TOP

جريدة المدى > سياسية > موقع إخباري: كوريا الجنوبية قد تصبح أكبر مورّد أسلحة للعراق

موقع إخباري: كوريا الجنوبية قد تصبح أكبر مورّد أسلحة للعراق

تتميز أسلحتها بتكنولوجيا متطورة وتوفر صيانة مستمرة

نشر في: 8 ديسمبر, 2025: 12:39 ص

 ترجمة حامد أحمد

أشار المحلل الدولي البريطاني، بول آيدون، في تقرير له على موقع Amwaj Media، إلى أن هناك بوادر تفيد بأن كوريا الجنوبية قد تصبح من المورّدين الرئيسيين للأسلحة إلى العراق، مع انتظار البلد استلام الدفعة الأولى من صواريخ الدفاع الجوي KM-SAM مطلع العام المقبل، ستكون مفتاحًا لمزيد من الصفقات لشراء دبابات وطائرات مقاتلة كخيار مستقبلي بعد تجربة سابقة من توريد طائرات تدريب T-50 الكورية، في تنافس مع مورّدين دوليين مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، حيث تتميز الأسلحة الكورية بتكنولوجيا متطورة وشروط سياسية أقل فضلًا عن صيانة مستقرة، مما يجعلها خيارًا مشجعًا لبغداد.

ويذكر المحلل، آيدون، أنه في توجه لتعزيز قدرات الدفاع الجوي العراقي، تتوقع بغداد استلام أنظمة صواريخ كورية جنوبية من طراز M-SAM-II المعروفة أيضًا باسم KM-SAM مطلع العام المقبل، مشيرًا إلى أنه لفترة قريبة كانت دفاعات البلد الجوية تقتصر على أنظمة أميركية قصيرة المدى وأنظمة صواريخ روسية متوسطة المدى. وبافتراض تسليم منظومة صواريخ M-SAM-II بنجاح، تصبح كوريا الجنوبية في موقع يتيح لها تزويد العراق بمصدر تسليح أقل تعقيدًا مما قد يقدّمه الشركاء الحاليون.
وإذا تحققت نية وضع المنظومة في الخدمة فورًا، يرى مراقبون أن ذلك قد يزيد شهية العراق لمزيد من العتاد العسكري الكوري الجنوبي، ما قد يمنح سيئول قدرة على منافسة كبار مورّدي السلاح الحاليين — ولا سيما الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.
ويشير آيدون إلى ورود تقارير غير مؤكدة في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي تزعم أن العراق يدرس صفقة بقيمة 6.5 مليارات دولار مع كوريا الجنوبية لشراء 250 دبابة قتال رئيسية من طراز K2 “النمر الأسود”. وإذا تأكدت هذه الصفقة وجرى إبرامها، فستسلّم سيئول للعراق عددًا من الدبابات يفوق ما سلّمته الولايات المتحدة وروسيا مجتمعتين منذ عام 2003.
ولا تقتصر العروض على الدبابات. فقد أعرب مسؤولون كوريون جنوبيون أيضًا عن أملهم في أن يصبح العراق مشتريًا لمقاتلتهم الجديدة المرتقبة KF-21 “بوراماي”، التي يُتوقع دخولها الخدمة في القوات الكورية الجنوبية بحلول نهاية عام 2026. ويُذكر أن العراق اشترى في أواخر العقد الماضي طائرات التدريب T-50 “غولدن إيغل” من سيول.
من جانب آخر، يرى المحلل الأمني العالمي، فريدي خوري، من شركة استخبارات المخاطر RANE، أن مثل هذه الصفقات قد تساعد العراق على استبدال ترسانته الحالية بـ”بدائل موثوقة”. إذ يتكون أسطول الدبابات العراقي حاليًا بشكل أساسي من 140 دبابة أميركية من طراز M1A1 أبرامز محدثة تم شراؤها بين عامي 2009 و2012، و73 دبابة روسية من طراز T-90 تم اقتناؤها في أواخر العقد الماضي. غير أن غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022 وما تبعه من عقوبات غربية على موسكو أثّر على قدرة العراق على الحصول على قطع الغيار والدعم الفني. وبسبب هذه القيود، استبدلت بغداد، في أكتوبر/تشرين الأول، مروحياتها الروسية الصنع من طراز Mi-17 Hip بنماذج أميركية وفرنسية.
ووصف نيكولاس هيراس، المدير الأول للاستراتيجية والابتكار في معهد نيو لاينز، “الشراكة الدفاعية الناشئة” بين بغداد وسيول بأنها “مكسب للطرفين”. مشيرًا إلى أن كوريا الجنوبية تبحث عن أسواق تعرض فيها تكنولوجيتها الدفاعية. وبالنسبة لصانعي القرار في العراق، رأى هيراس أن تعزيز العلاقات مع كوريا الجنوبية يمكن أن يوفر “موردًا دفاعيًا موثوقًا خارج الشرق الأوسط”. كما قد تلبي سيول ما تبحث عنه بغداد: “موردًا دفاعيًا موثوقًا خارج المنطقة يعاملها كزبون مقدّر على المدى الطويل ولا يثير تحديات جيوسياسية”. علاوة على ذلك، تعد سيول بالحفاظ على “خدمة مستقرة ومتواصلة” للجيش العراقي فيما يتعلق بصيانة “تكنولوجيا دفاعية عالية الجودة”.
وكميزة إضافية، تستطيع كوريا الجنوبية تقديم أنظمة متطورة بشروط سياسية وقيود أقل من تلك التي يفرضها الشركاء الغربيون عادة. ويتفق جنك ساغنيك، رئيس قسم التحليل في شركة الاستشارات الجيوسياسية TAM-C Solutions، على أن سيول تدرك سعي بغداد لشراء أسلحة متقدمة «من دون أن تملي الولايات المتحدة التزامات سياسية». وبالنسبة لواشنطن، سيكون تحوّل عراقي محدود نحو الشرق مقبولًا على الأرجح ما دامت هناك استمرارية في التعاون بمكافحة الإرهاب والالتزام بقواعد الاستخدام النهائي. وبالمحصلة، فإن تنامي العلاقة الدفاعية بين العراق وكوريا الجنوبية يشير إلى “ليس إعادة اصطفاف، بل استراتيجية تنويع أوسع، تعزز استقلالية بغداد مع إبقاء شراكاتها الأمنية التقليدية قائمة”. وأشار الخبير الدولي إلى أن «التركيز الرئيسي» للعراق في استراتيجية التوريد الجديدة هو الحصول على «صيانة وتدريب دون عوائق» من المورّد، مضيفًا أن «السعر يأتي في المرتبة الثانية». ورغم أن كوريا الجنوبية تميل إلى اتباع الإرشادات الأميركية، فإن التطبيق قد يكون أكثر مرونة عندما «تديره سيول بدلًا من الوكالات الأميركية»، حيث إن العراق ينظر إلى كوريا الجنوبية باعتبارها “المورّد الأمثل” لأسلحة بجودة مماثلة لتلك الأميركية، ولكن بقيود سياسية أقل.
عن Amwaj Media

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المقبل مُلزَم بأخذ رأي
سياسية

رئيس الوزراء المقبل مُلزَم بأخذ رأي " الإطار " بكل صغيرة وكبيرة ولا يشارك بالانتخابات

بغداد/ تميم الحسن تعمّقت الخلافات داخل "الإطار التنسيقي" إلى حدّ دفع بسقف التوقعات حول حسم اسم رئيس الوزراء المقبل إلى صيف 2026. وفي ظل هذا التأخير، يواصل التحالف الشيعي البحث عن شخصية يمكن "ضبط...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram