TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > بوتين ينهي لقاءه مع الوفد الأميركي دون التوصل إلى اتفاق سلام حول أوكرانيا

بوتين ينهي لقاءه مع الوفد الأميركي دون التوصل إلى اتفاق سلام حول أوكرانيا

نشر في: 4 ديسمبر, 2025: 12:14 ص

 ترجمة المدى

انتهت المحادثات التي جرت في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر بعد خمس ساعات يوم الثلاثاء، من دون التوصل إلى اتفاق حول خطة سلام لأوكرانيا.
وأظهر فيديو نشره الكرملين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يرحّب بستيف ويتكوف وجاريد كوشنر ويسألهما إن كانا يستمتعان بموسكو، ليرد ويتكوف: "إنها مدينة رائعة".
استخدم فلاديمير بوتين مزيجًا من السحر والمماطلة المحسوبة والتهديدات المباشرة ليُرِيَ مبعوثي الولايات المتحدة، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، بدقة موقف روسيا من السلام مع أوكرانيا.
ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكوشنر، صهر ترامب، استمتعا بجولة في موسكو وتناولا الغداء في مطعم فاخر يوم الثلاثاء، فيما تركهما الرئيس الروسي ينتظران لساعات عدة لعقد اجتماع في الكرملين بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال الكرملين إن الاجتماع كان "بنّاءً"، لكنه لم يشهد "أي تسوية" بشأن القضايا الرئيسية، بما في ذلك الحدود الإقليمية لأوكرانيا. وأكد يوري أوشاكوف، كبير مستشاري بوتين، أن المناقشات كانت مفصلة، لكنه شدد على أن "الكثير من العمل" لا يزال مطلوبًا.
وأضاف: "لسنا أبعد عن السلام، هذا مؤكد."
ووفقًا لمساعد الكرملين أوشاكوف، فإن بوتين طلب من ويتكوف إيصال عدة رسائل سياسية إلى ترامب. وتلقت روسيا أربع وثائق جديدة بالإضافة إلى الخطة الرئيسية، لكن الطرفين اتفقا على عدم الكشف عن مزيد من التفاصيل علنًا. وقدم الوفد الأميركي، بقيادة المبعوث الخاص المعَيَّن من قبل ترامب ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر، ما يُعتقد أنه نسخة معدلة من مقترح سلام سابق مكوَّن من 28 نقطة. وقيل إن عدة بنود مثيرة للجدل أُزيلت استجابةً لمعارضة شديدة من أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، رغم أن القليل فقط معروف عن محتوى المسودة الحالية.
وتحدث بوتين قبل الاجتماع متهمًا أوروبا بعرقلة جهود السلام. وقال: "لسنا ذاهبين إلى القتال مع أوروبا، لكن إذا أرادت أوروبا أن تقاتل معنا فنحن مستعدون الآن". ووصف المطالب الأوروبية بأنها "غير مقبولة" وقال إنها تقف "في صف الحرب".
وبحسب أوشاكوف، أشار بوتين إلى «الأفعال التدميرية للطرف الأوروبي» – في إشارة إلى أنه قد يحاول إلقاء اللوم على الاتحاد الأوروبي في حال فشل التوصل إلى اتفاق سلام، ولا سيما أن الاتحاد الأوروبي تم استبعاده بشكل ملحوظ من الاجتماع.
ولم يُدلِّ ويتكوف وكوشنر بأي تعليق بعد الاجتماع، لكنهما عادا إلى السفارة الأمريكية في موسكو. ومن المتوقع أن يقدما إحاطة مباشرة للرئيس دونالد ترامب فور عودتهما إلى واشنطن.
وفي دبلن، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه ينتظر "إشارات" من الوفد الأميركي. وأضاف للصحفيين: "كل شيء يعتمد على محادثات اليوم"، مشيرًا إلى أنه سيرحب بالاجتماع مع ترامب إذا كان هناك "حوار حقيقي". وفي منشور على منصة «إكس»، وصف مستشار بوتين للسياسة الخارجية كيريل دميترييف، الذي حضر المحادثات، الاجتماع بأنه "مُنتج".
