جدة / علاء المفرجي

تتواصل عروض مهرجان البحر الاحمر بدورته الخامسة والمقامة في جد، في مختلف المسابقات التي يضمها المهرجان، فقد قدم المخرج الفرنسي زافين نجار فيلم تحريك عنوانه "بيرَاهِيما" صبي في العاشرة من عمره، وقد فقد كلا والديه. بعد أن أصبح يتيمًا ومتروكًا لمصيره في غينيا، يشرع في البحث عن عمّته في ليبيريا، مسترشدًا ب "ـياكوبا"، وهو راوٍ مُحتال. لكنّ رحلته سرعان ما تغوص في فوضى الحرب الأهليّة. يجد "بيراهيما" نفسه عالقًا بين الفصائل المسلّحة، والخرافات، والدّين، فيجبر أن يكون جنديًّا طفلًا، وصانع تمائم. وبصوتٍ خام، مأساويّ وساخر في آن واحد، يروي دون قيود وحشيّة العالم من حوله. هذا الفيلم مقتبس من رواية مشهورة ل"أحمد كوروما"، "الله ليس مُلزمًا"، وهو قصّة قويّة عن النّضوج تُعرض عبر رسوم متحرّكة جريئة، حيث تُلقي السّخرية والفكاهة السّوداء الضّوء على العنف، والبقاء، والشّوق إلى الحرّيّة. ومن كينيا قدمت المخرجة زيبورا نياروري فيلما بعنوان "تراك ماما" الذي يتناول قصّة "إيفا"، وهي أمّ عزباء، وسائقة شاحنة في كينيا. تخوض الطّرق الخطرة لتأمين لقمة العيش لعائلتها. في عالم يهيمن عليه الرّجال، توازن "إيفا" بين الرّحلات الطّويلة - بما في ذلك رحلات من كينيا إلى السّودان - والمكالمات الهاتفيّة لأطفالها، والتّحدّيات اليوميّة. يسلّط هذا الفيلم الوثائقيّ، النّابض بالحياة، الضّوء على المرونة، والشّجاعة، وحبّ الأمّ الّذي لا يتزعزع، وهي تشقّ طريقها الخاصّ. وبفضل المناظر الطّبيعيّة الخلّابة، ونظرة خاطفة على الحياة في شرق أفريقيا، يعدّ "تراك ماما" تكريمًا ملهمًا للنّساء اللّواتي يتحدّين العقبات لتحقيق أحلامهنّ. وكيف نعيد بناء إحساسنا بالذّات بعد جروح عاطفيّة عميقة؟ يقدّم فيلم "عالم الحبّ"، أحدث أعمال المخرجة الكوريّة "يون غا-إون"، صورة مؤثّرة لمراهقة تتنقّل في خضمّ صدمتها بصدق وتجرّد غير متوقّعين. تبدو "جُو-إن" (سيو سو-بين) مبتهجة وصريحة، ولكنّ ثقتها تخفي ماضيًا أكثر ألمًا. وبدل أن يُركّز الفيلم على المعاناة، يسلّط الضّوء على المرونة، والقوّة الخفيّة لاستعادة الفرد لقصّته الخاصّة. بإخراج متّزن، وأداء لافت للنظر من "تشانغ هاي-جين" في دور والدة "جو-إن"، تُضفي "يون" حساسيّة شعريّة على الخلجات العاطفيّة للعلاقات الأسريّة ومرحلة المراهقة. "عالم الحبّ"، الّذي يتّسم بالواقعيّة، والشّجاعة الهادئة، هو قصّة إنسانيّة عميقة عن البقاء، والانتصار الهادئ للشّفاء العاطفيّ.
وضيّف المهرجان عددا من نجوم السينما العرب والعالميين في جلسات حوارية ومنهم جولييت بينوش، وكريتي سانون، جيسيكا ألبا، وانا دي أرماس، تحدثوا في عن تجاربهم في السينما وقصة صحوهم الى النجومية
وكشف المهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن أعضاء لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام القصيرة لهذا العام، التي تضمّ ثلاثة من أبرز خبراء صناعة السينما الذين تؤكد خبراتهم الواسعة وأعمالهم الحائزة على جوائز مرموقة التزام المهرجان الراسخ بدعم مسيرة نمو المواهب السينمائية الناشئة.