، بعيدا عن الطريقة التي ازيل بها أو من يقوم بتنفيذ المجسم الجديد. إذا اردنا إنصاف الفنان الذي قدم المجسم أو “الماكيت” فنأخذ منه الحركة فقط وليس التفصيل، أما الشبه فغائب، ولا يمكن إظهار الملامح في مجسم بطول 80 سم.
واضاف :" أنا كنحات لا أتخيل العلامة مصطفى جواد بهذه الحركة (حركة الأصبع)، فهو معلم وتربوي وأتصوره بحركة مغايرة تماماً، ولكل نحات رؤية خاصة به، وإن شاء الله تتوفق حكومة ديالى والإدارة المحلية في الخالص للتوصل إلى مجسم يليق باسم هذا العلامة القدير. هناك عدة عوامل تتعلق بشكل التمثال، منها الفضاء المحيط به، الذي يفرض على النحات حجماً معيناً، وكذلك العوامل البيئية التي تفرض علينا اختيار خامة التمثال.
غيما اكد ضرار الفدعم – نحات من الخالص من ان التمثال المقترح أمام المحافظ بعيد كل البعد عن الأصل، ويفتقر للكثير من الأمور أهمها الشبه، لأنه يجب أن يكون مطابقاً لشخصية مصطفى جواد وهو شخصية معروفة، وهناك صور كثيرة له، لذلك “الماكيت” المعروض لم يكن بالتوافق المطلوب. مضيغفا: " نحن النحاتون عندما نصنع تمثالاً يجب أن تتوفر فيه عناصر مهمة، منها الشكل والشبه إضافة إلى الهيبة، خصوصاً أن تمثال العلامة يتوسط قضاء الخالص ويجب أن يكون مهاباً، وبتنفيذ واقعي وليس هزيلاً، بل يجب منحه العمق الحضاري لهذا الشخص.
فيما قال المشرف التربوي شاكر الربيعي :" اقترن اسم العلامة مصطفى جواد بقضاء الخالص الذي قدم الكثير من الأدباء والمثقفين، وفي الثمانينيات تعاونت الجهود لنصب تمثال له تخليدا ًلذكراه، فكان المكان المناسب هو فلكة مصطفى جواد. ومع مرور الوقت طرأت تغيرات كثيرة على العمل لتقرر الحكومة تنفيذ تمثال يليق به، وما تم عرضه بصراحة لم يكن لائقاً، ولا يمت بأي صلة من ناحية الشبه والشكل وغيرها من التفاصيل. نتمنى أن يكون هناك إعادة النظر بالتنفيذ، هناك صور موجودة للشخصية ويمكن الاستعانة بأقاربه الموجودين في الخالص.