يُذكر أن أحدث مساعي ترامب لإضفاء زخم جديد على جهود وقف إطلاق النار – بخطة كانت نسختها الأصلية المسربة المكونة من 28 نقطة تصبّ بشكل كبير في مصلحة موسكو – قد زادت الضغوط على كييف وأثارت قلق المسؤولين الأوروبيين. ومن بين أمور أخرى، تطلب الخطة من أوكرانيا التخلي عن أراضٍ في شرق البلاد لم تكن قد احتلَّتها القوات الروسية بعد، وأن تُضفي طابعًا رسميًا على تعهدها بعدم السعي إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ورغم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف المحادثات بأنها تضع أوكرانيا أمام «أصعب لحظة ربما في التاريخ»، فإنه أشار إلى أنه منفتح على الحوار.
لكن ما يزال غير واضح ما الذي يطلبه ترامب تحديدًا من روسيا، أو ما الذي قد تكون موسكو مستعدة للتنازل عنه.
وفي الأيام التي سبقت محادثات موسكو، لم يُبدِ بوتين أي مؤشرات على تراجعه عن مطلبه باستسلام أوكرانيا فعليًا، إذ ندَّد بزيلينسكي واعتبره زعيمًا «غير شرعي» لا يمكنه إبرام اتفاق معه. وفي الواقع، لم تسفر لا المحادثات السابقة في إسطنبول، ولا قمة أغسطس/آب في ألاسكا بين ترامب وبوتين، ولا خمس زيارات سابقة قام بها ويتكوف إلى موسكو، عن أي تليين لموقف الكرملين أو تراجع في خطابه العدائي. وفي تصريحات لموقع بوليتيكو، كرر السياسي في مجلس الدوما بيوتر تولستوي هذا الموقف المتصلب، قائلاً إن "لا قرارات ستُتخذ من شأنها أن تقوّض أمن روسيا. يجب أن يكون هذا واضحًا تمامًا."
حتى الآن، لا توجد أي إشارة إلى أن محادثات الثلاثاء ستدفع موسكو إلى تغيير موقفها.
وتقول تاتيانا ستانوفيا، مؤسسة شركة الاستشارات السياسية: "لا شك أن بوتين يعتقد أنه أوضح كل شيء مرة أخرى، والآن متروك للآخرين ليقرروا فيما بينهم ما إذا كانوا يريدون إنهاء الحرب." وتضيف: "بوتين مستعد للسلام، ولكن بشروطه فقط."
من جانبه قال ماركو روبيو، وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي لرئيس الولايات المتحدة، إن الولايات المتحدة تحاول حاليًا القيام بجهود دبلوماسية للتوصل إلى تسوية مقبولة من الطرفين في الحرب الروسية-الأوكرانية، لكن قضيتي الأراضي والضمانات الأمنية لأوكرانيا لا تزالان إشكاليتين.
وأشار روبيو مرة أخرى إلى أن هذه "ليست حربنا"، لكن الولايات المتحدة منخرطة فيها لأن "القائد الوحيد في العالم الذي يمكنه التفاوض مع الطرفين وإبرام صفقة، إذا كانت مثل هذه الصفقة ممكنة، هو الرئيس ترامب"، ولهذا السبب تجري واشنطن محادثات مع كل من أوكرانيا وروسيا.
وأضاف روبيو: "نحن نحاول أن نعرف ما إذا كان بإمكاننا تجاوز الخلافات بين الطرفين. وللقيام بذلك، يجب أن نتحدث إلى الطرفين... الأشخاص الذين يعتقدون أنه ينبغي علينا التحدث فقط إلى الجانب الأوكراني وعدم التحدث إلى الروس إطلاقًا مخطئون. لا يمكنك إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا من دون التحدث إلى روسيا".
وقال في ختام حديثه: "في النهاية، القرار في روسيا يتخذه بوتين وحده، وليس مستشاريه. بوتين – فقط بوتين يمكنه إنهاء هذه الحرب من الجانب الروسي... نحن نحاول جمع الطرفين معًا ومعرفة ما هي المقترحات التي يمكننا تقديمها والتي قد يوافق عليها الطرفان. سنبذل كل ما في وسعنا لإنجاح ذلك. هذا ما كنا نقوم به على مدى الأشهر العشرة الماضية. كان هذا هدفنا ومهمتنا طوال هذا الوقت. أعتقد أننا حققنا بعض التقدم. لقد اقتربنا، لكننا لم نصل بعد. ولسنا قريبين بما فيه الكفاية حتى الآن. لكن ذلك قد يتغير. وآمل أن يتغير."عن صحف ووكالات عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

سرقة بيانات أكثر من 16 مليون شخص بهجوم إلكتروني على وزارة الداخلية الفرنسية

سرقة بيانات أكثر من 16 مليون شخص بهجوم إلكتروني على وزارة الداخلية الفرنسية

متابعة/ المدى أعلن قراصنة إلكترونيون في فرنسا عن سرقة بيانات أكثر من 16.4 مليون شخص جراء هجوم على أنظمة وزارة الداخلية، وفقا لصحيفة "لو فيغارو" نقلا عن بيان نشر على منتدى "بريتش فورومز". وأقر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram